إعلان

على إيقاع رفض التهجير.. المعارضة المصرية تبعث برسالة غضب لسفارة أمريكا

عمر النجار

على إيقاع رفض التهجير.. المعارضة المصرية تبعث برسالة غضب لسفارة أمريكا

عمر النجار
07:00 م الإثنين 29 سبتمبر 2025

جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع

تابعنا على

لم تكن السياسة في يوم من الأيام عبارة عن حالة من حالات التوازن العسكري أو استعراض للقوة في حجم الأموال كما يعتقد ما يُسمى بـ أحزاب الموالاة.

وما عادت السياسة تعني أيضًا التباهي بكثرة المقرات الفارهة الشبيهة بـ فنادق الخمس نجوم لأحزاب الموالاة، بل فيما يَصدر عنها من رؤية حقيقية مُعتمدة على آليات مدروسة.

قد يَصلح التلاعب بالأموال في عرض برنامج الحزب عند افتتاحه، لكن لا يَصلح في بناء وتشكيل الحزب من داخله، لأن أسوأ ما في الأمر أن يُطلب من الحزب تسجيل موقف أو اعتراض إذا ما لم يأتِ من داخل الحزب نفسه.

وبناءً عليه، ليست خطوة السياسي المعارض أكمل قرطام والمحامي طارق العوضي، بإعلان عدم حضورهم دعوة السفارة الأمريكية للاحتفال بعيد الاستقلال مجرد اعتذار، بل تسجيل موقف ستدونه السفارة في دفاترها، بل ومن المؤكد أن تهتم السفارة بمن اعتذر أكثر ممن حضر.

ولن تتعامل السفارة الأمريكية مع من رفض الدعوة بوصفه مكونًا حزبيًا فقط مثل أكمل قرطام، بقدر ما ستتعامل معه على كونه ذراعًا معارضًا لسياسات الحكومة بشكل عام.

بديهي أن يُفسر «قرطام والعوضي» عدم حضورهما لعيد الاستقلال أو اليوم الوطني للولايات المتحدة الأمريكية، عندما دونا عبر صفحاتهما الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك – ميتا» بأن عدم المشاركة يأتي اعتراضًا على موقف أمريكا المساند لتهجير الفلسطينيين وعمليات الإبادة التي يشنها بنيامين نتنياهو ضد الأبرياء الفلسطينيين العُزل.

وبمثل هذه المواقف السياسية من جانب رموز المعارضة المصرية سيتأكد لدى السفارة الأمريكية أن هناك فائض ثقة، بل وربما انعدامًا في الثقة من جانب الشعب المصري تجاه الإدارة الأمريكية الجديدة بسبب تماديها في دعم رئيس الوزراء الإسرائيلي.

وإذا كان هناك أكثر من دليل يَرفض خطة تهجير الفلسطينيين من أراضيهم من جانب موقف الدولة المصرية الثابت والراسخ ضد عمليات التهجير، فإن موقف رموز المعارضة جاء تأكيدًا ودعمًا لموقف الدولة.

وكان بإمكان الدولة المصرية أن تستغل نبض الشارع الرافض لكل عمليات التهجير، إلا أنها لم تستغل هذا الحراك الذي يُؤكد على موقفها الراسخ والمدعوم من نبض شعبها.

ستحدد الأيام المقبلة ما إذا كانت الحكومة المصرية ستستغل نبض الشارع الرافض لكل عمليات التطهير العرقي للتأكيد مرارًا وتكرارًا على أن عقيدة المواطن المصري ترفض كل ما يحدث من عمليات إبادة وتطهير عرقي للفلسطينيين، أو أنها ستحلق بمفردها في هذا الرفض.

وسواء كانت تصريحات رموز المعارضة عبارة عن مواقف أو اعتراضات فسّروها عبر صفحاتهم الشخصية، فمعظمها جاء تعبيرًا عن موقف ونبض الشارع المصري.

لكون الواقع يُؤكد أن السياسة لم تكن إصدار بيانات استنكار أو رفض أو إشادة، بل لأنها أصبحت في الوقت الحالي زمنًا لبداية تسجيل المواقف الحقيقية من خلال آليات وقواعد مدروسة ومستندة إلى قواعد شعبية حقيقية.

حفظ الله مصر وشعبها ومؤسساتها.

إعلان

إعلان