إعلان

فورين بوليسي: لماذا أصبح الحوثيون ذراع إيران المفضلة في الشرق الأوسط؟

08:54 م الثلاثاء 04 يونيو 2019

الحوثيون

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب - هشام عبد الخالق:

هدد زعيم تنظيم "حزب الله" حسن نصر الله، الأسبوع الماضي بشن حرب في المنطقة إذا هاجمت الولايات المتحدة إيران، وسط التوتر المتصاعد بين الدولتين.

وترى مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية، أن هذا كان تصريحًا داعمًا متوقعًا من حزب الله، أقرب حلفاء إيران الإقليميين، ولكن ما لم يلحظه أحد هو تصريح حسن نصر الله بعد ذلك، من أنه لا يجب على أي إيراني أن يخشى التصعيد مع واشنطن، في رسالة تحذيرية لواشنطن ومحاولة لتهدئة مخاوف مؤيدي حزب الله.

وتقول المجلة في تقرير لها الثلاثاء، إن حزب الله كان من أكبر المليشيات الداعمة لإيران، وكان يتوقع منه المشاركة في أي حرب تخوضها إيران منذ فترة طويلة، ولكن عقدت الضغوط الداخلية في لبنان من تلك المشاركة، كما أن طهران ترى أن مليشيا الحوثيين في اليمن يجب أن يكونوا هم وكيلهم الإقليمي المفضل الجديد في المواجهة المقتربة مع الولايات المتحدة وحلفائها.

وبعد 9 أيام من إرسال الولايات المتحدة حاملة طائرات وقاذفات عسكرية إلى الخليج العربي، محذرة من الخطر الإيراني في المنطقة، لم يأتِ الرد من حزب الله بل كان من الحوثيين، الذي اعترفوا بمهاجمة خطوط النفط السعودية بمتفجرات على طائرات دون طيار، كما أنهم اعترفوا بمهاجمة مستودع أسلحة سعودي في نجران.

وتأتي هذه الحوادث قبل انتهاء مهلة الـ 60 يومًا التي منحتها طهران لأوروبا للتوصل إلى استراتيجية بديلة تضمن قدرة إيران على بيع نفطها على الرغم من العقوبات الأمريكية، واستطاعت هذه الخدمات أن تكون بمثابة تحذير بشأن خطورة طهران والمليشيات المتعاونة معها، ولكن ليس بما يكفي لتكون سببًا يستدعي قيام حرب من أجله.

وتقول المجلة، إن تحول انتباه إيران من حزب الله إلى الحوثيين ليس بمفاجأة. فلطالما تفكر طهران في أي من ميليشياتها المتحالفة معها يجب أن تقوم بتنشيطها، ويبدو أنه في المواجهة الحالية مع الغرب، ينصب تركيز إيران على إظهار جديتها، وزيادة مخاطر النزاع بطرق من شأنها أن توقف خصومها. وعادة ما يكون الهدف من ذلك هو ضمان أن أي عمل عسكري يقوم به حلفاء إيران يكون مؤذيًا لأعدائها لكنه لا يكون سببًا كافيًا لاندلاع حرب.

وترى المجلة، أن الحوثيين يخدمون هذه الدعاية بشكل جيد، فهم في حالة حرب بالفعل مع السعودية ضد حكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي، كما أنهم ينكرون اتصالهم بإيران على الدوام، واستطاعت الهجمات الأخيرة إبراز نقاط الضعف في السعودية، كما أن توقيتها يوحي بأنها كانت من تخطيط إيران.

ويقول سيد محمد مراندي، وهو باحث سياسي إيراني مقيم في طهران، إنه لن يكون متفاجئًا إذا ساعد الحوثيون إيران، مضيفًا "من المحتمل أن الحوثيين لم يعجبهم ضغط العقوبات على إيران، ولكن إذا كان السعوديون يضرون بالاقتصاد الإيراني، فمن المؤكد أن طهران ستستخدم كل الوسائل في جعبتها لإلحاق الأذى بهم".

مايكل نايتس، باحث كبير بمعهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى، قال إن نشر إيران لجماعة الحوثيين كان خيارًا ذكيًا لأن أي انتقام ضد الحوثيين سيقع داخل اليمن وليس إيران، مشيرًا إلى أن الهدف من استخدام الحوثيين هو استهداف السعوديين، لأن مهاجمة المصالح الأمريكية من شأنه أن يؤدي إلى رد شديد القسوة. ولكن السؤال الآن هو: "إلى متى ستتسامح الولايات المتحدة مع استهداف السعودية؟".

وتقول المجلة، إن إيران تتفهم المخاطر التي ينطوي عليها استخدام أي من وكلائها المتحالفين معها، مشيرة إلى أن إشراك حزب الله في الصراع الحالي مع الولايات المتحدة سيؤدي حتمًا إلى إشراك إسرائيل، ومن المؤكد أنه سيتسبب في حرب إقليمية أوسع، وهو احتمال تريد كلًا من إيران وحزب الله تجنبه.

وترى المجلة أن السبب الرئيسي الذي يُجبر حزب الله على التراجع عن المناوشات الحالية هو عدم وجود استفزاز من جانب إسرائيل، حيث لمع نجم حزب الله كممثل سياسي في لبنان ليس فقط لأنه كان يُنظر إليه دائمًا على أنه مقاومة فعالة للعدوان الإسرائيلي، ولكن لأن الحزب برر وجوده مرارًا وتكرارًا بأسباب دفاعية. وتحقيقًا لهذه الغاية، كان حزب الله حذرًا في تعامله مع إسرائيل منذ حربهم الأخيرة عام 2006.

وتضيف المجلة، أن الخطوة التالية لإيران تعتمد على رد فعل الولايات المتحدة. وتزداد إيران يأسًا لأن قنوات بيع النفط الخاص بها تجف بسبب العقوبات الأمريكية، وإذا صعّدت الولايات المتحدة من ضغوطها الاقتصادية فمن المرجح أن توسع طهران انتقامها، وتضم الميليشيات العراقية المتحالفة معها تحت جناحها وتستخدمها في ضرب المصالح الأمريكية.

فيديو قد يعجبك: