إعلان

تاريخ عداء "آل حمد" لمصر والسعودية

02:19 م الإثنين 05 يونيو 2017

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب- أشرف جهاد:

أعلنت مصر والسعودية و5 دول عربية أخرى، اليوم، قطع العلاقات مع قطر، وبررت حكومتا القاهرة والرياض إقدامهما على هذه الخطوة بإضرار الدوحة بأمنهما القومي، عبر أكثر من وسيلة بينها دعم جماعات إرهابية بينها الإخوان وداعش، والتحريض على شق الصف الداخلي و"الخروج على الدولة" في البلدين، ما يطرح التساؤل: كيف أصبح "الخروج" على الملك سلمان بن عبد العزيز، والرئيس عبد الفتاح السيسي هدفا للدولة العربية الشقيقة؟

"الخروج على الدولة" في مصر، لم يكن هدفا قطريا جديدا، فمع تباشير ثورة 25 يناير 2011، حولت قطر قناتها الإخبارية "الجزيرة" إلى منبر دعم قوي للمتظاهرين ضد الرئيس الأسبق حسني مبارك، كان الأمر مبررا مهنيا وقتها، لكن القناة غيرت موقفها بشكل كامل في ثورة 30 يونيو ووقفت في صف الرئيس المعزول محمد مرسي ضد ملايين المتظاهرين. ما يدفع لإضافة تساؤل آخر: لماذا سعت قطر للإطاحة بمبارك، ودافعت عن مرسي؟

الدوحة اتهمت مبارك بالوقوف ضد انقلاب الابن على أبيه.. وقصة الخلاف التاريخي بين "حمد وسلمان"

مبارك وانقلاب قطر الثاني

يوم الثلاثاء ٢٧ يونيو ١٩٩٥، كان الشيخ خليفة قد غادر قطر إلى أوروبا في رحلة استجمام. أقام الشيخ حمد حفل وداع فاخر لوالده في المطار، قبّل يده أمام عدسات التليفزيون. وبعد مغادرة الأب قطع التليفزيون الرسمي إرساله لإعلان بيان الانقلاب الأول.
استدعى حمد رموز القبائل والعائلات القطرية إلى الديوان الأميري للسلام عليهم لكنه بدلًا من السلام فوجئوا به يطلب منهم مبايعته أميرًا للبلاد، وبث مشهد السلام على التليفزيون صورة بلا صوت.

سرعان ما بدأت الاحتجاجات ضد الانقلاب الوليد، وكتب المحتجون على الحوائط "خليفة أميرنا إلى الأبد"، وأصدرت والدة حمد من مقرها في أبو ظبي بيانا تبرأت فيه من ابنها، لكن الأمير المنقلب ثبت عرشه واعتقل عشرات من معارضيه.

بذل الأمير الوالد خليفة محاولات عديدة من أجل العودة إلى كرسي الحكم مرة أخرى، ففي نوفمبر ١٩٩٦ كانت محاولة العودة للحكم بمشاركة قوة من حرس الأمير خليفة وعددها ٣٠٠ رجل، ولكنها فشلت، وألقت السلطات القطرية القبض على ١١٠ أشخاص بينهم مصريان بتهمة التورط فى المحاولة.

يومها خرج الأمير حمد ليتهم أبيه بإصدار الأمر بـ"محاولة الانقلاب" بمساعدة دول أجنبية لم يحددها، غير أن وزير خارجيته، حمد بن جاسم بن جبر آل ثانى، اتهم مصر واللواء عمر سليمان رئيس المخابرات وقتها بتأييد المحاولة الانقلابية الأمر الذى نفته القاهرة نفيًا قاطعً، وخرج مبارك ليؤكد أن "مصر لا تتدخل فى الشئون الداخلية لأى دولة عربية ولا علاقة لها فى هذا الإطار بمزاعم محاولة انقلاب فى قطر".

كان المصريان المتورطان فى الانقلاب وهما ضابطان يعملان بعقود مع الحكومة القطرية "عطية بدرى عطية وأحمد توفيق سعيد"، قد حوكما غيابيًا، لأنهما تمكنا من الفرار بعد المحاولة.

أبو الغيط يكشف أسباب كراهية قطر لمصر

في مقابلة مصورة مع وكالة الأنباء الروسية، كشف أحمد أبو الغيط الأمين العام الحالي للجامعة العربية، ووزير الخارجية المصري الأسبق، أسباب كراهية قطر لمصر، وقال إن حمد بن خليفة تصور أن مصر لا توافق على الانقلاب الذي قام به على والده، واتهم القاهرة وعمر سليمان بالتدخل الأمني ضده، وكانت هناك في سنة 96/97 صدامات إعلامية بالغة الحدة، وكانت الجزيرة وقتها في طفولتها ولا قيمة لها، فشعروا بثقل اليد المصرية عليهم.

وأكد أبو الغيط أن قطر تحاول سرقة الدورين المصري والسعودي، لذا يحاولون تصدير الصورة وكأن قطر هي بؤرة العمل العربي، وأضاف: الأمير القطري (حمد) ميوله إخوانية، وحاول اللعب مع تركيا ضد مصر.

الميول الإخوانية لحمد ومن بعده تميم، تفسر عداء الأسرة الحاكمة في قطر للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، لدوره في الاستجابة لثورة 30 يونيو، والإطاحة بحليفهم محمد مرسي.

مشكلة "سلمان وحمد" التاريخية

لم يكن مبارك وحده من بدأت كراهيته مع انقلاب خليفة على أبيه، فالملك سلمان بن عبد العزيز كان له موقف مهم مع الأمير المنقلب، عام 1995، كشفه المعارض القطري، خالد الهيل، في تغريدات متتالية على حسابه الرسمي على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، مع صعود سلمان للحكم في 2015، وقال إن هناك مشكلة تاريخية بين حمد والملك سلمان، والذي عينه الملك فهد بن عبدالعزيز ليقوم بدور الوساطة عندما حدث الانقلاب في قطر 1995 لإقناع حمد بن خليفة بالصلح مع أبيه، وإعادة الحكم إليه.

وأضاف: اتصل الأمير سلمان (وقتها) بـ "حمد"، وقال: "وكلني الملك فهد بن عبدالعزيز للتوسط وحل المشكلة"؛ ليرد حمد: لا أقبل بهذه الوساطة، فأقفل سلمان بن عبدالعزيز السماعة في وجه حمد.

وتابع: بعد ذلك علم حمد بن خليفة بتواجد الأمير سلمان بن عبدالعزيز في لندن، فذهب ليقابله ليحل الخلاف إلا أن سلمان قال له: "ما عندي كلام معك أنت إنسان عاق لوالديك". ومن ثم ثار حمد بن خليفة آل ثاني، واتصل بالملك فهد بن عبدالعزيز رحمه الله ليشتكي له.

 

فيديو قد يعجبك: