إعلان

بعد حياة مثيرة للجدل.. رحيل الصحفي الإسرائيلي يوري أفنيري

08:40 م الإثنين 20 أغسطس 2018

الصحفي الإسرائيلي يوري أفنيري

غزة (أ ش أ)

ذكرت صحيفة "هاآرتس" الإسرائيلية أن الصحفي والمشرع وناشط السلام المعروف يوري أفنيري توفي اليوم الاثنين عن 94 عاما بمستشفى في تل أبيب.

ويعد أفنيري واحدا من أول الإسرائيليين الذين دافعوا عن حق الفلسطينيين في إقامة دولة مستقلة منذ أكثر من 70 عاما. وولد في هانوفر بألمانيا عام 1923 قبل أن تهاجر أسرته إلى فلسطين في فترة الانتداب البريطاني وتحديدا عام 1933 بعد شهور قليلة من وصول هتلر إلى السلطة.

وقبل قيام دولة إسرائيل انضم أفنيري إلى صفوف عصابة (الإرجون) وهي منظمة صهيونية شبه عسكرية وكان عمره انذاك 15 عاما.

ولطالما أنَّبَ أفنيري نفسه على عمله في صفوفها إذ قال في إحدى المقابلات إنه كان يقوم بتوزيع المنشورات في الفترة التي قتلت فيها المنظمة كثيرا من الناس وانه لا يعفي نفسه من المسؤولية.

وقال أفنيري إنه ترك عصابة الإرجون بعد ثلاثة أعوام، مشيرا إلى أن الحرب ضد العرب أزعجته وانه كان مناهضا لتوجهها المناوئ للعرب كونهم لهم نفس الحقوق.

وعُين أفنيري رئيس تحرير لصحيفة هاآرتس عام 1949 إلا أنه تركها لتوجهها السياسي. وفي عام 1950 اشترى وزملاء له مجلة (هعولام هزي) الأسبوعية من مؤسسها ليتربع على رئاسة تحريرها لمدة أربعين عاما.

وعبر المجلة هاجم أفنيري سياسة الدولة الإسرائيلية والتمييز ضد الجماعات الإثنية وسياسة ديفيد بن جوريون المناهضة للعرب وسلطت مجلته الضوء على كثير من الفضائح السياسية لدرجة أن جهاز الأمن الداخلي (الشين بيت) صنفه في ذلك الوقت بأنه "عدو الحكومة الأول".

وفي يوليو 1982 اجتمع أفنيري في ذروة حرب لبنان الاولى مع الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات في بيروت في اول اجتماع للاسرائيليين معه. وقال أفنيري عن هذا الاجتماع "حقيقة جلوسنا معا وسط هذه الحرب الرهيبة إشارة على أنه في المستقبل ستتمكن شعوبنا من إيجاد حل للتعايش المشترك.. أؤمن أنه ستكون هناك دولة فلسطينية جنبا إلى جنب مع إسرائيل. وشيئا فشيأ سنقيم علاقات جوار طيبة وما هو أكبر من ذلك".

وطالب أعضاء من الحكومة الإسرائيلية بمحاكمة أفنيري بتهمة الخيانة العظمى لكن المدعي العام آنذاك رأى أن جريمة لم تُرتكب. والتقى أفنيري عرفات عشرات مرات في السنوات التي أعقبت أول لقاء. وفي الانتفاضة الثانية عام 2003 ذهب أفنيري إلى المجتمع الرئاسي في رام الله وقدم نفسه كدرع بشري لحماية عرفات خوفا من أن تقوم إسرائيل باغتياله.

وكان آخر مواقفه النابذة لتصرفات الحكومة الإسرائيلية في أبريل الماضي عندما كتب إنه بوصفه الجندي رقم 44410 في الجيش الإسرائيلي يتبرأ من أولئك الذين قتلوا متظاهرين عزل على طول الحدود مع قطاع غزة ومن أولئك القادة الذين أعطوهم هذه الأوامر ومن رئيس الأركان نفسه.

ومن ضمن مقولاته "العنف جزء من مقاومة الاحتلال.. الحقيقة الأساسية ليست العنف.. الحقيقة الأساسية هي الاحتلال.. العنف ظاهرة .. والاحتلال هو المرض .. مرض قاتل للجميع .. للمحتلين والمحتلين ".

هذا المحتوى من

Asha

فيديو قد يعجبك: