إعلان

بعد دخوله اليوم الرابع.. ماذا نعرف عن انقطاع الكهرباء الذي يشّل فنزويلا؟

02:59 م الإثنين 11 مارس 2019

انطقاع الكهرباء في فنزويلا

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت- هدى الشيمي:

اصطف الفنزويليون الغاضبون في طوابير لشراء المياه والوقود، أمس الأحد، بعد استمرار انقطاع الكهرباء لليوم الرابع على التوالي ما أحدث أزمة غذائية، ويكاد يخلق أزمة انسانية كبيرة، نظرًا إلى تعفن وتلف الكثير من المواد الغذائية، وانقطاع المياه عن المتاجر والبيوت، بالإضافة إلى تعطل خدمات الهواتف المحمولة، وازدحام الطرق بصورة غير مسبوقة مع غياب وسائل النقل، وهو ما وصفه الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو بالعمل التخريبي المدعوم من الولايات المتحدة، في حين تصر المعارضة على أنه نتيجة عدم الكفاءة والفساد.

وعاد التيار الكهربائي، أمس الأحد، إلى بعض أحياء العاصمة الفنزويلية كراكاس بعد عودة قصيرة السبت والجمعة لمرتين ولفترة محدودة، ومع تجاوز الانقطاع حد الـ72 ساعة بعد ظهر الأحد قبل العودة الجزئية، أعلنت الحكومة اليوم الاثنين عطلة للموظفين والمدارس.

وأعلن وزير الاتصالات خورخي رودريغيز "بأمر من الرئيس نيكولاس مادورو، كل أنشطة المدارس والشركات تبقى معلقة غداً الاثنين 11 مارس"، داعياً في الوقت نفسه إلى "الهدوء" في رسالة عبر التلفزيون الرسمي.

1

وتأتي أزمة الطاقة غير المسبوقة بالتزامن مع الإنهيار الاقتصادي المصاحب للحالة السياسية المتردية والتوترات التي تشهدها فنزويلا، بعد الاحتجاجات التي شهدتها البلاد في يناير الماضي، واعتراف أكثر من 50 دولة من بينها الولايات المتحدة الأمريكية بزعيم المعارضة خوان جوايدو رئيسًا مؤقتًا للبلاد، والمطالبة بإجراء انتخابات مبكرة، وهو ما رفضه نيكولاس مادورو تمامًا.

من جانبه، قال جوايدو إن الأوضاع التي يعيشها مواطنيه الآن تُشبه أفلام الخيال العلمي، وحث المواطنين على النزول إلى الشوارع، متهما النظام الحالي بأنه يترك الفنزويليين يموتون، ودعا القوات المسلحة إلى التوقف عن حماية الديكتاتور في إشارة إلى الرئيس نيكولاس مادورو.

وقال زولي جونزاليس، أحد سكان كاركاس، إن المواطنين أوشكوا على الوصول إلى مرحلة يأكلون فيها بعضهم.

2

أزمة إنسانية

وتقول شبكة سي بي سي الإخبارية الكندية أن مواطني حي تشاكاو في كراكاس أقاموا، أمس الأحد، حواجز على طول الطريق الرئيسي وفي شوارع جانبية احتجاجاً على استمرار انقطاع التيار الكهربائي.

وقال أنا سيراتو، 49 عامًا، وهو صاحب أحد المتاجر للشبكة الكندية إن الطعام الموجود في الثلاجات قد فسد، وتوقفت كافة الأعمال التجارية، ولا يوجد أي وسيلة للاتصال. وأضاف: "لا يمكن لأي بلد تحمل 50 ساعة بدون كهرباء، نحن بحاجة إلى مساعدة، فنحن في أزمة انسانية".

وبدأ التجار غير القادرين على الاحتفاظ بالمنتجات الغذائية لفترات أطول، في التخلي عن بعض البضائع مثل الجبن واللحوم، وبيعها بأسعار أقل للزبائن، بينما تعرضت متاجر ومحلات أخرى للسرقة.

3

وحتى الآن، لا يزال هناك 250 طنًا على الأقل من المساعدات الإنسانية والأغذية والأدوية غالبيتها من الولايات المتحدة مخزّنة عند حدود كولومبيا والبرازيل مع فنزويلا، بعد أن منعت الحكومة الفنزويلية في فبراير الماضي دخول المساعدات معتبرة أنها غطاء لمحاولة تدخل عسكري أمريكي في البلاد.

وأفادت منظمات غير حكومية، أمس الأحد، أن انقطاع الكهرباء أدى إلى وفاة 15 مريضاً في المستشفيات التي لا تمتلك إلا قلة منها مولّدات كهرباء، وهذا ما نفته الحكومة اليوم الاثنين. وقال وزير الصحة الفنزويلي كارلوس ألفارادو الذي حافظ على صمته منذ بداية الأزمة، إن تلك التقارير خاطئة.

وأعرب الكثير من مواطني كراكاس، التي يزيد عدد سكانها عن 5 ملايين نسمة، عن قلقهم مع حلول المساء، بالنظر إلى أن مدينتهم تعتبر من أكثر المدن خطورة في العالم.

4

سنوات من الإهمال

نفى خبراء الطاقة الفنزوليين الربط بين انقطاع الكهرباء والأعمال التخريبية الناتجة عن هجمات إلكترونية مدعومة من الولايات المتحدة كما يزعم مادورو. وقالوا إن الأمر ناتج عن سنوات من الاهمال والفساد، متوقعين أن الظلام سيظل يخيم على كاراكاس لفترة طويلة.

وتفاقمت الأزمة بعد تعرض محطة غوري المركزية للطاقة الكهربائية في ولاية بوليفار لأعطال، والتي تزود ثلاثة أرباع البلاد بالكهرباء.

ويقول لويس أجيلار، الخبير الفنزويلي في صناعة الطاقة، إن المحطة مهمة وتلعب دورًا حيويًا في تزويد البلاد بالطاقة بطريقة مستقرة، واستبعد أن تتمكن الحكومة الفنزويلية من إعادة تشغيلها قريبًا.

ويرى مراقبون للأوضاع في فنزويلا أن تخلق هذه الأزمة الجديدة أرضية صراع بين الزعيمين المتنازعين على السلطة.

فيديو قد يعجبك: