إعلان

"من الهناء للنحر".. كيف غير الفاطميون احتفال المصريين بعيد الأضحى؟

08:01 ص الإثنين 12 أغسطس 2019

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب- محمد عاطف:

غيرت الدولة الفاطمية شكل الحياة الاجتماعية في مصر، بشكل غير مسبوق، وأحدثت تغييرًا جذريًا في وجدان المصريين على كل المستويات والأصعدة، وعلى رأسها المناسبات الاجتماعية كالأعياد والاحتفالات.

كانت طريقة الاحتفال بالأعياد مقتصرة على أداء سنة صلاة العيد ثم نحر الأضاحي وزيارة الأقارب والأصدقاء، ولكن الفاطميين قلبوا الأوضاع رأسًا على عقب بإضافة الكثير من الطقوس الخاصة بالمواكب والمراسم وغيرها من المظاهر المستحدثة، التي رصدتها الكثير من المراجع التاريخية والمصادر الموثقة.

وكان الفاطميون يطلقون على عيد الأضحى عيد النحر، وكان يوم وقفة عرفات يطلقون عليه عيد الهناء بعيد النحر، وبه يشهد زيارة الجماهير للوزير الفاطمي لتهنئته بالعيد ثم يخرج ومعه كبار رجال الدولة قاصدين قصر الأمير الفاطمي، ويدخلون من الباب الرئيسي للقصر ويسمى باب الذهب، ثم يقرأ القراء آيات من القرآن الكريم، تمهيدًا لاستقبال الإمام بعيد النحر.

وحول طقوس الاحتفال بيوم عيد الأضحى، يقول المؤرخ أيمن فؤاد سيد إن العيد كان يبدأ بخروج الإمام في موكب مهيب من باب العيد وهو باب يستخدم فقط في أيام الأعياد، ليجد الناس تنتظره لأداء صلاة العيد في مكان فسيح أمام باب النصر، وكانوا يضعون له على المحراب الآيات التي سيقرأ بها صلاة العيد حتى لا يخطئ فيها.

وأضاف لـ"مصراوي": "بعد أداء الصلاة يخطب قاضي القضاة خطبة العيد، ثم يذهب لباب الريح وهو باب في المنطقة الشمالية من القصر الفاطمي، في منطقة الطمبوكشية الحالية والدرب الأصفر، وهناك المنحر؛ حيث يستعد القصابون ليقوم الإمام بنحر الذبائح ويقومون بمناولته الحربة في يده والقاضي يضعها في عنق الدابة إلى أن ينتهي من الذبح".

المؤرخ الأشهر في العصر الفاطمي تقي الدين المقريزي رصد أهم مظاهر العيد في القاهرة قائلًا: "وفي يوم العيد يسير الخلفية من منزله ومعه كبار رجال الدولة، في ملابسهم الجديدة إلى باب القصر، ويركب بهيئة المواكب العظيمة مثل موكب رؤية هلال رمضان".

وتكون ملابس الخليفة في عيد الفطر بيضاء موشحة بالفضة والذهب ومظلته كذلك، إلا أن رجاله في هذا اليوم من الأمراء والأجناد والركبان والمشاة تكون أكثر، وينتظم الجند له في صفين من باب القصر "الذي كان يقع في منطقة الصاغة الحالية بالعاصمة القاهرة".

ويدخل الخليفة إلى المصلى، ويستريح فيه فترة ثم يخرج محفوفًا بحاشيته قاصدًا المحراب، ومن خلفه الوزير والقاضي ليؤدوا صلاة العيد.

فيما تؤكد الدكتورة سعاد ماهر محمد، في كتابها الشهير "مساجد مصر وأولياؤها الصالحون"، أن الأمراء كانون يستدعون المقرئين للاحتفال بليلة العيد، يبدأون في قراءة آيات الذكر الحكيم بأحسن الأصوات، ثم يأتي بعد ذلك الخطباء.

وأشارت "ماهر" إلى أن المؤذنين كانوا يكبرون، ويهللون، ثم ينشدون أدعية صوفية، إلى أن ينثر عليهم الخليفة من الشرفة الدنانير والدراهم، وتوزع عليهم أطباق القطائف مع الحلوى و"خلع العيد".​

فيديو قد يعجبك: