إعلان

أرمينيا وأذربيجان: تبادل جديد للقصف يقوض آمال وقف إطلاق النار

09:43 ص الإثنين 12 أكتوبر 2020

شهدت المنطقة المتنازع عليها أسبوعين من القتال العن

باكو/ يريفان- (بي بي سي):

دعت روسيا والاتحاد الأوروبي أرمينيا وأذربيجان لاحترام وقف إطلاق النار في ناغورنو كاراباخ، والذي كان من المفترض أن يدخل حيز التنفيذ يوم السبت.

وقال وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، إن الهدنة يجب أن تطبق بصرامة،بينما أعرب الاتحاد الأوروبي عن قلق بالغ إزاء تقارير عن مزيد من العمليات العسكرية التي تستهدف المدنيين.

وكانت الأنباء أفادتبتجدد تبادل القصف بين أرمينيا وأذربيجان، بعد ساعات فقط من بدء سريان وقف إطلاق النار.

وضربت الانفجارات ستيباناكيرت، عاصمة منطقة ناغورنو كاراباخ المتنازع عليها، مساء السبت، بحسب شهود عيان ووسائل إعلام أرمينية.

وسبق أن تبادل الجانبان الاتهامات بخرق الهدنة المؤقتة التي رعتها موسكو بعد أسبوعين من القتال.

وقال منسق السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، "نراقب بقلق بالغالتقارير حول استمرار الأنشطة العسكرية، بما في ذلك ضد أهداف مدنية، فضلا عن الخسائر في صفوف المدنيين في خرق للاتفاق"، وفقا لبيان صدر يوم الأحد.

ولقي أكثر من 300 شخص مصرعهم ونزح الآلاف منذ اندلاع أعمال العنف الأخيرة في الصراع طويل الأمد الذي تجدد في 27 سبتمبر.

وقال الزعيم الانفصالي في كاراباخ ، أرايك هاروتيونيان، لوكالة فرانس برس أن الوضع أصبح "أكثر هدوءا" الأحد، لكنه حذّر من أن الهدنة غير مستقرة.

ودمِّر مبنى سكني في مدينة غنجة الأذربيجانية ليلا فيما وصفه مسؤولون بضربة صاروخية أرمينية، ما أسفر عن مقتل سبعة أشخاص واصابة العشرات.

ووصفت أرمينيا التقارير عن القصف بأنها "كذبة مطلقة".

وكان وقف إطلاق النار الهش سيسمح للبلدين، بتبادل الأسرى واستعادة الجثث من جولة القتال الأخيرة.

ويسيطر الأرمينيون على ناغورنو كاراباخ على الرغم من أنها جزء من أذربيجان رسميا.

وتبادلت الجمهوريتان السوفييتيتان السابقتان اللوم في اندلاع أعمال العنف الأخيرة، الأسوأ منذ عقود.

من جانبها، أعلنت النجمة الأمريكية كيم كارداشيان ويست، وهي من أصول أرمينية، على وسائل التواصل الاجتماعي أنها تبرعت بمليون دولار لصالح ضحايا الصراع الأرمينيين.

اتهامات متبادلة

وندد الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف في تغريدة بـ"انتهاك سافر لوقف إطلاق النار" و"بجريمة حرب".

وقال واقف ديارغاهلي المتحدث باسم وزارة الدفاع الأذربيجانية "لا تحترم القوات المسلحة الأرمينية الهدنة الإنسانية وتواصل الضربات الصاروخية والمدفعية على مدن وقرىفي أذربيجان".

في المقابل، قال المتحدث باسم وزارة الدفاع الأرمينية شوشان ستيبانيان إن "القوات الأذربيجانية تنتهك اتفاق وقف إطلاق النار بشن هجمات على الجنوب بواسطة مدرعات وصواريخ. الوحدات (الانفصالية) قضت بحزم على الأعمال المعادية".

ومن المقرر أن يعود الإثنين إلى موسكو وزير الخارجية الأرميني زهراب مناتساكانيان الذي خاض مع نظيره الأذربيجاني المفاوضات التي أفضت إلى الهدنة وسيلتقي وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، كما أكدت المتحدثة باسمه لوكالة فرانس برس .

ومن المقرر أن يلتقي أيضا ممثلي مجموعة مينسك (روسيا وفرنسا والولايات المتحدة) لكن الموعد لم يحدد بعد.

ودعا وزيرا الخارجية التركي والروسي بحسب بيان روسي بعد مكالمة هاتفية إلى "ضرورة الاحترام الصارم لكل أحكام" الاتفاق.

كيف تم التوصل إلى وقف إطلاق النار؟

تم الاتفاق بعد 10 ساعات من المحادثات في العاصمة الروسية موسكو. وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إن البلدين سيبدآن الآن محادثات "جوهرية".

لكن وزير الخارجية الأرميني زهراب مناتساكانيان وصف فيما بعد المحادثات بأنها "صعبة إلى حد ما"، وقال إن أرمينيا تريد الاعتراف بناغورنو كاراباخ دوليا كدولة مستقلة.

وكرّر المسؤولون المعلنون من جانب واحد في كاراباخ هذه الدعوة، واتهموا أذربيجان باستخدام محادثات وقف إطلاق النار كغطاء للتحضير لهجمات جديدة.

بينما قال وزير الخارجية الأذربيجاني جيهون بيراموف إنه لم يتم ممارسة ضغط كاف على أرمينيا خلال المحادثات، وأن الوضع في ناغورنو كاراباخ لا يمكن أن يبقى كما هو عليه.

وأضاف أن أذربيجان تتوقع أن تسيطر على المزيد من الأراضي، وأن وقف إطلاق النار سيستمر فقط حتى يرتب الصليب الأحمر عملية تبادل الجثث.

وقالت تركيا التي تدعم أذربيجان إن الهدنة هي "الفرصة الأخيرة" لأرمينيا لسحب قواتها من الأراضي المتنازع عليها.

وتمتلك روسيا قاعدة عسكرية في أرمينيا، وكلاهما عضو في منظمة معاهدة الأمن الجماعي "سي إس تي أو".

وزراء خارجية أرمينيا وأذربيجان وروسيا في المحادثات حول وقف إطلاق النار في ناغورنو كاراباخ

ومع ذلك، تتمتع موسكو أيضا بعلاقات جيدة مع أذربيجان.

ماذا حدث بعد أن دخل وقف إطلاق النار حيز التنفيذ؟

وقالت وزارة الدفاع الأرمينية إن القوات الأذربيجانية شنت هجوما بعد خمس دقائق من الموعد المقرر لدخول الهدنة حيز التنفيذ، مع رد القوات الأرمينية، وأنها استهدفت إحدى البلدات.

بينما قالت وزارة الدفاع الأذربيجانية إن أرمينيا "تنتهك بشكل صارخ وقف إطلاق النار"، وتطلق النار على منطقتي ترتر وأغدام في أذربيجان.

ونفت أرمينيا ذلك.

كما اندلع قتال عنيف قبل وقف إطلاق النار. وقالت السلطات الأرمينية العرقية المعلنة من جانب واحد في ناغورنو كاراباخ إن أذربيجان أطلقت صواريخ على الأحياء المدنية في المدينة الرئيسية، ستيباناكيرت، بينما اتهمت أرمينيا القوات الأذربيجانية بتكثيف ضربات الطائرات بدون طيار.

من جانبها، قالت أذربيجان إن أرمينيا قصفت مناطق مأهولة بالقرب من ناغورنو كاراباخ وقالت إنها ترد بإطلاق النار.

واتهمت أرمينيا يوم الخميس أذربيجان بقصف كاتدرائية تاريخية في ناغورنو كاراباخ.

وأظهرت الصور أضرارا جسيمة في كاتدرائية المخلص المقدس في مدينة شوشا (المعروفة باسم شوشي باللغة الأرمينية).

نزح الآلاف حتى الآن بسبب الصراع

في الوقت نفسه، قالت أذربيجان إن غانجا ثاني أكبر مدنها ومنطقة غورانبوي تعرضتا لقصف من قبل القوات الأرمينية، مما أسفر عن مقتل مدني واحد على الأقل.

وفي تصريح لـ بي بي سي في وقت سابق من هذا الأسبوع، حذّر رئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان من وقوع "إبادة جماعية" في المنطقة ، وقال إنها "أرمينيا، أرض الأرمن".

وقال مسؤولون إن الاشتباكات تسببت في نزوح نصف سكان ناغورنو كاراباخ، أي حوالى 70 ألف شخص.

وقد عانت ستيباناكيرت من القصف لعدة أيام حيث احتمى السكان في الأقبية وتركت الكثير من نواحي المدينة بدون كهرباء.

وخاضت أرمينيا وأذربيجان حربا على ناغورنو كاراباخ بين 1988-1994، وأعلنتا في النهاية وقف إطلاق النار. ومع ذلك، لم يتوصلا إلى تسوية حول النزاع.

هذا المحتوى من

فيديو قد يعجبك: