إعلان

الذكرى الـ 70 لـ 23 يوليو.. ثورة التغيير وتصفية الاستعمار

07:28 م السبت 23 يوليو 2022

(مصراوي):

تثبت ثورة 23 يوليو، يومًا بعد يوم، أنها الحدث السياسي الأبرز في القرن العشرين، بعد التغيير الجذري الذي أحدثته في أحوال المصريين داخليًّا، أو على المستوى الإقليمي العربي، وحتى التأثير العالمي، وما ترتب عليها من أحداث ما زال لها أعظم الأثر على مستقبل العديد من الدول حتى اليوم.

ويُصادف اليوم مرور سبعين عامًا على قيام ثورة 23 يوليو، التي فكر فيها الضباط الأحرار على إثر إخفاق مصر والعرب في حرب 1948، فتأسس تنظيم الضباط الأحرار في الجيش بزعامة عبد الناصر؛ وهو التنظيم الذي ضم جميع التيارات السياسية والفكرية ولم يقتصر على اتجاه واحد، ونجحت توليفة الضباط الأحرار في أن تجد لها صدًى واسعاً في الشارع المصري؛ مما دفع المواطنين للالتفاف حولها، خصوصًا أنها كانت تكتسب مزيدًا من الشعبية كل يوم بعد القرارات الجريئة بتدمير تركة الملكية في صنع الطبقية والإقطاع وترسيخ الفقر لطبقات واسعة من الشعب.

قضت الثورة على النظام الإقطاعي وتوسعت في مجانية التعليم، علاوة على سياسة تأميم بعض من الكيانات الاقتصادية بنقلها للملكية العامة، فاكتسبت مزيدًا من الشعبية والتأثير.

وأسفرت الثورة عن طرد الملك فاروق وإنهاء الحكم الملكي وإعلان الجمهورية، وبعد أن استقرت أوضاع الثورة أُعيد تشكيل لجنة قيادة الضباط الأحرار، وأصبحت تُعرف باسم مجلس قيادة الثورة، وكان يتكون من 11 عضواً برئاسة اللواء أركان حرب محمد نجيب، وزعامة الرئيس الأسبق جمال عبد الناصر.

وقامت الثورة على مبادئ ستة حققت منها الكثير؛ وهي: القضاء على الإقطاع، القضاء على الاستعمار، القضاء على سيطرة رأس المال، بناء حياة ديمقراطية سليمة، بناء جيش وطني.

وساند عبد الناصر حركات المد القومي العربي؛ من أجل تحقيق الوحدة العربية، فدخل في وحدة مع سوريا تعتبر تجربة فريدة من نوعها في تاريخ العرب المعاصر من عام 1958 إلى عام 1961؛ تاريخ الانفصال، وساند جبهة التحرير في الجزائر، وساند ثورة اليمن ضد الحكم الملكي بقوات عسكرية وصلت إلى حد أن الجيش المصري كان مشاركًا فعليًّا في حرب اليمن.

وقام عبد الناصر باتباع المنهج الاشتراكي في الحكم؛ فقام بتأميم المصانع والشركات الكبرى في عام 1961، وكانت من أهم منشآت الثورة السد العالي الذي حمى مصر من الفيضانات وموجات الجفاف المتتالية؛ ومن أجل بناء السد العالي أممَّ عبد الناصر قناة السويس في عيد الثورة الرابع في 1956، مما كان سببًا في قيام إسرائيل بالتعاون مع فرنسا وبريطانيا بالهجوم على مصر في الحرب التي اشتهرت بالعدوان الثلاثي.

ولا يزال تأثير ثورة يوليو ممتدًا حتى يومنا هذا وإلى أمد بعيد غير منظور؛ حيث أكد الرئيس عبد الفتاح السيسي، في كلمته اليوم، بمناسبة ثورة 23 يوليو المجيدة، أنها مثلت تتويجًا لنضال طويل، قاده الشعب المصري؛ دفاعًا عن حقه في وطن مرفوع الرأس، فقد استطاعت تلك الثورة أن تؤسس الجمهورية الأولى لدولتنا، وتغير وجه الحياة بشكل جذري ليس فقط في مصر؛ بل في المنطقة بأسرها، وكانت لها إسهامات ملهمة، في الحركة العالمية لتصفية الاستعمار، وترسيخ حق الشعوب في تقرير مصيرها؛ حيث تغيرت الخريطة الدولية، وارتفعت رايات الحرية والاستقلال، فوق معظم الدول العربية والإفريقية.

فيديو قد يعجبك: