إعلان

الإندبندنت: كيف استغل أردوغان حادث نيوزيلندا الإرهابي في خطاباته الانتخابية؟

10:05 م الإثنين 18 مارس 2019

رجب طيب أردوغان

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب - هشام عبد الخالق:

أصبحت الحادثة البشعة التي شهدتها مدينة نيوزيلندا الجمعة الماضية، وسقط ضحيتها نحو 50 شهيدًا و50 مصابًا آخرين، أحد المواضيع الرئيسية التي يتحدث فيها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في حملاته الانتخابية، للترويج للانتخابات المحلية التي تعقد في 31 مارس المقبل.

وفي آخر تجمعاته الانتخابية، بحسب ما ذكرت صحيفة "الإندبندنت"، عرض أردوغان بعض اللقطات التي صورها الإرهابي منفذ هجوم نيوزيلندا، وقال: "أخواتي. أريد أن آخذكم الآن إلى نيوزيلندا، فهناك فائدة من مشاهدة هذه الحادثة على الشاشة"، وأشار أردوغان إلى أن "الصليبيين لا يستطيعون منع تركيا من الارتقاء".

وقال أردوغان: الهجوم الذي وقع بمسجدين في نيوزيلندا صدم تركيا أكثر من أي دولة مسلمة أخرى، فعلى الأقل قُتل 3 أتراك فيه".

منفذ الهجوم، الإرهابي برينتون تارانت، صاحب الـ 28 عامًا، وصف أردوغان في بيان مكون من 74 صفحة بأنه "زعيم أكبر الشعوب المعادية لأوروبا، وقائد أكبر جماعة إسلامية في أوروبا"، وهدد بقتله، ووصف الأتراك بأنهم "جنود عرقيين يحتلون أوروبا حاليًا".

وهدد تارانت في بيانه أيضًا، الذي أرسله إلى رئيسة الوزراء النيوزيلندية وعدة جهات إعلامية قبل الهجوم بـ 10 دقائق تقريبًا، تركيا بالغزو، وكتب: "نحن قادمون للقسطنطينية، وسندمر كل مسجد ومئذنة في المدينة".

الرئيس التركي رد بشكل مباشر على هذه التعليقات، اليوم، الذي يصادف الذكرى 104 لحملة جاليبولي -التي حاولت فيها فرنسا وبريطانيا احتلال إسطنبول في الحرب العالمية الأولى، وقال أردوغان: "نحن هنا منذ أكثر من 1000 عام، وبمشيئة الله سنستمر حتى يوم القيامة، ولن تستطيعوا أن تجعلوا من إسطنبول القسطنطينية مرة أخرى".

وأضاف أردوغان، لقد حاول أجدادكم غزونا، وعاد بعض منهم على قدميه ولكن الآخرون عادوا في توابيت، وإذا جئتم بنفس نيتهم سنكون في انتظاركم".

وتقول الصحيفة البريطانية، في تقريرها، إن أخبار الحادثة التي شهدتها نيوزيلندا، سيطرت على وسائل الإعلام في الدول المسلمة بالتحديد، ولكن كانت التغطية مختلفة بالنسبة لوسائل الإعلام التركية الحكومية.

إحدى وسائل الإعلام الموالية للحكومة، ذكرت أن "الفاشية في الدول الغربية تنشر موجة تلو الأخرى، والجميع مدرك لمدى إرهابية تارانت".

وعرض أردوغان، الذي يواجه مع حزبه العدالة والتنمية تحديات صعبة من عدة خصوم في الانتخابات البلدية القادمة في جميع أنحاء البلاد، شريط الفيديو في العديد من التجمعات في أزمير وأنطاليا، وتساءل بصوت عال لماذا لا يصف المسؤولون الغربيون المشتبه فيه بأنه "إرهابي مسيحي".

ويرى المراقبون السياسيون، أن أردوغان يميل إلى استقطاب قاعدته الجماههيرية التقليدية عن طريق الاستمالة الدينية، وهي القاعدة التي أضرت بها الأوضاع الاقتصادية السيئة، وذلك عن طريق التذرع بصورة الرجل الغربي القاتل الذي يطلق النار على المسلمين المسالمين الذين يؤدون صلاتهم.

ويقول إيمري أردوغان، أستاذ العلوم السياسية بجامعة إسطنبول بيلجي: "الفكرة هي توحيد ناخبيه باستخدام كبش فداء خارجي"، مضيفًا أن الرئيس التركي يستخدم مصطلحات مثل "الصليبيون يهاجموننا". مشيرًا أن رسالة أردوغان من هذا هي أنه على الرغم من كون تركيا شريكًا تجاريًا مهمًا وعضوًا في الناتو، إلا أنهم ما زالوا يهاجموننا، وهو يلعب على كونه الضحية هنا.

وأثار استخدام أردوغان للفيديو الذي نشره القاتل، والخطابة في حملاته الانتخابية، غضب نيوزيلندا، وأعلن نائب رئيس الوزراء وينستون بيترز، للصحفيين، أنه ناقش استخدام الفيديو مع المسؤولين الأتراك ومن ضمنهم وزير الخارجية ونائب الرئيس.

وقال بيترز للصحفيين: "أي شيء من هذا القبيل يشوه صورة نيوزيلندا، ويعرض مستقبل وسلامة شعب نيوزيلندا وشعبنا في الخارج. وهو أمر غير عادل على الإطلاق".

سياسيون ومعارضون في تركيا انتقدوا أردوغان، متهمين إياه باستغلال المأساة. وكتب سيلكوك كاندان سيار، أحد كتاب الرأي في جريدة بيرجون اليسارية: "الهجوم يمثل فرصة ذهبية له، قد لا يكون أردوغان سعيدًا بأن القاتل ذكر اسمه، ولكن لن يكون الأمر مفاجئًا إذا رأى ذلك كدليل على اعتراف أعدائه بقوته وأهميته".

فيديو قد يعجبك: