إعلان

"معايا فيديوهات لسلبيات".. قصة فلاشة أثارت جدلاً في مؤتمر الشباب

05:10 م السبت 14 سبتمبر 2019

صورة من محتوى الفيديو

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب- محمد نصار:

"أنا أصدق ما أرى بعيني" كانت هذه العبارة ولازالت مدخل المصريين لتصديق رواية معينة أو تكذيبها، وبالفعل في الماضي كانت تؤدي دورها على أكمل وجه من خلال توثيق الحدث بالصوت والصورة والفيديو، ولكن لم تعد هذه المقولة تجدي نفعًا مع تقدم وسائل التكنولوجيا الحديثة، ولذلك لابد لنا من عدم تصديق ما نراه دون أن نتشكك فيه.

أثارت هذه القضية فلاشة، عرضها المخرج تامر الخشاب، خلال إحدى جلسات المؤتمر الوطني الثامن للشباب، اليوم السبت، كاشفة أن الفيديو لم يعد يحمل المصداقية بدعوى أنه لا يمكن التعديل في محتواه، فالأمر أصبح متاح من الناحية الفنية بعد ظهور برامج يمكنها التعديل على الفيديو.

بدأت الحكاية عندما تحدث المخرج تامر الخشاب، أنه ليس كل ما يتم تداوله على مواقع التواصل الاجتماعي غير صحيح أو زائف ولكن السوشيال ميديا تعرض أخبارًا صحيحة تنقل أخبارًا سلبية عن مشكلات موجودة في المجتمع.

حالة من الترقب والتأهب انتابت كافة الحضور للمؤتمر والمتابعين له من خلف الشاشات عن المحتوى الذي سيعرضه تامر.. وكان هذا السؤال الذي يدور في أذهانهم جميعًا "فلاشة يطالب المتحدث بعرضها بدون ترتيب مسبق.. تحمل فيديوهات حول سلبيات عن مشروعات الحكومة ومؤسسات الدولة.. المخرج يشير إلى صحتها ويطالب بمحاسبة المسئولين عن هذا الإهمال أو التقصير".

حالة الترقب هذه طالت الرئيس عبدالفتاح السيسي نفسه، متشوقًا أن يعرف ما الذي سيعرضه تامر، دفعه ذلك بشكل تلقائي للبحث عن مفكرته الشخصية والإمساك بها لاستعدادًا لتدوين هذه السلبيات من أجل اتخاذ قرار بشأنها.

مواصلًا حديثه بنظرات محيرة بدأ الخشاب يطلب من الرئيس أن يسمح له بعرض "الفلاشة" التي تحمل مقطاع فيديو لهذه السلبيات التي بدأ في الحديث عنها وترقبها الجميع، قائلًا: "في مشاكل فعلًا، في مساكن الإسكان في دهشور وبعد سنة ألاقيهم بيعملوا ترميم في الأساسات في الأماكن دي، معايا فلاشة لو ممكن تتعرض".

اللهجة التي تحدث بها المخرج تامر الخشاب مع مدير الجلسة حول عرض الفلاشة زادت من صعوبة الموقف، لدرجة دفعت الرئيس عبدالفتاح السيسي إلى كسر هذه الحالة ضاحكًا: "يا تامر أنت كويس" ليرد الأخير: "لأ لأ تمام.. بس يعني علشان نستفاد.. للصالح العام يا فندم".

وسط صمت تام من الحضور، بدأ عرض مجموعة من الفيديوهات التي تحملها الفلاشة، وبدأت بمقطع فيديو يوضح وجود شروخ وتصدعات وخطأ في كلمة "الرحمن" في مدخل أحد العمارات، التي تنفذها القوات المسلحة.. بالاضافة لسيارة في طريق عام تحمل لوحات "باشا مصر".

حالة من التجهم بدت على وجوه ضيوف المؤتمر نتيجة لما شاهدوه داخل الفيديو، ليعلق الخشاب عقب انتهاء العرض الأول: "ده يا فندم مشروع الإسكان الاجتماعي والأسمرات.. الأسمرات الواجهة واقعة مكملتش كام سنة، مش ممكن يكون السكان وقعوها.. ومشروع دهشور في ترميم للأساسات".

مقطع آخر لفيديو -يربك الحضور وعلى رأسهم وزراء ومسئولي الدولة- يعرضه الخشاب، لمحور روض الفرج خلال سير أحد الأشخاص على الممشى الزجاجي على أحد جانبي الكوبري، يوضح تحطم الزجاج تحت قدم الشخص الذي يسير عليه بما يعرضه للسقوط في النيل"، ليعلق المخرج بعدها: "ده علشان المقصر بس يحساب على المشاريب".

وتدخل الرئيس عبدالفتاح السيسي، مقاطعًا المخرج: "عندك إيه يا تامر تاني" ليرد الأخير "لأ خلاص بقى كده خطر" وهنا ظهرت نقطة التحول التي غيرت المسار والسياق الذي دفع عرض المخرج المشاهدين إليه، موضحًا: "طبعا حضراتكم اتفرجتم على الفيديو وصدقتوه، وكان في ناس خبراء في الإعلام وصدقوه، الفيديو ده مش حقيقي، الفيديو ده أنا عامله، كل المباني والشروخ دي متركبة، بنستخدم التقنيات الحديثة من علم وفن وتكنولوجيا"، لتضج القاعة بالتصفيق ويطالبه الرئيس بعرض المزيد: "طيب ورينا يا تامر باقي الحاجة لو كان".

وأوضح المخرج، أنه توجد الكثير من هذه الطرق التي تستهدف اغتيال المواطنين نفسيًا، عارضًا مقطع فيديو يوضح كيفية تلاعبه بالحقيقة في الفيديوهات السابقة وفبركة الأخبار واختلاق وقائع غير حقيقية في الوقت الذي بدت فيه حقيقية ونالت تصديق المواطنين.

وفي ختام كلمة الرئيس السيسي، ونتيجة لإعجابه بفكرة العرض والهدف منه، طالب الرئيس المخرج تامر الخشاب بعرض مزيد من مقاكع الفيديو من هذه النوعية: "يا ريت يا تامر لو تعرضلنا كل يوم أو تعمل كل يوم حلقة عن الأمر ده".

فيديو قد يعجبك: