في أيامه الأخيرة بالبيت الأبيض: كيف يزيد ترامب أزمة كورونا صعوبة؟

كتبت- هدى الشيمي:

لا يزال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في حالة الإنكار، ويرفض الإقرار بهزيمته في الانتخابات أمام منافسه الديمقراطي جو بايدن، مصرًا – دون تقديم أدلة- على حدوث غش في عملية الاقتراع، مُدعيًا أن التصويت عبر البريد فتح الباب أمام عملية تزوير واسعة؟

قالت شبكة سي إن إن الإخبارية، في تحليل، إن انكار ترامب في أيامه الأخيرة بالبيت الأبيض زاد عدد المرضى وجعل الشتاء أكثر قتامة لاسيما مع زيادة أعداد الوفيات جراء كوفيد-19، وأضر الديمقراطية، ويعيق الرئيس المُنتخب بايدن عن تنفيذ خططه، ويهدد آمال الجمهوريين في الحفاظ على الأغلبية بمجلس الشيوخ.

"شتاء قاتم"

قالت الشبكة الأمريكية إن تعامل الرئيس المنتهية ولايته مع وباء كوفيد-19 أسوأ من أي وقت مضى، كما أن تقصيره في أداء واجبه يحرم أمريكا من القيادة التي تحتاج إليها كي تتعامل مع الحصيلة القياسية للإصابات والوفيات والتي بلغت ذروتها أمس الأحد.

وأعلن ترامب، أمس الأحد، إصابة محاميه الخاص وعمدة نيويورك السابق رودي جولياني بالفيروس التاجي، بعدما طاف في أنحاء البلاد من أجل نشر الادعاءات بسرقة الديمقراطيين للانتخابات دون ارتداء قناع واقي، أو الالتزام بقوانين التباعد الاجتماعي، فأصبح في النهاية آخر المصابين بكوفيد- 19 في دائرة الرئيس المُقربة.

بعد انتشار الأخبار باحتجاز جولياني في مستشفى جامعة جورج واشنطن، غرّد ابنه أندرو، الذي يعمل في البيت الأبيض، على تويتر بأن والده بخير.

"خطوات استثنائية"

يقوم ترامب بخطوات استثنائية من أجل سرقة الفوز من بايدن، ومن بينها محاولته الضغط على حاكم جورجيا براين كامب من أجل تدقيق الأصوات الواردة عبر البريد، ولكن الأخير رفض طلب الرئيس المنتهية ولايته، حسب مصادر الصحيفة لأنه لا يملك صلاحية التدقيق في الأصوات.

ونقلت سي إن إن عن مصدر مطلع على المكالمة التي جرت بين ترامب وكامب، أن الرئيس المنتهية ولايته طالب حاكم جورجيا، إحدى الولايات الحاسمة في نتائج الانتخابات، بالدعوة إلى جلسة خاصة وإقناع النواب بانتقاء الناخبين الذين يساندونه، ودعاه إلى أن يكون "أكثر شدة".

في المقابل، قال كاتب الدولة في الولاية الجمهوري، براد رافنسبرغر، الأربعاء إنه لا دليل على وقوع تزوير واسع في الانتخابات مثلما يزعم ترامب.

وحض مسؤول في لجنة الانتخابات بالولاية وهو جمهوري أيضا الرئيس على التوقف عن ترديد مزاعم التزوير، قائلا إنها تحرض على التهديد بالعنف.

"سلوك متهور"

ادعاءات ترامب المستمرة بتزوير الانتخابات ألحقت ضررًا جسيمًا بالديمقراطية الأمريكية من خلال إقناع العديد من مؤيديه بأن بايدن ليس رئيسًا شرعيًا، وأن الانتخابات، وهي حجر الأساس للنظام السياسي، فاسدة.

وبينما يواصل الرئيس المنتهية ولايته حملته العنيفة ضد بايدن والديمقراطيين وينكر حقيقة مغادرته البيت الأبيض الشهر المُقبل، قالت (سي إن إن) يُظهر مرارًا وتكرارًا أنه ليس لديه أي نية للمساعدة على التعامل مع أسوأ أزمة تواجهها الولايات المتحدة منذ الحرب العالمية الثانية.

حذر مسؤولون بارزون في إدارة ترامب وخبراء طبيون من موجة مفزعة من الإصابات والوفيات والناجمة عن كوفيد-19 في الأسابيع المقبلة مع اكتظاظ المستشفيات بالحالات.

قالت الدكتورة ديبورا بيركس، أحد أعضاء فريق العمل المعني بمكافحة فيروس كورونا، من هذه الأزمة الصحية محذرة من أنها أسوأ ما يواجه الولايات المتحدة ليس فقط فيما يتعلق بالصحة.

وألمحت بيركس إلى أن سلوك الرئيس المنتهية ولايته والمحيطين به والمتمثل في تنظيم فعاليات مثل التجمعات السياسية وحفلات أعياد الميلاد مع تجاهل قواعد التباعد الاجتماعي وتجنب ارتداء الكمامات سيجعل الأمور كثيرًا.

علاوة على ذلك، ستتفاقم الأزمة مع رفض بعض الحكام ورؤساء البلديات اتخاذ تدابير وقائية أثبتت فعاليتها في منع تفشي الفيروس.