إعلان

كيف بدأت الأزمة بين بريطانيا وإيران؟

01:36 م السبت 20 يوليه 2019

بريطانيا وإيران

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت- هدى الشيمي:

قالت صحيفة الجارديان، في تقرير منشور على موقعها الإلكتروني، إنه في أعقاب استيلاء 30 جنديا في المشاة البحرية الملكية على ناقلة النفط جريس 1 التي تحمل العلم الإيراني في جبل طارق، لم يُظهر المسئولون في وزارة الخارجية البريطانية أي إشارة لشعورهم بالبهجة، فيما توقع الدبلوماسيون عواقب سيئة لهذه الواقعة على العلاقات البريطانية- الإيرانية.

ذكرت الصحيفة في تحليل على موقعها الإلكتروني السبت أن أسوأ مخاوف الدبلوماسيين والسياسيين في لندن قد تحققت بالفعل، بعد استيلاء إيران على ناقلة النفط البريطانية "ستينا إمبيرو" في مضيق هرمز، وعلى متنها طاقم من أكثر من 20 شخصاً.

قالت الجارديان إلى أن هذه الواقعة أثبتت أن المملكة المتحدة غير قادرة على حماية سفن الشحن البريطانية التي تمر عبر مضيق هرمز.

يؤكد البريطانيون، حسب الجارديان، أنهم احتجزوا ناقلة النفط جريس 1، لأنها كانت متوجهة إلى أحد الموانئ السورية، وليس لأنها كانت تحمل النفط الإيراني. ويبررون الأمر بأن طهران بهذه الطريقة تنتهك العقوبات التي يفرضها الاتحاد الأوروبي على حكومة الرئيس السوري بشار الأسد.

في المقابل، تزعم إسبانيا أن بريطانيا تتصرف وفق تعليمات الولايات المتحدة، خاصة وأن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تحاول تجميد كل المحاولات الإيرانية بتصدير النفط إلى الخارج، كجزء من العقوبات الصارمة التي تفرضها على الجمهورية الإسلامية، بهدف إجبارها على الجلوس على طاولة المفاوضات، عقب انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي المُبرم عام 2015.

أشارت الجارديان إلى معارضة بريطانيا إلى سياسة إدارة ترامب إزاء إيران، إذ أكدت لندن أن نهج واشنطن في التعامل مع الأزمة سيأتي بنتائج عكسية، وسوف يستخدمه المتشددون في طهران لتحقيق مصالحهم.

وعن احتجاز بريطانيا للناقلة الإيرانية بالقرب من جبل طارق، قال كارل بيلت، رئيس الوزراء السويدي السابق والرئيس المُشارك للمجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية، إنه أمر غامض ومثير للعديد من التساؤلات.

وأضاف: "شرعية استيلاء بريطانيا على ناقلة نفط مُتجهة إلى سوريا من إيران تثير اهتمامي، يرجعون ذلك إلى عقوبات الاتحاد الأوروبي ضد سوريا، ولكن إيران ليست عضوة في الاتحاد، كما أن الاتحاد الأوروبي لا يفرض عقوبات على الآخرين، هذا ما تفعله أمريكا".

من وجهة نظر إيرانية، فإن أفعال بريطانيا ليس لها أي علاقة بالحظر الذي تفرضه الاتحاد الأوروبي على التعامل مع سوريا. ووفقاً الجارديان، فإن المسؤولين الإيرانيون يرون أن ما تفعله لندن له صلة وثيقة برغبتهم في دعم سياسة واشنطن في الضغط على صادرات النفط الإيراني، لاسيما وأنها أسرع وأسهل طريقة لتقويض الاقتصاد الإيراني.

وكانت بعض التقارير قد أشارت إلى انخفاض صادرات النفط إلى 200 ألف برميل شهرياً.

بدأت الجهود البريطانية لتهدئة الموقف الأسبوع الماضي، بعدما أجرى وزير الخارجية البريطاني جيرمي هانت محادثة هاتفية بنظيره الإيراني محمد جواد ظريفه، وأخبره بأنها مستعدة لإطلاق سراح السفينة إذا تعهدت طهران بأنها لن تُرسلها إلى سوريا.

إلا أن المؤسف في الأمر، حسب الجارديان، هو أن مقدار الثقة بين هانت وظريف مُنخفض للغاية. أوضحت الصحيفة البريطانية أن المسؤول الإيراني يُشعر بالاحباط إزاء طريقة تعامل لندن مع العديد من القضايا الثنائية التي تجمع بلديهما، بما في ذلك قضية احتجاز نازانين زغاري- راتكليف، الإيرانية- البريطانية المُحتجزة في طهران.

خلال جولته السريعة في نيويورك، أكد ظريف أن ناقلة النفط جريس 1 لم تكن مُتجهة إلى سوريا، ولكن إلى جهة أخرى في البحر المتوسط لا يمكن تحديد هويتها.

وعوضًا عن شعورهم بالإحباط، لفتت الجارديان إلى أن إيران اتبعت خطة مُمنهجة للاستيلاء على ناقلة النفط الإيرانية، بالتزامن مع إعلان تمديد احتجاز الناقلة الإيرانية لمدة 30 يوماً بالقرب من جبل طارق.

وترى الصحيفة البريطانية إن عواقب احتجاز إيران للناقلة التي تحمل علم المملكة المتحدة واضحة للجميع، لاسيما وأن طهران لا تضع يدها فقط على الشحنة النفطية، ولكنها تأسر مجموعة من الرهائن.

فيديو قد يعجبك: