إعلان

النازحون الجدد في سوريا.. هاربون من جحيم صنعته تركيا إلى حلب الأسد

03:51 ص الأحد 18 مارس 2018

47-163157-displaced-people-syria-united-nations_70

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب - محمد الصباغ:
نزوح جديد في سوريا. على طريق موحل في شمال شرقي البلاد، هناك سبيل آخر للرحيل إلى الخارج. أغلب النازحين من الأكراد، يفرون من منطقة عفرين إلى مدينة حلب التي تسيطر عليها قوات النظام السوري.

وفي تقرير لصحيفة الجارديان، نُشر اليوم الأحد، جاء أن هؤلاء المواطنون باتوا أمام مستقبل داكن. تركوا خلفهم القوات التركية والمجموعات المسلحة السُنيّة المدعومة من أنقرة تحاصر مدينتهم إلا نقطة صغيرة مخصصة للنزوح. وهم في طريقهم نحو مليشيات مسلحة شيعية متحالفة مع الجيش السوري تقرر من يمكنه المرور.

ومع دخول الحرب السورية في عامها الثامن، تعاني مدينة عفرين في شمالي البلاد بعد هجمات تركية قالت أنقرة إنها ضد مسلحين "إرهابيين" أكراد مرتبطين بحزب العمال، ولن تسمح لهم بالسيطرة على حدودهم.

قُتل على الأقل 250 مدنيًا في القصف على المدينة، وسط تقدم لحلفاء تركيا من الجيش السوري الحر. وذكرت الجارديان أن كثيرون ممن يغادرون المنطقة يخشون من مصير عدم القدرة على العودة مرة أخرى إلى موطنهم في شمالي سوريا.

وتابعت أن كل شيء حاليًا بات في مهب الريح: منازلهم، مستقبلهم، وحتى قضيتهم الكردية التي طالما حاربوا من أجلها.

وقال "هيرو" أحد الأكراد من عفرين الذين استطاعوا الوصول إلى حلب: "كنا بعيدين عن كل ذلك طوال السبع سنوات الماضية. لم نؤذ أحد وكنا نتابع فقط ما يحدث من حولنا. والآن جاء الأتراك نحونا".

كانت عفرين بمثابة جنة آمنة في سوريا الملتهبة، وتجنبت الحرب حتى مع اندلاعها في الشمال. لكن تركيا كان لها رأي آخر وبدأت حملتها العسكرية ضد المنطقة منذ 7 أسابيع. لا تبعد المدينة عن حلب وإدلب كثيرًا، وقد عانتا كثيرا من القصف والتمرد.

أما عفرين فكانت ملجأ للنازحين من المناطق الأخرى. فكانت مقصد للعرب والتركمان والمسيحيين والمسلمين وحتى الأيزيديين القادمين من العراق، للابتعاد عن شبح الحرب.

جاء التحول الكبير في وضع عفرين بالنسبة للصراع في سوريا، في 20 من يناير الماضي بعد وقت قصير من إعلان وزارة الدفاع الأمريكية أنها سوف تشكل قوة بقيادة كردية في شمال شرق سوريا لقتال تنظيم داعش.

طالما لم يكن الدعم الأمريكي للأكراد شيئًا جيدًا بالنسبة لتركيا، والتي اعتبرت أن قادتهم في سوريا حلفاء في الأيدلوجية مع مسلحي حزب العمال الكردستاني الذي يقود التمرد في جنوب شرق تركيا، وتصنفه أنقرة كجماعة إرهابية.

وبعد القضاء على تنظيم داعش في معقلهم القوي بالرقة السورية، بمساعدة الأكراد ودعم الولايات المتحدة الأمريكية، شعرت تركيا أن الأكراد بدأوا في تحقيق مكاسب استراتيجية قد تضعف وضع أنقرة ويقلقها فيما على طول حدودها الممتدة لحوالي 500 ميل مع سوريا.

وهنا قررت أنقرة ألا تنتظر وبدأت عمليتها في عفرين ولم تتجه نحو مناطق أخرى كردية في شمال العراق حيث يتمركز فيها قوات أمريكية، على الرغم من هدوءها وبعدها عن القتال مع تنظيم داعش.

وهناك بنت تركيا نفوذها عبر وكلاء من العرب السُنّة لتكون قادرة على التأثير في الحرب السورية، والأهم من ذلك أرادت إبعاد الأكراد عن مناطقها.

ويقول دبلوماسي غربي للجارديان إن الأتراك يقولون إنهم يحاربون المجموعات المسلحة في عفرين و"هم بشكل كبير يتحدثون الصدق". وتابع: "الصحيح أيضًا أن المسلحين في عفرين لم يوجهوا أسلحتهم نحو الأتراك إلا بعدما أرسلت أنقرة مقاتلاتها الحربية".

ويخشى الأكراد في عفرين من رغبة تركيا في تغيير التركيبة السكانية للمنطقة. وتستخدم أنقرة في حربها مجموعات عربية مثل الجيش السوري الحر ومجموعات حليفة أخرى تشكلت بالأساس لقتال بشار الأسد.

لكن بدلا من ذلك يتم حاليًا توجيههم لقتال الأكراد في مدينة ذات غالبية كردية ما يصنع مشاكل أكبر في الصراع المستمر، وال1ي كان هدفه الأساسي الإطاحة بالحكومة السورية.

بداخل عفرين، يتحدث تقرير الجارديان، وقف الأسبوع الماضي مجموعة من الطلاب العرب يمدحون الهجوم التركي، وأصروا على أن المدنيين لم يتم استهدافهم عشوائيًا كما يحدث في الغوطة القريبة من دمشق، حيث أشاروا إلى أن الطيران الروسي والسوري ينفذ هجماته خلال الشهر الفائت.

ويقول داوود محمود وهو أحد الفارين إلى عفرين من مدينة قريبة، للجارديان: "لم يكونوا مثاليين. لكن أخطائهم مجرد .. أخطاء".

أما أحد المواطنين الاكراد الذين لم يسمح لهم بالدخول إلى المدينة بواسطة مجموعات مسلحة كردية، فقال عكس ذلك. قال: "في الليلة الماضية قصفوا مستشفى وفي الأسبوع الماضي دمروا محطات مياه. قُتل حوالي 500 مدنيًا. هذا عمل بربري".

وتابع أيضًا: "ألقوا منشورات طالبونا فيها بالوثوق فيهم والاستسلام. يعتقدون أننا حمقى. لا هم ولا العرب يمكنهم السيطرة على عفرين. لن يجرؤوا. سوف يكون هناك حصار مثل حلب".

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان