إعلان

أطول حرب أمريكية.. انقسام داخل إدارة ترامب بعد قرار الانسحاب من أفغانستان

02:25 ص الثلاثاء 03 سبتمبر 2019

الرئيس الأمريكي دونالد ترامب

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب – محمد عطايا:

أصدرت الإدارة الأمريكية مؤخرًا، أمرًا بسحب قواتها من أفغانستان، في محاولة لإنهاء أطول حرب تورطت فيها الولايات المتحدة، منذ ما يزيد عن 17 عامًا.

أفغانستان التي تعد المعضلة الأكبر لزعماء الولايات المتحدة المتعاقبين، لن تنتهي أزمتها بسحب واشنطن قواتها من هناك، وفقًا لتقرير نشرته صحيفة "نيويورك تايمز"، التي أكدت أن الإدارة الأمريكية منقسمة على القرار.

بعد عشرات اللقاءات بين واشنطن وقادة طالبان في قطر، لم تنجح الولايات المتحدة من إنهاء الصراع من خلال السياسة، والنجاح في الوصول إلى حل وسط بين الحركة المصنفة إرهابية في أمريكا، والحكومة الأفغانية، وإنهاء نزاع السيطرة على السلطة.

بحسب الصحيفة الأمريكية، اقترح كبار مستشاري البيت الأبيض توسيع وجود وكالة الاستخبارات المركزية في أفغانستان سرًا، مع بدء القوات الدولية بالانسحاب من البلاد.

في المقابل، أظهرت وكالة الاستخبارات المركزية "سي آي إيه"، والمسؤولين العسكريين تحفظًا، ما أثار جدلاً في الإدارة يمكن أن يعقد المفاوضات مع طالبان لإنهاء الحرب.

أوضحت "نيويورك تايمز"، أن بعض مسؤولي الإدارة الأمريكية يريدون أن تعمل الميليشيات المدعومة من وكالة الاستخبارات المركزية في أفغانستان كجزء من قوة مكافحة الإرهاب، التي من شأنها أن تمنع عودة داعش، أو القاعدة في الوقت الذي تستعد فيه القوات العسكرية الأمريكية للمغادرة.

يشك الخبراء وبعض المسؤولين في الإدارة الأمريكية في تصريحاتهم لـ"نيويورك تايمز"، في أن "الميليشيات الغامضة" التي تدعمها "سي آي إيه"، والتي يواجه الكثير منها اتهامات بالوحشية، في قدرتها على أن تكون "حصنًا ضد الإرهاب" دون دعم من الجيش الأمريكي.

وتعمل ميليشيات مدعومة من وكالة الاستخبارات المركزية في جميع أنحاء أفغانستان، وتستخدمها الولايات المتحدة والحكومة الأفغانية لاستهداف الخلايا الإرهابية والمتمردة.

من جهتها، أثارت مديرة وكالة المخابرات المركزية، جينا هاسبيل، مخاوف لوجستية بشأن خطة الانسحاب الأمريكي مع مسؤولي الإدارة الآخرين، مؤكدة أن عملاء "سي آي إيه"، يعتمدون إلى حد كبير على الجيش في الغارات الجوية والمراقبة العامة، والدعم الطبي.

وأكدت الصحيفة الأمريكية أن الخلاف الدائر حول طريقة عمل وكالة الاستخبارات في أفغانستان في المستقبل، أكبر دليل على خطوط الصدع داخل إدارة ترامب، بين من يسعون للانسحاب كليًا، وآخرين يخشون من تعرض الولايات المتحدة للتهديدات الإرهابية.

من جهة أخرى، لا ترى طالبان فرقًا كبيرًا بين القوات العسكرية الأمريكية وضباط الاستخبارات المركزية، خاصة بعدما أصروا في محادثات السلام الحالية في قطر، على أنه يجب على "سي آي إيه" المغادرة مع القوات العسكرية الدولية في الأشهر المقبلة أو خلال السنوات القليلة المقبلة.

فيما أشارت "نيويورك تايمز"، إلى أن انسحاب القوات الأمريكية من شأنه أن يترك الولايات المتحدة دون قدرة تذكر على منع الجماعات الإرهابية من استخدام أفغانستان كقاعدة مرة أخرى.

وقال سيث ج. جونز، الباحث في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية: "القوات الخاصة، بما في ذلك المدعومة من الاستخبارات المركزية، لن تفوز في أي حرب لصالح واشنطن، ولكنها قد تؤدي إلى إضعاف قدرة الجماعات الإرهابية فحسب، مع التأكيد أن الصراع سيظل قائمًا".

وأكد جونز في تصريحات لـ"نيويورك تايمز"، إن تكثيف عمليات الميليشيات مع تخفيض عدد القوات الأمريكية سيكون غير عملي وغير فعال.

فيما أكد مسؤول كبير سابق في وزارة الدفاع الأمريكية، رفض ذكر اسمه، إن هذه الميليشيات أدت مهام خطيرة على نحو متزايد في أفغانستان خلال العام الماضي، بحثًا عن قادة إرهابيين يصعب العثور عليهم ودفاعهم جيدًا، ولكن بعد انسحاب الولايات المتحدة، لن تكون ذا جدوة كبيرة تذكر.​

فيديو قد يعجبك: