إعلان

نواب المحافظين الشباب

د. أحمد عمر

نواب المحافظين الشباب

د. أحمد عبدالعال عمر
09:00 م الأحد 01 ديسمبر 2019

جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع

أتمنى على الشباب من نواب المحافظين الذين تم تكليفهم بمهامهم في الحركة الأخيرة للمحافظين، وبلغ عددهم ثلاثة عشر نائبًا من شباب البرنامج الرئاسي وتنسيقية شباب الأحزاب- أن يتعلموا فضيلة الصمت وبلاغة العمل!

وأن يُدركوا أهمية التقليل من التصريحات الصحفية والإعلامية؛ حتى يتعلموا مهارات وأدوات مخاطبة الرأي العام، وأن ليس كل ما يُعرف أو يدور بالذهن يُقال، وقبل أن يدرسوا أيضًا طبيعة مهمتهم وتفاصيل ومشكلات الملفات التي سوف يتعاملون معها على أرض الواقع.

كما يجب عليهم البعدُ عن الاهتمام بالشكليات، وخلع البدل والكرافتات في غير حاجة إليها، والخروج من "شرنقة البرنامج الرئاسي" ليندمجوا ببساطة وقوة في المجتمع والجهاز الإداري للدولة؛ لأن هذا الاندماج هو السبيل الوحيد لإنضاج وعيهم وتجربتهم، وجعلهم يكتسبون عبر الممارسة حس ومهارة وخبرات وضوابط العمل العام.

لا ينكر أحد أهمية البرنامج الرئاسي لتأهيل الشباب للقيادة، ودوره في خلق وإعداد كوادر شابة تجدد دماء الجهاز الإداري للدولة، ولكن هذا الإعداد لا يضمن لهؤلاء الشباب النجاح على أرض الواقع، لأنه بمثابة "شرنقة" حافظت عليهم في البداية، وأمدّتهم بالمقومات الأساسية للتكوين السياسي والإداري، وزرعت بداخلهم مبادئ ومقتضيات الوعي الوطني.

ونجاحهم لن يكون إلا عبر الهبوط من سماء الحلم والأفكار والتصورات النظرية إلى غابة الواقع، والعمل على الأرض، والدخول في دهاليز عمل الحكومة والمحليات.

وهو الهبوط الذي يتطلب منهم أكبر قدر من التواضع المعرفي والسياسي، وأن يُدركوا أنهم في بداية الطريق، وأمامهم الكثير ليتعلموه، ويتخلصوا، بالتالي، من إحساسهم المبالغ فيه بالأهمية الذاتية- وهم في هذه السن الصغيرة- نتيجة رعاية وتبني رئاسة الجمهورية لهم.

وأظن أن السبيل الفعال لتكوين نواب المحافظين سياسيًا وإداريًا، وتقييم مدى أهليتهم لمناصبهم- هو تكليفهم بملفات ومهام حقيقية في محافظاتهم حتى لا يصبح منصبهم منصبًا شرفيًا، وحتى لا يتحولوا في محافظاتهم فقط إلى مسؤولي مراسم واستقبال، والقيام بزيارات وحضور احتفالات نيابة عن السيد المحافظ.

هذا ما نتمنى لنواب المحافظين الشباب إدراكه وفهمه والقيام به لكي تنجح تجربتهم، ويكونوا إضافة للدولة، وقادرين على خدمة المواطنين وتلبية احتياجاتهم. وحتى لا تتحول مناصبهم المهمة، ومرتباتها الكبيرة، والأبهة المحيطة بها، وكل ما حصلوا عليه من منافع ومكتسبات معنوية ومادية وهم في هذه السن الصغيرة- إلى محرقة لهم.

ولتكن لهم في تجربة "منظمة الشباب" في الستينيات قدوة حسنة؛ فهذه التجربة أخرجت للدولة قيادات شابة مسلحة بالوعي الوطني والمعرفة والمهارات الأساسية للعمل العام، وقد بدأت هذه القيادات السلم من أوله، وكانت فاعلة ومؤثرة وقريبة من حياة الناس وواقع المجتمع؛ ولهذا نجحت في تكريس حضورها ودورها لعقود طويلة.

كما نجحت في قيادة العمل السياسي والتنفيذي بشكل يحقق مشروع ورؤية وأهداف الدولة.

إعلان