إعلان

بعد 20 شهرًا.. ترامب نجم في البيت الأبيض

04:13 م السبت 13 أكتوبر 2018

الرئيس الأمريكي دونالد ترامب

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب – حسام سليم:

قالت شبكة "سي إن إن" الأمريكية إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يعيش الآن أزهى فترات رئاسته، فهو حقق نجاحًا كبيرًا خلال الفترة الماضية.

وتوضح الشبكة، في تقرير نشرته، أن أنسب طريقة لفهم أسلوب ترامب في الإدارة، هي التعامل معه على أنه أحد شخصيات تليفزيون الواقع، لاسيما وأنه يعتبر نفسه المنتج والنجم في أحد عروض تلفزيون الواقع، والذي تتمحور أحداثه يوميا حول ترامب.

وأضافت أن أي محاولة لربط النقاط من منظور سياسي أو استراتيجي، بين الأمس واليوم أو حتى من شهر إلى شهر، فهي محاولة حمقاء، فترامب يفعل ما يريده، يتحدث كل يوم، يعلق على شئ ما، فهو مثل رئيس برنامج تلفزيون واقع رائع.

وتابعت أنه انتقل في الآونة الأخيرة للعب دور البطولة بشكل أكثر تألقا، حتى مع زيادة مشاركته في عملية الإنتاج. وظهر ذلك خلال الأسبوع الماضي حيث مال ترامب بشدة للعب دور مزدوج كمنتج ونجم في آن واحد.

في أواخر سبمتمبر الماضي، وخلال اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك وبخلاف كلمته، كان ترامب كمن يقود حملة انتخابية، حيث أجرى العديد من اللقاءات الصحفية المرتجلة، ومقابلات مع وسائل الإعلام، بيد أنها كانت تهدف إلى لفت الانتباه أكثر من إيصال أي نوع من الرسائل السياسية مثلا.

أما في هذا الأسبوع فقط، أقام ترامب مراسم تأدية قسم القاضي بريت كافانو في المحكمة العُليا، الإثنين الماضي، والذي كان بمثابة احتفال تلفزيوني لما أنجزه خلال فترة رئاسته، إذ تحدث ترامب لمدة 20 دقيقة عن كيفية قيامه هو والجمهوريون في مجلس الشيوخ بهزيمة حشد الليبراليين الذين كانوا يريدون الإطاحة به عن طريق اتهامات بالتحرش الجنسي التي وجهت إليه من قبل 3 نساء، وفي المقابل أشاد كافانو بقوة ترامب ودعمه الثابت له، والذي لم يتزعزع طوال هذه الفترة الصعبة.

وفي يوم الثلاثاء، وبعدما ضجت وسائل الإعلام بخبر استقالة سفيرة واشنطن لدى الأمم المتحدة نيكي هيلي، عقد ترامب مؤتمرا صحفيا بصحبة هيلي، حيث أثنت عليه مرارا وتكرارا، وقال ترامب ردا على ذلك "لقد قامت بعمل رائع وقمنا بعمل رائع معا.. لقد قمنا بحل الكثير من المشاكل ونحن في صدد حل الكثير من المشاكل".

وكانت جميع وسائل الإعلام قد نقلت المؤتمر بالكامل وبعد انتهائه، فوجئوا بأن ترامب عقد مؤتمرا صحفيا فريد من نوعه، يضم نائبه مايك بنس وكبير موظفي البيت الأبيض جون كيلي، مع مراسلة مجلة "نيوزويك" اوليفيا نوزي، لإقناعها بأن كبير الموظفين ليس في طريقه لترك المنصب. وفي اليوم نفسه، تحدث ترامب أمام حشد في ولاية أيوا.

وفي يوم الأربعاء، تحدث أمام حشد آخر في ولاية بنسلفانيا، وانتقد وسائل الإعلام والديمقراطيين بسبب أزمة كافانو مثنيا على انتصاره في النهاية، وأصر ثانية على أنه كان أكثر نجاحا في أول 20 شهرا من أي رئيس في تاريخ الولايات المتحدة. وهي الجملة نفسها التي أضحكت قادة العالم خلال كلمته بالجمعية العامة.

ويوم الخميس، أجرى ترامب مداخلة هاتفية في برنامج "فوكس أند فريندز" مدتها 46 دقيقة، وكانت ثالث مداخلة له مع قناة "فوكس نيوز" خلال الـ5 أيام الماضية. بعدها جاء احتماع المكتب البيضاوي مع مغني الراب كاني ويست زوج نجمة تليفزيون الواقع كيم كارداشيان، وجيم بروان، كما سجل مقابلة مع برنامج "60 دقيقة"، والتي من المقرر إذاعتها الأحد.

ويوم الجمعة، تحدث إلى حشد انتخابي آخر في سينسيناتي بولاية أوهايو.

ونقل المقال عن الصحفي الأمريكي مايك ألين من موقع "أكسيوس"، قوله إن الرئيس ترامب قام أخير بدمج فترة رئاسته بالكامل مع التلفزيون، مستمتعا بفترات امتلاء موجات الأثير بخطاباته الآخذة في الازدياد، بينما يستهلك إنتاجاته بنهم.

بعبارة أخرى، أمضى ترامب الأشهر الـ20 الأولى من رئاسته يصارع من أجل عملية السيطرة الكاملة. ليس عن طريق الأدوات السياسة التقليدية، ولكن عبر وسائل الإعلام المرئية، إذ يبيع ويروج لصورته وصورة البيت الأبيض حسب رؤيته، وبالفعل باتت لديه الآن تلك السيطرة، وهو يحبها.

وأشار المقال إلى أنه وبالتفكير في دائرة المحيطين بالرئيس ترامب منذ البداية وحتى الآن، نجد أنه حاول جلب أشخاص يمكن تسميتهم بـ" الرجال المخلصين"، لمساعدته في إدارة بيروقراطية واشنطن العملاقة، لكنه ضاق ذرعا من إخباره بما يجب القيام به وكيف عليه أن يتصرف، لذا أجرى سلسلة من التغييرات لإحاطة نفسه بالمزيد من المؤيدين له، أبرزهم كبير الموظفين جون كيلي.

ولكن برغم كل الافتتان الذي يغمر ترامب تجاه طريقة كيلي المنظمة، ونهجه الصارم في التعامل مع القضايا، فقد انزعج من محاولات كيلي للسيطرة على تدفق المعلومات إلى الرئيس الأمريكي، وقدرته على التحدث مع من يريد وقتما أراد عن أي شئ أراد.

وأكد التقرير أن ترامب خلال الأشهر الأخيرة، أصبح إلى حد كبير كما كان يريد دائما، ليس فقط الرئيس، بل أيضا المستشار الأول للرئيس. لقد تم تهميش كيلي على الرغم من بقائه في وظيفته، وأصبح المستشارون الآخرون هم، وزير الخارجية مايك بومبيو، ومستشار الأمن القومي جون بولتون، وإيفانكا ترامب، وجاريد كوشنر. وهم الموافقون دائما، وصعدوا في قائمة المفضلين لديه لاستعدادهم لدعمه في كل شئ.

وبالإضافة إلى هذا الخليط، أضاف ترامب إلى قائمته، بيل شاين، الرئيس السابق لـ"فوكس نيوز"، كمستشار للاتصالات، وهو مثل ترامب، يهتم بشكل أساسي بكيفية ظهور الأشياء وترجمتها على شاشة التلفزيون. وكان من مؤيدي مقاطع الفيديو القصيرة التي أطلقها ترامب لأنصاره وتم تصويرها في البيت الأبيض.

وبالنظر إلى الصورة الكاملة لاحداث الشهر الماضي، يظهر ترامب رئيسا حرا تماما يفعل ما يحلو له، يجمع أنصاره الذين يؤيدون كل ما يتفوه به، يقضي وقتا مع المشاهير، ويبارز وسائل الإعلام.

واختتم المقال بأن الأمر استغرق ترامب 20 شهرا للوصول إلى هذه النقطة، وهو الآن لديه الرئاسة التي كان يحلم بها دوما، وهو المنتج والبطل الأوحد في كل يوم.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان