إعلان

رغم آلامهم.. جرحى فلسطين يصرون على المشاركة في "مظاهرات الأرض"

11:38 ص الإثنين 02 أبريل 2018

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

(أ ف ب):

يتألم الفتى باسل الحلو وهو يتقلب على سرير المستشفى بينما ثبت الأطباء جسرا من البلاتين على ساقه اليمنى التي أصيبت برصاص الجيش الإسرائيلي خلال احتجاجات الجمعة على الحدود بين إسرائيل وقطاع غزة.

وبعد يومين من إصابته التي قد تحتاج وقتا طويلا قبل أن يتعافى منها، يقول الفتى ابن السادسة عشرة، "لا شئ نخسره، سأشارك من جديد"، بينما تضع والدته الجالسة بجواره كفيها على راسها وتبتسم فخورة به.

باسل واحد من عشرات آخرين يرقدون في مستشفى الشفاء الطبي غرب مدينة غزة ويحيط بهم أفراد عائلاتهم وهم يوزعون الحلويات على الزائرين احتفاء بسلامتهم.

يقول باسل الذي اصيب على الحدود الشرقية لمدينة غزة الجمعة "المسيرة كانت سلمية. ذهبت لاتفرج وأتضامن. لم أتوقع ان يطلقوا النار علينا بهذه الطريقة".

ويتابع "كنت بعيدا عن الحدود، فجأة بدأ إطلاق نار عشوائي وكثيف وأصيب كثيرون أمامي من بينهم صديقي، قمت لاساعده فأصبت في ساقي".

وتقاطعه والدته، 36 عامًا، متسائلة، "المسيرة كانت سلمية لماذا أطلقوا النار عليه؟ لم يكن يحمل سلاحاً او حتى يلقي حجارة."

وتشير إلى أنها شاركت ايضا في المسيرة، "ذهبنا للاحتجاج على الحدود لنقول لهم ان الوضع لم يعد يطاق، غزة منهارة ومدمرة وحقنا في العودة لن يسقط".

وأعلنت وزارة الصحة في قطاع غزة ان 18 فلسطينيا قتلوا في احداث الجمعة، فيما لم يسقط اي قتيل او جريح في الجانب الاسرائيلي في أحد أكثر الايام دموية منذ حرب 2014.

واضافت الوزارة ان نحو 1500 فلسطيني اصيبوا بجروح منذ الجمعة، من بينهم 800 بالرصاص الحي عشرات منهم في حالات خطرة.

وطرحت منظمات حقوقية أسئلة حول استخدام الجيش الإسرائيلي الجمعة الرصاص الحي، فيما اتهم الفلسطينيون الجنود الاسرائيليين باطلاق النار على متظاهرين مدنيين لا يشكلون خطرا داهما.

إلا أن الجيش الإسرائيلي دافع عن جنوده مؤكدا أنهم اضطروا إلى اطلاق النار على متظاهرين كانوا يلقون الحجارة وقنابل المولوتوف والاطارات المشتعلة باتجاه الجنود، مضيفا ان بعضهم حاول تحطيم السياج واختراق الحدود ودخول الأراضي الاسرائيلية.

كذلك أعلن الجيش الاسرائيلي انه جرت محاولة هجوم بالسلاح عند الحدود.

"اعتدنا الأمر"

وفي غرفة مجاورة لغرفة باسل، يرقد الفتى علي الزير (15 عاما) على سرير بينما يتدلى أنبوب لتصريف الدم الفاسد من صدره إثر عملية جراحية أجريت له بعد اصابته برصاصة اسرائيلية أحدثت كسرين في عظام القفص الصدري.

وتشرح والدته أم محمد (43 عاماً) وعلي أحد أبنائها التسعة، "شارك زوجي وأبنائي في المسيرات، لكنها كانت سلمية، اكثر ما توقعته ان يتم تفريق المتظاهرين بالغاز المسيل للدموع".

وفي قسم آخر من المستشفى، يفخر الجريح شادي يس (28 عام) بانه كان يحاول ان يغرز العلم الفلسطيني بالقرب من السياج الفاصل مع اسرائيل.

ويقول "كنت في الواجهة، كنت أحاول ان أضع العلم الفلسطيني بالقرب من السلك الفاصل، اعتدنا على ذلك ولا نخاف من أحد هذه أرضنا".

ويؤكد الشاب وهو أب لطفلة تدعى غزل وعمرها خمس سنوات كانت تقف بجوار سريره، "ساذهب مجددا الى المسيرات".

وفي إطار ردود الفعل الدولية على تصاعد العنف على حدود غزة، دعا كل من الامين العام للامم المتحدة انطونيو غوتيريش ووزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي فيديريكا موغيريني الى إجراء تحقيق مستقل، الا ان اسرائيل رفضت ذلك.

وأعلن الجيش الاسرائيلي في بيان مساء السبت ان 10 من القتلى الفلسطينيين لديهم "ماض إرهابي" في حماس او غيرها من الفصائل.

وأعلنت حركة المقاومة الاسلامية (حماس) التي تسيطر على قطاع غزة وخاضت ضد اسرائيل ثلاث حروب منذ 2008، ان خمسة "مجاهدين" قتلوا "أثناء مشاركتهم في الفعاليات الشعبية جنبا إلى جنب مع أبناء شعبهم" لكنها شددت على "سلمية" هذه الاحتجاجات.

وأججت تسجيلات فيديو نشرت على الانترنت الجدل ويظهر في أحدها متظاهر يحمل إطار سيارة، ويبدو انه لا يشكل تهديدا، يتعرض لاطلاق النار.

" فقر وبطالة"

وتفرض إسرائيل منذ أكثر من عشر سنوات حصارا محكما جوا وبحرا وبرا على نحو مليوني فلسطيني في قطاع غزة الفقير والمكتظ. وتغلق مصر معبر رفح منذ سنوات وتفتحه في فترات متباعدة للحالات الانسانية.

وتوجه عشرات آلاف الفلسطينيين الجمعة الى المنطقة الحدودية في إطار حركة الاحتجاج التي من المقرر ان تستمر ستة اسابيع للمطالبة بتفعيل "حق العودة" للاجئين الفلسطينيين ورفع الحصار الاسرائيلي عن القطاع.

والاسبوع الماضي، حذر مبعوث أممي كبير من ان قطاع غزة بات على شفير "انهيار كامل"، مشددا على انه "في خطر الانفجار مرة أخرى، وهذه المرة بطريقة اكثر فتكا وعنفا بكثير مما كانت عليه في الماضي".

وعلى الرغم من ان ذروة الغضب كانت الجمعة، واصل مئات الفلسطينيين التظاهر على الحدود مع اسرائيل يوميا هذا الاسبوع ، حيث أصيب نحو ستين منهم برصاص الجيش الاسرائيلي بحسب وزارة الصحة في غزة.

ومساء الأحد اقترب بضع مئات من الفتية حتى مئة متر من السياج الحدودي ففرقهم الجيش بالغاز المسيل للدموع.

وعلى بعد عشرات الامتار من السياج الفاصل، يقول هاني المصري (58 عاما) الذي افترش الأرض المغطاة بالاعشاب وجلس مع زوجته يشربان عصير الليمون المثلج فيما كان الجنود يطلقون الغاز والرصاص احيانا "لا كهرباء، لا فرص عمل، الجلوس هنا أفضل من البيت".

هذا المحتوى من

AFP

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان