إعلان

رئيس اللجنة العلمية: لن نصل لـ"صفر إصابات" كورونا.. ولدينا 40 تجربة سريرية (حوار)

01:24 م الثلاثاء 28 يوليه 2020

د. حسام حسني

حوار- أحمد جمعة:

ذهبنا إلى الدكتور حسام حسني، رئيس اللجنة العلمية لمواجهة كورونا بوزارة الصحة، مطلع هذا الأسبوع الذي رآه الأسعد له منذ بداية الأزمة؛ بعدما تخطت أعداد المتعافين من الفيروس، حالات الإصابة الجديدة لأول مرة.

على مكتب "حسني" حاسوبان، وهاتفان لا ينقطعان عن الاتصال، يتابع من خلالها بصفة مستمرة آخر تطورات الحالات المرضية، والدراسات البحثية، والتجارب السريرية التي يشرف عليها "مفيش دراسة إلا وأشرف عليها وأتابعها داخل الوزارة".

لطالما كان رئيس اللجنة العلمية متخوفًا من التخلي عن الإجراءات الاحترازية لمواجهة كورونا بالتزامن مع الانخفاض المستمر في أعداد الإصابات التي تُسجلها وزارة الصحة يومياً، مبعثه في ذلك أننا "تجاوزنا مرحلة الذروة بالفعل، لكننا إذا فقدنا السيطرة على المرض ستعود ذروة أخرى".

يقول إننا لن نُسجل "صفر إصابات" بكورونا؛ لأنه "إذا ظهر الفيروس بقي الفيروس"، لكنه يأمل أن نصل إلى "صفر إصابات شديدة"، منتصف سبتمبر المقبل.. وإلى نص الحوار كما دار:

* هذا أسبوع مختلف بشكل جذري منذ بداية أزمة كورونا: انخفضت الإصابات وتضاعف التعافي وتقلصت الوفيات.. كيف ترى الوضع الوبائي حالياً؟

منذ شهر ونصف ونحن نتحدث عن توقعنا أن يكون شهر يونيو هو "ذروة كورونا" في مصر، وأن يكون أول أسبوعين في يوليو هما مرحلة "الثبات"، ثم يبدأ الانخفاض التدريجي في أعداد الإصابات، وهذا ما شاهدناه.

المؤشر الأكثر أهمية، فلأول مرة يوم 23 يوليو تشهد مصر نسب تعافي أعلى من عدد الإصابات، كما استطعنا الهبوط خلال أسبوعين لتقليل عدد الوفيات أكثر من 50%، وتصبح النسبة 4.9%.

كما أننا وصلنا حالياً إلى نسبة تعافي تصل لـ35%، وأبشرك أن تلك النسبة ستكون أفضل خلال الفترة المقبلة، وهذا يدل على أن البروتوكول العلاجي في الحالات البسيطة والمتوسطة والشديدة في منتهى القوة، وبدأنا مراجعة أنفسنا ونرصد الحالات الشديدة مبكرًا وساهم ذلك في تقليل نسبة الوفيات.

* ما أكثر ما ساهم في الوصول لتلك المرحلة؟

البروتوكول العلاجي الجيد الذي وضعته اللجنة العلمية، والإجراءات التي اتخذتها الدولة، فنتيجة العمل الذي قامت به مؤسسات الدولة مجتمعة وعلى رأسها وزارة الصحة أوقفنا انتشار الفيروس، وساعد في ذلك وعي المواطنين والرسائل التي استطعنا إيصالها للناس بصورة سليمة، وكل ذلك يؤكد أننا نسير في الاتجاه الصحيح.

1.

* هل أصبحت أعراض كورونا أقل خطورة؟

هذه حقيقة. الفيروس ضعف، وهذه الحقيقة تؤكد أن التزام الحذر واستكمال الإجراءات الاحترازية أهم سلاح لدينا الآن لاستكمال المرحلة الحالية.

* ما متوسط عدد أيام الإصابة بكورونا حالياً؟

نحن من أوائل الدول التي وضعت بروتوكول أن المريض يُصبح غير معدٍ في 3 حالات. الأولى للحالة الإيجابية بعد إجراء مسحة نتيجة لمخالطته لشخص إيجابي ولا يعاني من أعراض، فمنذ نتيجة المسحة لديه 10 أيام ووقتها يصبح متعافٍ وغير مُعدٍ، لكن أصحاب الأعراض البسيطة والمتوسطة فـ 10 أيام من ظهور الأعراض إذا كان آخر 3 أيام بدون أعراض ووقتها يصبح غير معدي ومتعافي، أما الحالات الشديدة فـ 20 يومًا من ظهور الأعراض. والمتوسط حالياً 10 أيام لكي يصبح المريض مُتعافٍ.

* هل تجاوزنا مرحلة الذروة رسمياً؟

تجاوزنا بالفعل مرحلة "ذروة كورونا"، لكننا إذا فقدنا السيطرة على المرض ستعود ذروة أخرى.

* هل تتخوف من ذلك؟

أتخوف أن يكون لدى الناس اطمئنان زائف، نقول دائمًا أننا وصلنا للسيطرة على المرض لكننا لم ننتصر عليه، وفي أي لحظة نفقد فيها السيطرة والحذر قد تعود المشكلة. الدولة نفسها مستمرة في إجراءاتها الاحترازية وعلى الناس الالتزام أيضًا بالإجراءات الاحترازية.

كان لدينا تخوف كبير من الثانوية العامة ونجحنا في تجاوزها، وكذلك كان لدينا تخوف كبير في أيام عيد الأضحى وأرجو أن تكسب الناس الرهان.

2.

* البعض يتحدث عن وجود موجة ثانية للفيروس.. ما صحة ذلك؟

كلها احتمالات لا تصل إلى مرحلة التأكيد، لكننا نُحذر المواطنين من احتمالية حدوث موجة ثانية، وفي كل الأحوال فالدولة مستعدة لأي موجة قادمة.

* ما الموعد المتوقع لهذه الموجة وكيف نستعد لمواجهتها؟

جاهزون بالمستشفيات والطواقم الطبية والبروتوكول العلاجي، وكذلك الاتفاق على اللقاحات الجديدة فور ثبوت فاعليها وأمانها سواء لقاح إسترازينيكا أو اللقاح الصيني "سينوفارم"، ونتخذ الكثير من الإجراءات الاستباقية.

نتوقع لو حدثت الموجة الثانية أن تكون في منتصف نوفمبر المقبل، وحينها تكون الشركات بدأت إنتاج اللقاحات أول ديسمبر، وبالتالي هذه اللقاحات تقلل عدد الإصابات.

* لماذا تُغلق مستشفيات العزل حاليا؟ً

المستشفيات تستقبل حاليا الحالات المتوسطة والشديدة فقط. الآن لدينا في المتوسط نحو 500 حالة يومياً، نسبة الحالات الشديدة منها 10%، والمتوسطة من 20 لـ30%، وبالتالي الاحتياج كله لا يزيد عن 200 سرير يومياً، فهل من المعقول أن نفقد مستشفى كامل لهذا العدد، ولدينا أسرة في كل المستشفيات حالياً؟

العالم كذلك لم يعد يتجه لتخصيص مستشفيات عزل كامل، والعزل أصبح جزءا من المستشفى، ويطبقه طواقم مدربة وحريصة على إجراءاتها الاحترازية، وباقي المستشفى تتعامل مع باقي الحالات المرضية، لأنه يجب ألا ننسى أن أصحاب الأمراض المزمنة لهم أولوية في الرعاية أيضًا.

* إذا، سيتم إنهاء كافة مستشفيات العزل؟

حسب الأعداد اليومية ومدى الحاجة لذلك، كلما استمرت الأعداد في تناقص كلما تم غلق المستشفيات، وبالتالي الوضع متغير وهناك ديناميكية في الحركة على حسب الأعداد.

3

* البعض يتحدث أن الأعداد الرسمية للإصابات انخفضت لكن زاد العزل المنزلي غير المُسجل لدى الوزارة.. ما تعليقك؟

إذا كانت هناك حالات بسيطة في العزل المنزلي لا تستدعي دخول المستشفى، فهذا نجاح لنا، لأنه في وقت من الأوقات كانت الحالات الشديدة والأشد كانت الأخطر، وتمثل 15% وبدأت تقل.

* هل بالفعل لدينا أكثر من سلسلة لكورونا في مصر؟

لدينا سلالتان للفيروس في مصر، لكن بعض الدول مثل الولايات المتحدة اكتشفت 7 سلالات.

* وما الفارق بين السلالتين؟

بالتأكيد هناك فرق سواءً في الشدة أو الانتشار، فالسلالة الجديدة أكثر قدرة على الانتشار من السلالة الأولى التي بدأت في مصر، ونعرف ذلك عن طريق التحاليل التي تُجرى للمرضى، وما يسمى تحاليل "التسلسل الجيني" بالمعامل المركزية لوزارة الصحة.

* ما عدد تحاليل "PCR" التي تم إجراؤها منذ بداية الأزمة؟

الإجابة بصيغة أخرى أن أي مريض يحتاج مسحة وتنطبق عليه الشروط الواردة في تعريف الحالة يتم إجراء المسحة على الفور، وبالتالي أجرينا الكثير من تحاليل "PCR" لاكتشاف الإصابة بكورونا بما يتجاوز "الآلاف".

تجارب الأدوية

* إذا انتقلنا لمحور تجارب الأدوية.. ما عدد التجارب والدراسات التي نُجريها بشأن أدوية كورونا؟

لدينا حالياً أكثر من 40 تجربة سريرية قائمة في الوقت الحالي، واللجنة العلمية تتابع هذه الدراسات عن كثب وصولًا إلى اكتمالها وتحليل نتائجها.

* هل من المتوقع تعديل البروتوكول العلاجي مجددًا؟

لماذا أعدل البروتوكول وهو يحقق نجاحا حاليا؟ هناك تحديثات باستمرار لكن لو استمرت نسبة النجاح والشفاء على هذا المستوى لا أظن أن التحديث سيتم، إلا لو ظهرت تجربة أحدثت طفرة علاجية.

4

* ما النتائج الأولية للأدوية التي تعكفون على دراستها؟

لدينا تجارب كثيرة بدأت منها تركيبات من الأدوية أعطت نتائج مُبشرة للغاية، وأنواع من العلاجات غير التقليدية مثل البلازما ونتائجها جيدة حال اختيار المريض الذي يتلقى البلازما جيدا وكذلك اختيار المتعافي المتبرع بالبلازما بشكل جيد، لأن العلاج بالبلازما لها مواصفات فنية وعلمية معينة وبشروط خاصة لا تتاح لأي مريض.

* ما نسبة نجاح العلاج بالبلازما؟

تتراوح بين 60 : 70%، ولدينا عدد يكفي من البلازما لاستخدامها في العلاج بالنسبة للمرضى في الحالات الخطيرة.

* لماذا توفيت بعض الحالات بعد إعطائها البلازما؟

لا يوجد علاج حاسم بنسبة 100% لكورونا، فليس كل متعافٍ من كورونا يجوز له التبرع، وليس كل مريض حالته أصبحت شديدة يكون نقل البلازما ذو فاعلية معه، يجب أن تُعطى البلازما في وقت مبكر قبل الوصول لمرحلة وضع المريض على جهاز التنفس الصناعي.

* ما النتائج الأولية لدراسة استخدام العقار المصري "إيفرمكتين" لعلاج كورونا؟

النتائج الأولية من التجربة المصرية مُبشرة جدًا، وهيّ في المرحلة الإحصائية حالياً، لكن نتائجها لن تنشر إعلامياً بدون نشرها دولياً، وخلال أيام سيتم الانتهاء منها.

* منظمة الصحة العالمية أوقفت عقاري "كلوروكين وكالترا" من التجربة التضامنية.. ما موقف مصر إزاء ذلك؟

استكملنا إعطاء تلك الأدوية للمرضى؛ لأننا نستخدمهم في العلاج، ومعنى ذلك أن هذا الدواء أثبت فاعليته في العلاج لدينا، رغم أن المنظمة أوقفت الدراسة الخاصة بهما.

حالياً لدينا تحفظ على أدوية هيدروكسي كلوروكين في الحالات الشديدة ومن ثمَّ تم رفعه من البروتوكول للحالات الشديدة لكنه أثبت كفاءة جيدة في الحالات البسيطة والمتوسطة، وسنستمر في إتاحته للمرضى في مصر طالما ظل محققًا لتلك النتائج الجيدة، ولا يوجد ما يستدعي سحبه من البروتوكول العلاجي، لأنه في النهاية فما تعلنه منظمة الصحة العالمية مجرد توصيات إرشادية للدول غير ملزمة لنا.

* متى تظهر نتائج الدراسات السريرية التي تقومون بها؟

كلها تظهر تباعا، وخلال شهر ستكون الدراسات المصرية منشورة عالمياً.

* إذا انتقلنا إلى سياق آخر.. ما أكثر الفئات إصابة بكورونا في مصر؟

لدينا إصابات في كل الفئات العمرية، لكن هناك تفاوت ونسب مختلفة، وعلى سبيل المثال فأكبر نسبة للإصابات بين الفئة متوسطة العمر خاصة 30 لـ60 عامًا، وبالتأكيد هناك نسب إصابات بين الأطفال، لكن النسبة منخفضة للغاية.

وأكثر عوامل الإصابة بكورونا هو الإصابة بأمراض مصاحبة كالضغط والسكر تليها أمراض القلب والصدر.

* وماذا عن نسب الوفيات؟

أكثر نسبة وفيات في الفئة العمرية أكثر من 60 عامًا، كما أن الوفيات في الرجال أعلى من السيدات بنسبة 53 لـ47%.

بشكل عام؛ كلما تم التشخيص مبكرًا كلما زادت نسب الشفاء، وعندما يدخل المرضى المستشفيات بعد اليوم الـ 12 من الإصابة فهم أخطر في نسب الوفيات.

5

* ما موقفنا من استيراد أو تصنيع لقاحات كورونا محلياً؟

وزيرة الصحة د. هالة زايد هيّ المسؤولة عن ذلك، وتم عقد اجتماع مع السفير الصيني بالقاهرة، وهناك خطوات جادة حال ثبوت فاعلية وأمان اللقاح الصيني أن يتم تصنيعه في فاكسيرا، وهذا يتم في أسرع وقت.

كما تم حجز 30 مليون جرعة من لقاح أكسفورد/استرازينكيا، وننتظر الاعتماد النهائي والتصنيع، لأننا نتحدث عن تجارب سريرية حتى الآن لم تصل إلى مرحلة الإنتاج، وبمجرد الإنتاج فالدولة المصرية سباقة واتخذت خطوات كبيرة، والتعليمات الرئاسية تشدد على ذلك.

* متى نصل لـ"صفر إصابات" بكورونا في مصر؟

بكلام محدد ودون تجميل، لن نصل إلى صفر إصابات بكورونا، ولكننا نأمل أن نصل إلى "صفر إصابات شديدة"، لأنه إذا ظهر الفيروس بقيّ الفيروس، وأظن أننا سنصل إلى عدم وجود حالات شديدة منتصف سبتمبر المقبل.

* هل رصدتم إصابة متعافين بالفيروس مرة أخرى؟

لم يحدث إصابة متعافين من كورونا مرة أخرى (حتى الآن)، وكل ما يقال غير صحيح، وقد يحدث تأخر شفاء بعض الحالات ويعتقدون أنهم أصيبوا للمرة الثانية.

هناك بعض الحالات التي تعافت، لكن يبقى جزء من الفيروس الميت داخل الجسم لمدد طويلة، وقد يحدث التهاب بكتيري فوق الالتهاب الموجود لديه، وبالتالي المسحة تكون خادعة بإصابته من جديد، لكن في الواقع لم يُصاب فعلا، وتعافيه لم يكن كاملًا.

* هل تتخوف من فصل الشتاء لوجود تشابه بين أعراض كورونا والأنفلونزا الموسمية؟

طالما هناك أخبار عن قرب إنتاج المصل، قلّ تخوفي. الأمل في سرعة إنتاج المصل حتى نصل لمرحلة الوقاية الفعالة. الإنفلونزا كفيروس مختلف تماما عن الكورونا، وكل تخوفي أن يحدث تخوف من الناس وارتباك بين تشخيص الإنفلونزا وتشخيص الكورونا، وبالتالي يتم أخذ مصل الإنفلونزا حتى لا يحدث ارتباك بين الأعراض ولكن هذا لا يحمي ولا يعفي من ذلك.

6

* انتقال كورونا عبر الهواء أثار جدلًا واسعا.. ما رأيك؟

الفيروس لا ينتقل عبر الهواء، بل عن طريق الرزاز من الشخص المصاب، لكنه قد ينتقل داخل الأماكن المغلقة أو المستشفيات والتي لا توجد فيها مصادر تهوية مناسبة لكن مع التعرض لأكثر من 20 دقيقة متواصلة للرزاز وهذا نادرا ما يحدث.

* خلال شهور الأزمة.. ما أكثر وقت تخوفت فيه من كورونا؟

طوال شهر رمضان حتى إجازة عيد الفطر، والتخوف كان صحيحا متمثلا في عدم التزام المواطنين بالإجراءات الاحترازية، وهذا تسبب في دخولنا لمدة شهر ونصف في عدد إصابات كبير ووفيات كثيرة.

* وما أسعد لحظة؟

عندما أصبح عدد المتعافين أكبر من المصابين، ووصلنا بالوفيات إلى أقل من 40 حالة يومية.

* أخيرًا.. ما التحدي الأكبر طوال أزمة كورونا؟

كان وضع بروتوكول مصري يسبق كل العالم بـ 30 يومًا، وكنا أول بروتوكول في العالم يضع مضادات التجلط كجزء أساسي من بروتوكول العلاج، واستخدام الكورتيزون، وأول بروتوكول حدد وضع معين للمريض داخل أقسام الرعاية، كما أننا أول بروتوكول في العالم يضع اللاكتوفيرين وتحدث بعدها العالم، وسبقنا العالم في الكثير من النقاط العلمية.

فيديو قد يعجبك: