إعلان

ترامب وكورونا.. عطس الرئيس فاُصيبت أمريكا بنزلة برد

04:05 م الخميس 08 أكتوبر 2020

الرئيس الأمريكي دونالد ترامب

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت- هدى الشيمي:

لن يقبل الرئيس الأمريكي المهوس بالقوة والسيطرة الظهور كرجل عجوز ومريض وضعيف. قالت مجلة "التايم" إن دونالد ترامب لن يسمح لنفسه بأن يبدو وكأنه بشر من لحم ودم كباقي الناس.

وأشارت إلى أن ترامب الذي قضى الأسابيع الأخيرة يتنمّر على الكونجرس وخصمه السياسي وآلية الديمقراطية نفسها، ويسخر من الاحتياطات الصحية، لن يسمح بكوفيد-19 بالتأثير عليه، لذلك لن يمانع أبدًا من فكرة التضحية بمن حوله، وبالبلد بأكمله وحتى بصحته، وبأي شيء آخر إذا تطلب الأمر، كي لا يبدو ضعيفًا.

وقف ترامب مُنتصرًا على شرفة البيت الأبيض، بعدما أقنع أطباءه بالامتثال إلى أوامره. ذكرت "التايم" أن ترامب قضى أيامه في مركز والتر ريد الطبي العسكري الوطني وضغط على الفريق الطبي للسماح له بالخروج، مزق قناعه (الكمامة) وبدا وكأنه يعاني لالتقاط أنفاسه، إلا أن كل ذلك لم يمنعه من إيصال رسالته.

1

عندما عطس الرئيس أُصيبت أمريكا بنزلة برد. قالت المجلة الأمريكية إنه عندما أصيب ترامب بكوفيد-19 عانت الولايت المتحدة بأكملها من تبِعات الأمر. حث ترامب شعبه على عدم السماح للفيروس بالسيطرة على حياتهم، وكأنه يبعث برسالة للجميع- حسب التايم- "بأن الفيروس لم يهزمه".

"يلاكم كورونا"

فرح أنصار ترامب بعودته، وزعم أحد أعضاء الكونجرس أنه تمكن من التغلب على الفيروس كما استطاع التغلب على التحقيق الروسي، وعلى محاولة الديمقراطيين للإطاحة به، وأثنى سكرتيره الصحفي، الذي أعلن اصابته بكوفيد-19 قبل يومين، على قدرته على الوقوف بقوة على الشرفة".

ونشر أحد أعضاء مجلس الشيوخ مقطع فيديو- مُعدّل على تويتر- يظهر ترامب وهو يمارس رياضة الملاكمة ويهزم لاعب له رأس على شكل فيروس كورونا.

يعرف الجمهوريون ماهية الطريقة التي يُفضل ترامب أن يعامله الآخرون بها، وهي الاثناء والمدح، حتى لو كلّفه ذلك حياته وعرّضه للخطر. قالت "التايم" إن الجمهوريين شعروا أنه لا يريد تعاطف أو تضامن، ولكنه يرغب في أن يُخبره الآخرون أنه قوي وتمكن من هزيمة الفيروس.

2

حتى الآن، لم يتضح ما إذا كان ترامب تغلب على المرض كما يزعم أم لا. لفتت "التايم" إلى أن أطباءه قدموا قدر قليل من المعلومات، وتجنبوا الإجابة على الأسئلة المتعلقة بإصابته بالفيروس، والتساؤلات بشأن السماح له بالخروج من المستشفى، وكذلك تلقيه العلاج الذي تحصل عليه الحالات الخطيرة.

ذهب ترامب إلى المستشفى على مضض، قال تشاك هاجل، السيناتور الجمهوري السابق ووزير الدفاع، إن الشعب الأمريكي ينتظر الحصول على إجابات من الرئيس، ولكنه عوضًا عن ذلك يزودهم بالأكاذيب التي تعرض حياتهم للخطر.

قال شون كونلي، الطبيب المشرف على حالة ترامب، إن الرئيس الأمريكي مرض بسرعة ونُقل إلى المستشفى في نفس اليوم الذي اُعلن فيه عن إصابته، وكان مُصرًا على عدم حاجته للأكسجين.

"الرئيس القوي"

خلال عطلة نهاية الأسبوع، نشر البيت الأبيض صور ومقاطع فيديو للرئيس الأمريكي وهو يحاول أن يبدو قويًا ويعمل بتركيز أثناء تلقيه العلاج اللازم المُخصص عادة لحالات كوفيد-19 الخطيرة، ورفض البيت الأبيض الكشف عن نتائج الاختبارات التي أجراها ترامب الأسبوع الماضي، وقدم كونلي تصريحات متضاربة وغامضة حول حالة ترامب الصحية، رغم أن الشعب الأمريكي قد يرغب في معرفة ما إذا كان رئيسهم يعاني من مرض خطير، حسبما قالت التايم.

يصارع ترامب، طوال الوقت، من أجل بقائه السياسية، ولم يكن من الممكن إظهار ضعفه أو الاعتراف بتأثير كورونا عليه الآن، حسبما ذكرت المجلة الأمريكية، تعاني حملته الانتخابية، يتخلف عن بايدن في استطلاعات الرأي.

منذ أكثر من عامين، أسست سارة لونجويل، من جماعة "جمهوريون من أجل حكم القانون"، مجموعات تعمل مع النساء في الولايات المتأرجحة، وهي الولايات ذات التأثير الأكبر على الانتخابات الأمريكية، واللاتي صوّتن لصالح ترامب عام 2016، ولكنهن لا يعتقدن أنه يبلي بلاءً حسنًا.

تضم المجموعات التي أسستها لونجويل، نساء من طبقات اجتماعية مختلفة، صغار وكبار، تعيش معظمهن في المجتمعات المحافظة، وقالت السياسية الجمهورية إنه منذ ظهور الوباء توقفت العديد من هؤلاء النساء عن الدفاع عن الرئيس الأمريكي.

"ركلة لشعبيته"

سدد أسلوب ترامب الذي يعتمد بصورة رئيسية على التنمر ركلة قوية لشعبيته لدى أنصاره، لاسيما النساء اللائي نفرن منه بسبب رفضه الالتزام بالانتقال السلمي للسلطة، وتصريحاته المُسيئة وخطابه العدواني على مواقع التواصل الاجتماعي.

3

في الوقت نفسه، أظهرت استطلاعات الرأي الوطنية تقدم بايدن على ترامب بحصوله المُرشح الديمقراطي على أصوات النساء، وأظهر استطلاع لشبكة "سي إن إن" الأمريكية أن ترامب يحظى بشعبية أكبر بين الناخبين من الذكور لاسيما أصحاب البشرة البيضاء.

سجّل البيت الأبيض عدد إصابات بكوفيد-19 أكبر من إجمالي عدد الإصابات التي سجلتها نيوزيلندا خلال الأسبوع الماضي، حسب التايم.

لكن بالنسبة لترامب، فإن العلم ما هو إلا كذبة مُنحازة أخرى للدولة العميقة، وخاسر آخر يجب التنمر عليه لاخضاعه، قالت التايم إنه كان بإمكانه تحمّل المسؤولية، ولكن ايدولوجيته تعتمد بشكل رئيسي على القوة. وأضافت: "أنه من السابق لأوانه كتابة السطور الأخيرة في عصر رئاسة ترامب، ولكن ربما يومًا ما ننظر إلى الوراء ونقول إنها كانت نقطة ضعفه".

فيديو قد يعجبك: