إعلان

برميل بارود على وشك الانفجار

محمد حسن الألفي

برميل بارود على وشك الانفجار

محمد حسن الألفي
07:13 م الثلاثاء 13 أبريل 2021

جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع

تبذل الولايات المتحدة منذ الأسابيع الأولى من حكم جو يايدن، محاولات مستمرة، وتتخذ إجراءات تصعيدية، مباشرة وغير مباشرة لتقويض المكانة التي حظيت بها روسيا في العالم، مع تراجع وتردد الرئيس الديمقراطي الأسبق باراك أوباما.

وفي الأيام القليلة الماضية تبادلت الدولتان الاتهامات والتحذيرات. حذرت أمريكا روسيا من أي هجوم على كييف عاصمة أوكرانيا التي تعتبر الآن بمثابة لغم ضخم يمكن أن يفجر الأمن والسلم في القارة الأوروبية، ناهيك من تداعياته في العالم.

وكانت الولايات المتحدة اخطرت تركيا- وفق اتفاقية مونترو لعام ١٩٣٦ لتنظيم المرور البحرى، عبر مضيق البوسفور إلى البحر الأسود- بأن سفينتين حربيتين أمريكيتين ستصلان مياه البحر الأسود الأسبوع القادم. بدورها وجهت روسيا تحذيرا إلى أمريكا وطلبت ابتعاد السفينتين عن سواحل البحر الأسود إلى مسافة كبيرة؛ لأن هذا "في مصلحة امريكا".

في الوقت ذاته، تواصل الدول الأوروبية وحلف الناتو تقديم مساعدات عسكرية، بينما حشدت روسيا أكثر من ٨٠ ألف جندي على الحدود مع أوكرانيا لمنع هجوم القوات الحكومية الأوكرانية على الانفصاليين في دونيتسك جنوب شرقي أوكرانيا على الحدود مع روسيا (منطقة ناطقة بالروسية ومنتمية للروس).

أصل الصراع بدأ بالتمرد والعصيان والتظاهر بتحريض من الغرب، أدى إلى الإطاحة بالرئيس الأوكراني السابق ولجوئه إلى روسيا. بعدها أعلنت أوكرانيا ولاءها للغرب ورغبتها في الانضمام لحلف الأطلنطي، وهو بطبيعته حلف مضاد لروسيا والصين وكوريا الشمالية وأي دولة تعتدي على أي عضو من أعضائه.

وفي عام ٢٠١٤، شجع الروس الانفصاليين في جنوب شرقي أوكرانيا على التمرد، وتدخلت قوات خاصة روسية بأساليب تكتيكية شديدة السرعة، وبسطت حمايتها ودعمها لهم، وتابعت ذلك بالإعلان عن ضم شبه جزيرة القرم. وبررت الضم بأنها أصلا أرض روسية ضمن الاتحاد السوفيتي الذي كانت أوكرانيا إحدى جمهورياته. القرم مهمة وحيوية جدا لأنها منفذ الأسطول الروسي كله إلى المياه الدافئة.

حيال التطورات الروسية المتلاحقة، وفرض الأمر الواقع، عجز أوباما عن المواجهة، واتجه مع الشركاء الأوروبيين لفرض عقوبات متتالية على روسيا، لم تنل منها كثيرا.

واليوم ومع خطط أوكرانيا لمهاجمة المنطقة الصناعية في دونباس، وحشود القوات الروسية والتحذيرات المتبادلة، يبدو أن برميل البارود يتدحرج سريعا نحو ارتطام فانفجار. ولأول مرة ترفع موسكو تصنيفها لتعريف واشنطن بالخصم، والدرجة التالية هي العدو.

ونذكر أن موسكو كبحت ردا قاسيا على بايدن الذي شخصن هجومه على الدولة الروسية بسب رئيسها بوتين ووصفه بالقاتل، سخر بوتين من بايدن بقوله: "خلي بالك من صحتك" إشارة إلى عمر بايدن المتقدم وتعثره مرات على سلم الطائرة الرئاسية، فضلا عن نسيانه المفاجئ بعض أسماء معاونيه. وفي آخر مرة تاه منه اسم نائبته كاميلا هاريس.

ما يحدث في أوكرانيا إدراك من موسكو بأن واشنطن دخلت تقريبا أعتاب بيتها في الفناء الخلفي.

وما تفعله أمريكا لن تقبله روسيا، وليس في مصلحتها، أما واشنطن فإنها تستعيد المكانة التى تراجعت عنها لروسيا، وتطبق بالفعل ما أعلنه بايدن من أن بوتين قاتل، وسيدفع الثمن...!

العالم كله سوف يدفع ثمن حماقة العجوز المنتقم.

إعلان