إعلان

"توسط لإنجازه حسني مُبارك".. ما اتفاق أضنة بين سوريا وتركيا؟

09:06 م السبت 26 يناير 2019

الرئيس الأسبق حسني مبارك

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت – إيمان محمود
في خُطوة مفاجئة؛ استدعى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، من ذاكرة التاريخ، اتفاقية وقعتها بلاده مع دمشق، منذ عقدين من الزمن، بحثًا عن وسيلة شرعية تدخل بها قواته إلى الأراضي السورية.

وشدد الرئيس التركي، يوم الخميس، على ضرورة طرح "اتفاقية أضنة" المُبرمة بين تركيا وسوريا عام 1998، للنقاش مجددًا، نافيًا أن يكون لديه مطامع احتلالية في سوريا.
وأكد: "تركيا الدولة الوحيدة التي تتواجد في سوريا لغايات إنسانية بحتة نحن لم نكن دولة قبائلية في السابق، وحاليًا لسنا كذلك، ولن نسمح بإعادة ترتيب أراضينا أو تقاسمها بين الدول".
حديث أردوغان عن الاتفاق القديم، جاء بعد زيارته إلى موسكو، والتي قال عنها إنها "أظهرت ضرورة إعادة تطبيق اتفاق أضنة لعام 1998 الموقع مع سوريامجددًا"، مشيراً إلى أنه بحث ذلك الأمر مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

ما اتفاق أضنة؟
اتفاق أضنة، أو بروتوكول أضنة، تمّ إنجازه بين الحكومتين التركية والسورية في يوليو من العام 1998، بمبادرة من الرئيس المصري الأسبق محمد حسني مبارك - باعتباره رئيسا للقمة العربية وقتذاك - وبعد ثلاثة أشهر أقر رسميًا.
وكان الاتفاق في ظل عهد الرئيسين؛ السوري الراحل حافظ الأسد، والتركي الراحل سليمان ديميريل.
وسُمي بهذا الاسم نظرًا لتوقيعه في ولاية أضنة الواقعة جنوبي تركيا، وهي خامس المدن التركية الكبرى من حيث تعداد السكان، وتقع على الساحل الشمالي الشرقي للبحر الأبيض المتوسط.
وضمّ الاتفاق 4 ملاحق تضمّنت المطالب التركية والتعهدات. كما نصّ على احتفاظ تركيا بممارسة حقها الطبيعي في الدفاع عن النفس، وفي المطالبة بـ"تعويض عادل" عن خسائرها في الأرواح والممتلكات، إذا لم توقف سوريا دعمها لـ"حزب العمال الكردستاني" فورًا.

لماذا تمّ توقيعه؟
في أواخر التسعينيات ازدادت حدة التوتر بين تركيا وسوريا، لدرجة قيام تركيا بحشد قواتها على الحدود بين البلدين، والتلويح بشن هجمات عسكرية عليها.
التوتر بين البلدين نتج عن اتهام تركيا لسوريا بدعم وإيواء حزب العمال الكردستاني –الذي تعتبره أنقرة إرهابيًا- واستضافة زعيمه عبد الله أوجلان -الذي يقضي الآن حكمًا بالسجن المؤبد في تركيا- والسماح له بإقامة معسكرات على أراضيها.
وعندما هددت تركيا باجتياح الأراضي السورية؛ توسط الرئيس الأسبق حسني مبارك، والرئيس الإيراني الأسبق محمد خاتمي، واجتمع الوفدان؛ السوري برئاسة اللواء عدنان بدر حسن، والتركي برئاسة السفير أوعور زيال، في يومي 19 و20 من شهر أكتوبر من عام 1998، ووقعا على الاتفاقية التي لم يتطرق لها إعلام سوريا، سواء في عهد الراحل حافظ، أو الحالي بشار.

بنود الاتفاق

يحظر الاتفاق على دمشق دخول عبد الله أوجلان، أو أيًا من عناصر حزب العمال الكردستاني، بالإضافة إلى وقف عمل معسكراتهم على الأراضي السورية، وأن تعتبرهم دمشق منظمة إرهابية.
ويُعطي الاتفاق أنقرة الحق بملاحقة حزب العمال الكردستاني لعمق 5 كيلومترات شمال سوريا، بموجب الملحق رقم 4 لاتفاق أضنة.

كما تتخلى دمشق عن أي مطالبة بحقوقها في لواء إسكندرون (إقليم هاتاي) الذي ضمّته تركيا في 1939.
وجاء في مُقدمة نصّ الاتفاق: "في ضوء الرسائل المنقولة باسم سوريا من خلال رئيس جمهورية مصر العربية، صاحب الفخامة الرئيس حسني مبارك، ومن خلال وزير خارجية إيران سعادة وزير الخارجية كمال خرازي، ممثل الرئيس الإيراني صاحب الفخامة محمد سيد خاتمي، وعبر السيد عمرو موسى، التقى المبعوثان التركي والسوري المذكور اسماءهما في القائمة المرفقة، في أضنة يومي 19 و20 أكتوبر العام 1998 لمناقشة مسألة التعاون في مكافحة الإرهاب".
خلال اللقاء، كرر الجانب التركي المطالب التركية التي كانت عرضت على الرئيس مُبارك، كما نبّه الجانب التركي الجانب السوري إلى الرد الذي ورد من سوريا عبر مصر.
واتفق الجانبان على وضع آليات معينة لتنفيذ الإجراءات المشار إليها أعلاه بفاعلية وشفافية.
وبناءً على ذلك اتفقا على إقامة وتشغيل خط اتصال هاتفي مباشر فورًا بين السلطات الأمنية العليا لدى البلدين، وأن يقوم الطرفان بتعيين ممثلين خاصين أمنيين في بعثتيهما الدبلوماسيتين في أنقرة ودمشق، ويتم تقديم هذين الممثلين إلى سلطات البلد المضيف من قبل رؤساء البعثة.
وفي سياق مكافحة الإرهاب؛ اقترح الجانب التركي على الجانب السوري إنشاء نظام من شأنه تمكين المراقبة الأمنية من تحسين إجراءاتها وفاعليتها. وذكر الجانب السوري أنه سيقدم الاقتراح إلى سلطاته للحصول على موافقة، وسيقوم بالرد في أقرب وقت ممكن.
واتفق الجانبان -ويتوقف ذلك على الحصول على موافقة لبنان- على تولي قضية مكافحة حزب العمال الكردستاني الإرهابي في إطار ثلاثي (الجيش السوري كان وقتذاك في لبنان، وكان العمال الكردستاني يقيم معسكرات له في منطقة البقاع اللبناني).

فيديو قد يعجبك: