إعلان

الديمقراطية تحولت إلى قمع.. لماذا خسرت تركيا جيرانها؟

06:25 م الجمعة 17 يناير 2020

تركيا

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت - إيمان محمود:

نشرت مجلة "بلومبرج" الأمريكية تقريرًا بعنوان "ليبيا تفسر.. لماذا ليس لدى تركيا أصدقاء؟"، أوضحت من خلاله كيف تسببت السياسة الخارجية لأنقرة في إغضاب جيرانها وخسارتهم واحدًا تلو الآخر، وكان من بينهم؛ مصر.

ترى المجلة الأمريكية أن سياسة "صفر مشاكل مع دول الجوار" التي روجت أنقرة لها في فترة من الفترات، انهارت بفعل ما تلاها من أفعال، وكان منها دعمها لجماعة الإخوان وانتقاداتها للرئيس عبدالفتاح السيسي، ودعم الجماعات المُسلحة والمُصنفة إرهابيًا في سوريا، ومؤخرًا غزو شمال شرق سوريا وإعادة لاجئيها قسرًا، كما أنها قامت باستعداء السعودية والإمارات من خلال وقوفها إلى جانب قطر.

وأشارت بلومبرج إلى أن السياسة الخارجية لتركيا شابها الخراب، خاصة بعد دعم أنقرة عسكرياً لحكومة الوفاق الليبية برئاسة فايز السرّاج.

لكن كيف وصلت الأمور إلى هذا الحد؟، تُجيب المجلة إلى أن ذلك جاء بسبب انحدار تركيا من ديمقراطية إسلامية إلى دولة استبدادية قمعية، فضلا عن تحمس أردوغان لقضية الإسلام السياسي، محلياً ودولياً وهو الأمر الذي يربطه بقطر ضد معظم الدول العربية الأخرى، وخاصة السعودية ومصر والإمارات.

داخل تركيا، كان الجيش قوة علمانية، ومع تراجع إحكام قبضته على الدولة، عاد الدين إلى السياسة من خلال حزب العدالة والتنمية الذي يتزعمه أردوغان، رغم اعتراضات عارضت القيادة العسكرية رسميًا لمرشح حزب العدالة والتنمية في الانتخابات الرئاسية لعام 2007 لكونه إسلاميًا.

واعتبرت المجلة الأمريكية، محاولة الانقلاب الفاشلة التي وقعت في عام 2016 بمثابة انتهاز فرصة من جانب بعض العناصر في الجيش للاستفادة من عدم الرضا المتزايد بين الأتراك بشأن توحيد أردوغان للسلطة، كما أنه يمثل منافسة عميقة ومستمرة بين إسلاميين أردوغان والقوى السياسية الأخرى.

وأشارت المجلة إلى انتخابات البلدية التي جرت العام الماضي في تركيا، إذ أنها كشفت هشاشة سيطرة أردوغان على السلطة من خلال انتخاب رؤساء بلديات من أحزاب المعارضة في إسطنبول وغيرها من المدن الكبرى.

كما أن الحلفاء السياسيين القدامى لأردوغان، بمن فيهم وزير الخارجية السابق أحمد داود أوغلو، الذين تصوروا سياسة "عدم وجود مشاكل مع الجيران"، انفصلوا عن حزب العدالة والتنمية.

وترى المجلة أن المسار الداخلي الذي تتبعه أنقرة لا يختلف عن مسارها على المستوى الخارجي، حيث أصبحت الهيمنة السياسية لأردوغان أكثر هشاشة.

وأكدت أن الخلاف مع مصر يحمل مفاتيح فهم تدخل تركيا في ليبيا، فبعد الربيع العربي عام 2011؛ دعم أردوغان صعود جماعة الإخوان إلى السلطة في مصر وساعد نظام محمد مرسي، إلى أن اندلعت ثورة 30 يونيو عام 2013 وتمت الإطاحة بنظام الإخوان، بعد أن وقف الجيش إلى جانب الشعب، وقتذاك وصف أردوغان الأحداث في مصر بأنها "إرهاب الدولة".

وبحسب المجلة فإن هذه الأحداث تشير إلى أن أردوغان ينظر إلى ما يجري في ليبيا بشكل متشابه أي "قائد عسكري يهدد بإسقاط حكومة تنتمي إلى رؤية تركيا العالمية".

ولفتت المجلة إلى أن حكومة الوفاق بقيادة السرّاج، لديها عناصر إسلامية ما يجعلها بالطبع حليفًا لأردوغان وحزبه العدالة والتنمية، مؤكدة أن دعم حلفاء حفتر وتقدمه في ليبيا سيزيد من عداوة تركيا مع جيرانها.

فيديو قد يعجبك: