إعلان

فتيات حادث الإقليمي أبكين مصر

أحمد سعيد

فتيات حادث الإقليمي أبكين مصر

أحمد سعيد
07:00 م الثلاثاء 01 يوليه 2025

جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع

ليلة حزينة عاشتها المنوفية، بل عاشتها مصر كلها، وبكى الجميع، بعد أن تناثرت دماء ١٨ فتاة في عمر الزهور، على أسفلت الطريق الإقليمي بضاحية مركز "أشمون. " بالإضافة إلى سائق الميكروباص الشاب "أدهم" الذي راح هو الآخر ضحية للحادث، مع خطيبته، التي كانت ضمن الفتيات المتوفيات.

وتبين من المعاينة أن سائق السيارة النقل، الذي تم حبسه على ذمة التحقيق، تجاوز الحاجز الخرساني واصطدم بالميكروباص على الجانب الآخر من الطريق. وهو ما تسبب وفاة الفتيات. اللاتي كن يعملن في مجال جمع العنب بيومية لا تتجاوز ١٣٠ جنيها.

الحادث المأساوي أبكى مصر كلها من الشرق إلى الغرب، وأكد ضرورة وجود نظام صارم، لمنع تكرار تلك الحوادث المؤسفة، التي تحصد أرواح الأبرياء دون هوادة.

فتيات صغيرات تتراوح أعمارهن، بين ١٤ و٢١سنة، ذهبن لمساعدة أهلهن، على أعباء الحياة، فعدن داخل صناديق. إحداهن كانت تستعد لزفافها خلال أيام قليلة.

وهو ما جعل الرئيس السيسي يتدخل بنفسه لزيادة التعويضات 100 ألف جنيه لكل حالة وفاة، و25 ألف جنيه لكل مصاب، بخلاف التعويضات الأخرى من التضامن الاجتماعي والعمل.

كما أمر الرئيس بضرورة الانتهاء من إصلاحات الطريق الإقليمي، في أسرع وقت ممكن، وإزالة العوائق التي ينجم عنها الحوادث. وتكثيف دوريات المرور والرادارات وكاميرات المراقبة، لضمان الالتزام بالتعليمات المرورية، وضبط أية مخالفات.

كما قدمت السيدة انتصار السيسي العزاء لأسر الضحايا، وطلبت من الهلال الأحمر المصري تقديم الدعم المادي والمعنوي لهم.

ومن جانبها، أعلنت الحكومة إطلاق اسم ضحايا الحادث- سواء الفتيات أو السائق-

على المباني الحكومية والشوارع في قرية "كفر السنابسة " مسقط رأسهم.

وأمر د. مصطفي مدبولي رئيس مجلس الوزراء بسرعة إنهاء الإصلاحات، وأعمال الصيانة، وإجراء كشف دوري وتحليل مفاجئ لسائقي النقل لبيان تعاطي المخدرات من عدمه، خاصة على الطرق السريعة، واتخاذ الإجراءات القانونية، بحق من يثبت تعاطيه المخدرات.

كما وجه رئيس مجلس الوزراء وزارات التعليم والتعليم العالي، بإعفاء أهالي الضحايا من المصروفات الدراسية، في المدارس والجامعات.

وتفقد الفريق كامل الوزير نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير النقل والصناعة موقع الحادث، ومتابعة أعمال الصيانة بالطريق الإقليمي.

والملاحظ أن عددا كبيرا من ضحايا الحادث، من الفتيات الصغيرات اللاتي يدرسن في الجامعات، والمعاهد مثل كليات الهندسة، والآداب، والتمريض، لمساعدة أهاليهن في المصاريف وتخفيف الأعباء عنهم.

إن الحادث الأليم الذي أدمى القلوب لا يجب أن يمر مرور الكرام، بل يجب أن نقف جميعا عند أسبابه وكيفية تلافيها، لمنع تكرارها مستقبلا لا قدر الله.

نعم سائق السيارة النقل المتسببة في الحادث، لم يكن يحمل رخصة، وكان يتعاطى المخدرات. لكن هناك دروس مستفادة في صيانة الطريق، وعمليات الإصلاح والتفتيش الدوري على سائقي السيارات النقل، وإجراء تحليل مخدرات للسائقين وغيرها من الأمور، التي يجب متابعتها بدقة.

رحم شهداء حادث الطريق الإقليمي، من فتياتنا الصغار، وألهم ذويهم الصبر والسلوان. وجعل هذا الحادث هو آخر الأحزان، وآخر الحوادث التي تقع بتلك الطريقة التي تدمي قلوبنا جميعا.

إعلان

إعلان