إعلان

الشيوخ على المقاهي.. الأزهر يحصن الشباب ضد الظواهر السلبية في المجتمع (تقرير)

04:27 م الجمعة 12 نوفمبر 2021

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب - محمود مصطفى:

قبل نحو عامين ومع انتشار الظواهر السلبية في المجتمع، فطِن الإمام الأكبر إلى ضرورة مواجهة هذه الظواهر والقضاء عليها أولا بأول، حفاظا على الشباب وتحصينِهِم ضدها، في ظل إصدار بعض الفتاوى الشاذة من غير المتخصصين.

وأصدر فضيلة الإمام الأكبر تعليمات لمسؤولي مجمع البحوث الإسلامية، بالتعامل المباشر والاحتكاك مع الشباب ومواجهة هذه الظواهر ميدانيا، والتعرف على ما يدور في أذهان الشباب، وتولدت مبادرة "اللقاءات التوعوية بالمقاهي الثقافية".

تقوم الفكرة على توجه مجموعة من وعاظ الأزهر إلى تجمعات الشباب والفتيات والمقاهي للتوعية ببعض الظواهر السلبية في المجتمع:"بنطلب مشاريب عادي زيهم، وبنتكلم في قضايا الانتحار والإلحاد وغيرها من اللي تتم مناقشتها على وسائل التواصل الاجتماعي"، يقول شريف ابو حطب مدير الدعوة، عضو لجنة الفتوى بالأزهر، عضو قوافل التوعية.

يحرص مجموعة البحوث الإسلامية على اختيار أعضاء القوافل بعناية شديدة، مؤهلين للتعامل مع مختلف الفئات:"الوعاظ حاصلين على دورات في الإرشاد الأسري والبرمجة العصبية والتنمية البشرية والتقديم الإذاعي، لازم اللي يتكلم مع الناس يكون شخص متخصص"، يضيف أبو حطب.

يبتعد أعضاء القوافل تماما عن مناقشة الشباب في الجلوس على المقاهي:"كده ممكن يسيبونا ويمشوا، الجلوس على القهوة ليس فيه شيئا طالما كان كان هناك التزام بالضوابط"

يضيف:"اللقاءات التوعوية بالمقاهي الثقافية لا تقتصر على المسلمين فقط، بل يشارك فيها بعض الإخوة الأقباط ويطرحون الأسئلة للاستفسار عنها".

وتابع:"أحد الشباب الأقباط في لقاء توعوي بالمقاهي أراد الاستفسار عن قوله تعالى "إن الله وملائكته يصلون على النبي"، وتعجب من قيام المولى عز وجل من أداء الصلاة، ولم يكن يعرف أن المقصود بالصلاة هنا هي الدعاء:.

وأشار إلى أن اللقاءات التوعوية لاقت إعجاب الكثير من المواطنين، لدرجة أن المشاركين فيها من الشباب كانوا يستدعون أصدقائهم المجيء والاستماع للقاء، لافتًا إلى أن معظم أسئلة الشباب تتمحور حول إدمان وسائل التواصل الاجتماعي.

ونوه إلى أن اللقاءات تعالج إحباطات الشباب وتحثهم على العمل والجد والاجتهاد، والمسؤولية الجماعية والفردية، ومن كثرة التنوع في القضايا اعتقد بعض الحاضرين قال لنا بعض الحاضرين:"وكأنكم تقصدون المشكلات التي أعاني منها".

وتابع:"الكثير من الشباب يسأل عن الانتحار والإلحاد بسبب انتشارهما كثيرا خلال الفترة المقبلة"، متابعا:"لم نتطرق لحكم الجلوس على المقاهي طالما كان بضوابط معينة، ونجلس المقهى ونتناول بعض المشروبات كباقي الشباب".

التوعية ضد الإلحاد والانتحار

وقال الشيخ محمد عصمت واعظ بالأزهر، إن فكرة نزول الوعاظ للمقاهي الثقافية كانت بطرح من فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، بضرورة احتكاك الوعاظ مع الناس في الشارع، لمعالجة بعض الظواهر السلبية التي يعاني منها المجتمع، وبدعم الدكتور نظير عياد الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية.

وأضاف عصمت في تصريحات لمصراوي، أن مجمع البحوث الإسلامية يطلق بين الحين والآخر حملات ممنهجة، لتوعية الشباب وتحذيرهم من الأفكار المتطرفة وإزالة الأفكار المشوهة لديهم والتي قد تؤدي بهم إلى الانتحار أو الإلحاد.

ونوه الواعظ بالأزهر، إلى أن مجمع البحوث الإسلامية يحرص على اختيار أعضاء قوافل المقاهي الثقافية بعناية شديد، ممن لديهم القدرة على التعامل مع مختلف الفئات في الشارع دون حدوث أي مشكلات، ومدربين على أعلى مستوى في الإرشاد الأسري والتنمية البشرية.

وتابع:"بمجرد النزول على المقاهي الثقافية يتم التحدث مع الشباب عن الظواهر السلبية التي يعاني منها المجتمع، والتي تكون أبرزها منتشرة على وسائل التواصل الاجتماعي مثل الإلحاد أو التحرش وغيرها من السلبيات التي انتشرت خلال الفترة الماضية".

وأوضح:"بعد ذلك يتم استقبال الأسئلة من المتواجدين، والتي تختلف من منطقة إلى أخرى، ففي المناطق الشعبية تتمحور الأسئلة عن الرزق، وكيفية التعامل مع الزوجة، أنا باقي المناطق تكون عن العلاقات الأسرية وكيفية التعامل مع الزوجة، وأحكم أخرى متعلقة بالصلاة والعبادات.

وتابع:"أسئلة الشباب تختلف عن الفتيات، فمعظم الشباب يسألون عن حكم تعاطي المخدرات، أما الفتيات فيسألون عن العلاقة بين الشاب والفتاة قبل الزواج وأحكام الطهارة".

ولفت إلى أن وعاظ الأزهر، يتابعون المقاهي الثقافية بـ 27 منطقة وعظ على مستوى الجمهورية، لتوعية الشباب والفتيات ضد الظواهر السلبية.

أبرز أسئلة الشباب والفتيات

وقال الشيخ أحمد رمزي في تصريحات لمصراوي، الخميس، إن الفكرة تستهدف الشباب والفتيات المتواجدين بالمقاهي الثقافية، للتوعية بقضايا الانتحار والإلحاد والاغتصاب والفتاوى المتطرفة والأفكار الضالة، وبعض الظواهر المجتمعية، فضلا عن الرد على الأسئلة التي تدور في أذهانهم.

وأشار إلى أن أعضاء القوافل من وعاظ الأزهر حاصلين على دورات متخصصة في "التنمية البشرية والإرشاد الأسري والصحة النفسية والبرمجة العصبية والإعلام" ليكونوا مؤهلين للتعامل مع الشباب والفتيات على المقاهي، بأسلوب هاديء ومتزن حتى لا ينفر من من يتحدثون معهم.

ولفت رمزي، إلآ أن مجمع البحوث اختار أعضاء هذه القوافل بعناية ممن لهم القدرة على اختراق تجمعات الشباب والتحدث إليهم والاستماع لهم عما يدور في أذهانهم، والتعرف على مشاكلهم وحلها عن قرب، مشيرا إلى أن الكثير من الفتيات والشباب تلقوا الفكرة بصدر رحب.

ونوه إلى أن اللقاءات التوعوية بالمقاهي الثقافي تضم الكثير من الشباب والفتيات ممن هم على علاقة بالدين ومن ليس له صلة به، متابعا:"الشباب والبنات بيثقوا فينا بمجرد ما يشوفوا أعضاء قوافل في عمر الشباب ولابسين الزي الأزهري"

وقال أحد أعضاء قوافل المقاهي الثقافي:"يبدأ وعاظ الأزهر لقاءات التوعوية على المقاهي بإلقاء السلام، والتعرف على الموجودين، و التحدث في موضوعات تشغل الأذهان مثل "الانتحار والاغتصاب والإلحاد والفتاوى الشاذة"، وبعد ذلك يبدأ تلقي الأسئلة الخاصة بهم، وعادة ما يستغرق اللقاء الواحد ما يقرب من ساعة تقريبا.

وتابع:"بعد الانتهاء من التحدث في هذه الموضوعات، يتوافد الكثير من الناس للاستماع إليهم، وبعد ذلك يقوم أعضاء القافلة بعمل عصف ذهني للمتواجدين، وبدء التعرف على المشكلات التي يعانون منها وتحديد أسبابها، ووضع الحلول المناسبة".

وأوضح:"طرق الأسئلة تختلف من فئة عمرية إلى أخرى، فالشباب يسألون حول كيفية تربية الأبناء والمخدرات والزواج، والفتيات عن التحرش الجنسي، وكبار السن عن أحكام الطلاق والعبادات والوضوء والصلاة، وترد أسئلة بشكل عام عن العمل في البنوك وإيداع الأموال بها وتداول الأوراق المالية، وحكم البيتكوين، والألعاب الإلكترونية مثل "بابجي والحوت الأزرق".

وتابع:"تلقى القوافل التي يقوم بها وعاظ الأزهر دعما كبيرا من فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، والدكتور نظير عياد الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية".

في الوقت نفسه، وجه الدكتور نظير عيّاد الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية، مناطق الوعظ على مستوى الجمهورية بضرورة تكثيف برامج التوعية الميداينة لوعاظ وواعظات الأزهر خاصة تلك التي تحقق اتصالًا مباشرًا مع الجمهور بما يدعم استراتيجية الأزهر الشريف بقيادة فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، والتي تتعلق بقضية الوعي لدى الناس.

وطالب عياد، مديري مناطق الوعظ بالمتابعة الدقيقة لنتائج برامج التوعية التي تشتمل عليها الخطة الأسبوعية لكل منطقة لقياس مدى فاعلية كل برنامج في تحقيق نتائج إيجابية تنعكس على تحقيق الاستقرار المجتمعي، وتدعم ترسيخ القيم الإيجابية بين الناس جميعًا.

وأوصى عيّاد مناطق الوعظ بأهمية ابتكار أفكار جديدة للتواصل مع الجمهور تستكمل الجهود التي تحققها البرامج الحالية ومنها: المقاهي الثقافية والحلقات النقاشية والتي أثبتت قدرتها على تحقيق تواصل إيجابي مع الجمهور لاعتمادها على خطابي دعوي مستنير يوضح للناس ما اختلط عليهم من مفاهيم ويفتح معهم حوارًا متبادلًا وفاعلًا.

فيديو قد يعجبك: