كاتب أمريكي: إيفانكا ترامب يجب أن تستقيل
كتب - هشام عبد الخالق:
نشرت مجلة "بوليتيكو" الأمريكية، مقالًا للكاتب الصحفي جاك شيفر، قال فيه إن "إيفانكا، مساعدة وابنة الرئيس دونالد ترامب، تهربت من الصحافة مثل المحترفين يوم الأحد الماضي، عندما سألها مذيع قناة NBC News بيتر ألكسندر، في مقابلة صحفية: "هل تصدقين متّهمي والدك بالاعتداءات الجنسية؟"، ليأتي رد إيفانكا بعد برهة من التفكير، أنا أعتقد أنه من غير اللائق أن تسأل ابنة إذا ما كانت تصدق مُتهمي والدها في الوقت الذي صرّح فيه هذا الوالد بأن ما تم ذكره غير صحيح".
وتابع الكاتب، محاولة جيدة يا إيفانكا، فالتصريح بأن شيء ما "غير لائق"، هو مهرب جيد للغاية إذا كنتِ والدة مؤذية لأبنائك، ولكن في محادثات البالغين، فإن استخدام كلمة "أنا" يبدو كمحاولة للهرب من السؤال ولوم السائل عليه، دون تفسير لماذا هذا السؤال غير صالح من الأساس، والسؤال الذي سأله مذيع NBC لم يكن غير صالحًا، فالحديث حول أفعال الرئيس الجنسية كان في الصفحات الأولى من الصحف على مدار عام ونصف الآن، ولا تزال تلك الأفعال تنتشر في وسائل الإعلام بعد ظهور ادّعاءات جديدة حول طبيعة أفعاله، وإذا كان هناك شيء غير لائق، فسيكون منع مناقشة هذا السؤال الحيوي علنًا، خاصة من أحد مساعدي الرئيس المقربين له شخصيًا.
ويضيف الكاتب، حاولت إيفانكا التهرب من السؤال، ليس بسبب أنه كان من غير اللائق أن تسأل مثل هذا السؤال، ولكنها تعتقد أنه من الخطأ أن تسأل الصحافة هذا السؤال لابنة بعد أن أعلن والدها رفضه لمثل هذه الادّعاءات، فهل تحصل بنات الرؤساء اللاتي هن أيضًا مساعدات له، على مثل هذا الامتياز؟ بالطبع لا، فلا يستطيع أي صحفي انتزاع معلومة ما من أحد المسؤولين، وإذا أرادت إيفانكا عدم الإجابة عن سؤال ما كان بإمكانها أن تقول كلمة "لا تعليق"، ولكن أن تُعلق على السؤال بوصفه "غير لائق" يحتاج تفسيرًا أكثر من الذي قدمته.
وبعد ردّها الذي تم ذكره، لم تكتفِ إيفانكا ترامب بهذا، بل وطّدت الإجابة بتعليقها التالي: "لا أعتقد أنه بإمكانك توجيه مثل هذا السؤال لبنات أخريات".
ولكن - كما يقول الكاتب - بالطبع لن يسأل الصحفيون العديد من البنات الأخريات مثل هذا السؤال، لأن والدهن ليس متهمًا باعتداءات جنسية، وبدفع مئات آلاف الدولارات لعشيقته السابقة مقابل شراء صمتها، ولا يوجد الكثير من الفتيات تم فضح والدهن أثناء تفاخره باعتداءاته الجنسية ثم اعتذر في وقت لاحق، ولا يوجد العديد من الآباء الذين تم اتهامهم بأفعال جنسية من قبل نساء كثيرات، وسيكون من المنطقي أن تسأل بنات هؤلاء الاباء مثل تلك الأسئلة، إذا عملن لصالح والدهن في الحكومة.
طالما تحتفظ إيفانكا ترامب بمنصب رسميّ في البيت الأبيض، وتعرض آرائها عن السياسات العامة، فمن الصعب تخيّل أن مثل هذا السؤال لا يجب طرحه، خاصة أنه يتم مناقشته في وسائل الإعلام وعلى الصفحات الأولى من الصحف.
لم تنتهِ المقابلة عند هذا الحد، فبعد أن أهانت إيفانكا ترامب المذيع ألكساندر، على سؤاله التي وصفته بـ "غير اللائق"، أجابت على السؤال، فكيف يمكن لسؤال أن يكون غير لائق إذا تمت الإجابة عنه.
ويقول الكاتب، تريد إيفانكا أن تلعب على الوجهين، فتهين المذيع وتجيب السؤال في نفس الوقت، حيث قالت: "أؤمن بوالدي، وأعرفه جيدًا، وأعتقد أنني كابنة لديّ الحق في تصديق والدي". ويتابع : "فهي مرتبطة بوالدها عن طريق الدم، ولأن الارتباط عن طريق الدم يفرض على الشخص الولاء، فإن إيفانكا تفترض أن بإمكانها تصديق ما تريد أن تصدقه حول أفعال والدها، وتثق فيه ثقة عمياء، وأن هذا حقها كـ "ابنة".
ويتساءل الكاتب، من أين اكتسبت إيفانكا مثل هذه الثقة العمياء؟ التخمين الأكثر منطقية سيكون من والدها، الذي أعطاه شعوره بنفسه الحق في قول جميع الأشياء غير المنطقية التي تتنافى مع العقل.
ويتابع الكاتب، إذا أرادت إيفانكا أن تنقذ نفسها من كل تلك الأسئلة الصعبة، يجب عليها أن تتخلى عن حياتها السياسية العامة التي اختارتها، حيث يعلق المراسلون على ما تقوله بسبب كونها شخصية مؤثرة سياسيًا، ولكن إذا استقالت من منصبها وتوقفت عن نصح الرئيس، وإنهاء دورها الرسمي في الإدارة، سوف ينتهي هذا التأثير الذي تملكه، وكذلك كل هذا الاهتمام الإعلامي بها.
وأضاف الكاتب في ختام مقاله: "سيستمر المراسلون في تغطية أخبار إيفانكا بالطبع، ولكن كشخصية غنية مشهورة، وكابنة الرئيس، وحينها لن تدين للمراسلين بأي إجابات، ويمكنها حينها أن تعتبر الأسئلة حول سلوك والدها المشين "غير لائقة"، ولن يضايقها أحد".
فيديو قد يعجبك: