إعلان

"فورين بوليسي" تكشف خسائر ترامب بعد أزمته مع القوات البحرية

04:24 ص الأربعاء 27 نوفمبر 2019

دونالد ترامب

كتب– محمد صفوت:

قالت مجلة "فورين بوليسي"، إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، فاز في معركته الأخيرة ضد وزارة الدفاع "البنتاجون" لحماية ضابط البحرية إدوارد جالاجر، المتهم بإرتكاب جرائم حرب، والصادر بحقه أحكام قضائية تدينه في جرائم ارتكبها بالعراق.

من المعروف أنه بمجرد انتهاء المعارك تبدأ حسابات الخسائر والمكاسب، لكن في تلك القضية فإن أكثر الضحايا وضوحًا هو قائد القوات البحرية ريتشارد سبنسر، الذي اضطر إلى تقديم استقالته بسبب تعامله مع قضية جالاجر وإصراره على تحويله لمجلس تأديبي من شأنه أن يجرده من رتبته، حسبما تشير المجلة.

حساب خسائر الأزمة الأخيرة

يقول الكاتب بيتر فيفر أستاذ العلوم السياسية في جامعة ديوك، إنه حان الوقت لحساب الخسائر التي تسبب "ترامب" فيها للعلاقات المدنية العسكرية بشكل عام، خاصة في ظل استمرار سياساته الفردية تجاه إدارته وعدم إشراكهم في صناعة القرار السياسي.

ويرى الكاتب أن هناك عدة خسائر تسبب فيها ترامب للعلاقات العسكرية المدنية في الولايات المتحدة، مع منح الدستور الأمريكي صلاحيات واسعة له، كونه القائد العام للقوات الأمريكية، مضيفًا أن ترامب استغل سلطته للعفو عن ضابط مدان بجرائم حرب، في تحدٍ واضح لقادة البنتاجون وللقضاء العسكري.

ويلفت إلى إن لترامب الحق في فعل كل شيء يحلو له، بموجب مبدأ السيطرة الممنوحة له بفضل منصبه.

خفض الثقة بين المدنيين والعسكريين

يتابع أستاذ العلوم السياسية، أن الأزمة الأخيرة تسببت في خفض الثقة في عملية صنع القرار السياسي، فقراره الأخير ليس تغولًا على السلطة القضائية العسكرية فقط، بل يمتد إلى القيادة المدنية العليا داخل وزارة الدفاع والقيادة العسكرية العليا، مضيفًا أن ترامب يتعامل بطريقة متعجرفة مع الصلاحيات الممنوحة له وفقًا للدستور، مما تساهم في انعدام الثقة في العلاقات المدنية العسكرية.

ويذكر الكاتب أن عددًا من رؤوساء الولايات المتحدة حاولوا اتباع نفس النهج الذي يتبعه ترامب، لكنه أثبت فشله وأضر بعلاقتهم بوزارة الدفاع الأمريكية.

في العامين الأولين لولاية ترامب، شغل العديد من القادة العسكريين الحالين والمتقاعدين مناصب عادة ما تكون مخصصة للمدنين، الأمر الذي أثار القلق من وجود عناصر بالجيش يشاركون في صناعة القرار السياسي، بعد ذلك شهدت الإدارة الأمريكية تحولاً جديدًا بعد استقالة عدد من القادة العسكريين وإقالة بعضهم، وبدا أن الجيش خرج من دائرة صنع القرار السياسي الأمريكي.

ويقول الكاتب إن العامين الأوليين لترامب، كان حوله قادة عسكريين كثيرين يمكنهم التنافس على أن يكونوا الصوت الذي يتبعه ترامب في قرارات تتعلق بالأمن الوطني، لكن في النهاية هناك عددًا قليلًا للغاية يبدو أن الرئيس يميل إلى الاستماع إليه.

أظهر الرئيس الحالي، القليل جدًا من الفهم لسبب اعتراض كبار القادة في وزارة الدفاع على تحركاته الأخيرة، وتعتمد قدرة الولايات المتحدة على استخدام الجيش للدفاع عن المصالح الأمريكية في الخارج جزئيًا، على سجلات مراقبة لقواتها في الخارج ما يسمح لواشنطن بالتفاوض ووضع الشروط للدولة المضيفة للقوات.

ويتابع الكاتب: "هذه السجلات ليست مثالية لكنها جيدة خاصة في السنوات الأخيرة، ويؤمن الجيش الأمريكي ويتدرب على أن التمسك بالمعايير العالية هو جزء ضروري ومن أساسيات الاحتراف العسكري"، مستطردًا في حديثه، أن دور القائد الأعلى التدخل في الأوقات التي يشعر بها بفشل المؤسسة العسكرية، ومن الحكمة أن يتحدث مع مستشاريه قبل اتخاذ القرار.

يزرع الفتنة

يرى الكاتب أن قرارات ترامب تُعد انحيازًا للرتب الصغرى بالجيش على حساب القادة، ما يزرع الفتنة بين صفوف الجيش ويؤثر على الشكل الهرمي المعمول به في جيوش العالم، الذي يسمح بمحاسبة العسكريين على القوة الهائلة التي يتمتع بها الجيش من خلال سلسلة القيادة بشكلها الهرمي.

ويتابع أن الأزمة الحالية بين ترامب والبنتاجون، قد تحمل في طياتها نزاعًا قديمًا بين الضباط العاملين والمتقاعدين، خاصة أن العاملين الحاليين بوزارة الدفاع يستمتعون بمنابر علنية ويعلقون على الأخبار في التلفزيون بشكل يومي، على عكس العقود الماضية التي كان يعمل العسكريون فيها على مهام محددة فقط، ربما تبعدهم عن الأزمات الداخلية والقضايا التي تشغل الرأي العام.

ترامب لم يتعلم شيئًا من منصبه

كما يرى الكاتب، أن ترامب مثله كمثل باقي الرؤساء السابقين في بداية توليهم للمنصب فكانوا دون أي دراية بالشؤون العسكرية، لكن الأهم حاليًا أنه لا يوجد دليل على تعلم الرئيس الأمريكي أي شيء من منصبه خاصة في ملف الشؤون العسكرية، والمخاوف من كيفية قيامه بدور القائد الأعلى في السنة الثالثة لحكمه، كما كانت في سنته الأولى بالبيت الأبيض، و"ترامب" لم يظهر أي حساسية للقضايا المدنية العسكرية.

ويقول إن مستشارين "ترامب" فشلوا في إثنائه عن قراره بالعفو عن "جالاجر"، وطرد بعضهم نتيجة محاولات فاشلة سابقة لإثنائه عن قرارات تبدوا غير مألوفة للقادة العسكريين، وتثير الشكوك حول قدرة الفريق المحيط بترامب في التعامل مع القرارات الخاصة بالأمن القومي الأمريكي، خاصة في ظل استمرار الرئيس الحالي في إهانة قادة الجيش عبر تويتر، وعبر شاشات التليفزيون.

وتوقع أستاذ العلوم السياسية، أن يدفع ترامب الثمن السياسي للأزمة الأخيرة ليس على المدى القصير، حيث جعلته قضية "جالاجر" عُرضة لدفع تكاليف سياسية أكبر هو وفريقه الخاص بالأمن القومي الأمريكي، مختتمًا مقاله قائلاً: "عليه أن يحكم ويعمل كقائد عام للقوات".

فيديو قد يعجبك: