إعلان

ماسك في دبي

سليمان جودة

ماسك في دبي

سليمان جودة
08:18 م الأحد 19 فبراير 2023

جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع

عشنا نعرف الملياردير الأمريكي إيلون ماسك بأنه الرئيس التنفيذي لشركة تسلا للسيارات الكهربائية، وعشنا نعرف أنه واحد من أغنياء العالم الكبار.

وفي مرحلة لاحقة، وربما في المرحلة نفسها، كان يشتهر بأنه الرئيس التنفيذي لشركة سبيس إكس، ولكنه في السنة الماضية ضم إليهما منصة تويتر، وصار رئيساً تنفيذياً للكيانات الثلاثة، وقد حدث ذلك بعد أن أتم صفقة شراء هذه المنصة الأشهر في مقابل ٤٤ مليار دولار.

وكانت صفقة شراء المنصة قد صاحبتها ضجة كبيرة طوال السنة المنقضية، والذين تابعوا أنباءها يذكرون كيف تقدم ماسك للشراء، ثم كيف تراجع لفترة قصيرة ، ثم كيف عاد وأتمها بالفعل، ومن بعدها صارت في حوزته هذه المنصة التي ليست ككل المنصات.

وكان ماسك على موعد مع ضجة أخرى، عندما أعاد حساب الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترمب على تويتر، بعد أن كانت الادارة السابقة للمنصة قد حذفت الحساب في أعقاب مشهد اقتحام مبنى الكونجرس الأمريكي على يد أنصار ترمب.

كان ماسك قد أعاد حساب ترمب قبل انتخابات التجديد النصفي في الكونجرس نوفمبر الماضي، وكان قرار إعادة الحساب مثيراً للجدل الشديد من حيث توقيته، وكان السبب أن ادارة تويتر الجديدة اتخذته قبل الانتخابات بأيام، مما أوحى بأن المنصة ستكون طرفاً في العملية الانتخابية، وستكون مع طرف ضد طرف، وسيكون هذا الطرف الذي ستناصره هو الحزب الجمهوري طبعاً.

ولم يشأ ماسك أن يخفي ذلك، فغرّد داعياً الناخبين إلى الاقتراع لصالح الجمهوريين الذين حكموا لأربع سنوات بقيادة ترمب من ٢٠١٦ الى ٢٠٢٠.

وكان ترمب قد دعا الناخبين إلى الشيء نفسه، لولا أن الرياح لم تأت بما اشتهت سفن ماسك، ولا بالطبع أتت كما اشتهت سفن ترمب، وخسر الجمهوريون الاغلبية في مجلس الشيوخ أمام الديمقراطيين، وحققوا اغلبية بسيطة في مجلس النواب.

وفي الدورة العاشرة لقمة الحكومات العالمية، التي انعقدت في دبي منتصف هذا الشهر، كان ماسك قد أطل على جمهورها ضيفاً، وكان الذي حاوره عن بعد هو الوزير محمد القرقاوي، وزير شئون مجلس الوزراء في حكومة الإمارات ورئيس القمة.

كان من المفترض أن يحضر الرجل أمام جمهور القمة، ولكن ظرفاً منعه من الحضور، وكان الأهم أن يسمعه الناس سواء داخل القمة أو من خارجها، لأن ما يقوله من الطبيعي أن يكون موضع اهتمام عالمي.

وقد قال كلاماً كثيراً في الحوار مع الوزير القرقاوي، ومن بين ما قاله مثلاً، أنه سيأتي برئيس تنفيذي للمنصة خلال هذه السنة، وأنه يراقب أبناءه على مواقع التواصل، وأن الجميع مدعوون إلى أن يفعلوا ذلك، وأن على العالم أن يكبح جماح الذكاء الاصطناعي، وأن يضع له من المبادئ ما ينظمه.

ولكن الشيء الفريد حقاً في حواره، هو دعوته إلى اختصار سنوات التعليم، لأن السنوات التي يقضيها الطالب في المدرسة والجامعة حالياً تبدو في تقديره أكثر عدداً من اللازم .. وهذه دعوة جديدة من نوعها بالتأكيد .. ولا بد أنها ستضيف ضجة جديدة إلى ضجات ماسك القديمة، لأن خبراء التربية والتعليم من الضروري أن يكون لهم رأي في هذا الموضوع.

وفي حضارة الهند القديمة كان الهنود مقتنعين بأن ربع التعليم فقط يجب أن يتم في المدرسة، وأن الربع الثاني يتم من خلال الدراسة الخاصة، والثالث من خلال زملاء الطالب، والرابع من خلال الحياة.. ويبدو أن صاحب تويتر متأثر بشيء من ذلك، وأن هذا هو ما دفعه إلى طرح فكرته المثيرة.

إعلان