إعلان

خسائر هي الأكبر منذ حرب الخليج.. ماذا يحدث لأسعار البترول؟

12:10 م الإثنين 09 مارس 2020

البترول

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت- ياسمين سليم:

هوت أسعار النفط بنحو 30% اليوم الاثنين بعد أن خفضت السعودية أسعارها الرسمية لبيع الخام ووضعت خططا لزيادة كبيرة في إنتاج النفط الشهر المقبل.

وتكبدت أسعار النفط العالمية اليوم خسائر، هي الأكبر منذ إندلاع حرب الخليج في عام 1990.

وتراجعت العقود الآجلة لخام برنت 12.23 دولار أو ما يعادل 27% إلى 33.04 دولار للبرميل.

وتراجع خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 11.88 دولار أو ما يعادل 29% إلى 29.40 دولار للبرميل.

ويأتي تهاوي الأسعار بعدما قررت السعودية، أكبر دولة مصدرة للنفط في العالم، خفض أسعارها ووضعت خططًا لزيادة إنتاجها، لتبدأ حرب أسعار، في الوقت الذي يتسبب فيه انتشار فيروس كورونا في تآكل نمو الطلب العالمي.

لماذا قررت السعودية خفض أسعارها؟

كان قرار السعودية رد فعل لما حدث خلال اجتماع دعت له منظمة الدول المصدرة للنفط "أوبك" ودول أخرى ضمنها روسيا، أو ما يسمى بتحالف "أوبك+"، يوم الجمعة الماضي، لبحث خفض إضافي في إنتاج النفط للحد من تراجع الأسعار بسبب تفشي فيروس كورونا المستجد، وانخفاض الطلب على النفط.

وخلال الاجتماع اقترحت أوبك على موسكو وشركائها خفضًا جماعيًا إضافيًا بـ 1.5 مليون برميل يوميا، للحفاظ على أسعار سوق النفط مستقرة، لكن روسيا رفضت هذا الاقتراح.

وبعد رفض روسيا، قررت السعودية يوم السبت الماضي، خفض أسعار النفط المطروح للبيع لديها إلى أدنى مستوياته خلال 20 عاما.

وقالت مصادر لوكالة رويترز أمس إن السعودية تخطط لزيادة إنتاجها من النفط مع بداية الشهر المقبل، وهو ما أحدث هبوطًا كبيرًا في أسعار النفط.

"السعودية تريد معاقبة روسيا بسبب تخليها عن تحالف (أوبك +)"، بحسب محللون تحدثوا لصحيفة فايننشال تايمز.

وأضافوا أن السعودية كانت تريد من هذه الخطوة تدعيم موقفها كأكبر مُصدر للنفط، وهذه الخطوة أثبتت أن السعودية كانت مستعدة لروسيا وغيرها من الدول التي تنتج نفط بتكلفة عالية.

ومنذ مطلع 2017 تعهّدت دول تحالف "أوبك+" بأن تخفّض الإمدادات في السوق بمعدّل 1.2 مليون برميل يوميا بهدف رفع الاسعار، وفي ديسمبر، زاد الخفض 500 ألف برميل يوميا.

وكانت دول التحالف تريد اتخاذ تدابير جديدة، بعدما عانت الإيرادات النفطية من التباطؤ السريع في الطلب على النفط بعدما ازداد انتشار فيروس كورونا، وتراجع الطلب من الاقتصاد الصيني، أول مستورد عالمي للنفط، لكن روسيا رفضت هذا الاقتراح.

وقال مصدر قريب من صناعة النفط في السعودية لفايننشال تايمز "كان هناك إجماعًا في أوبك على خفض الإنتاج، لكن روسيا عارضت هذا الاقتراح، وقالت إنه بداية من أول أبريل يمكن لأي دولة إنتاج ما تريد، لذلك استخدمت السعودية حقها في ذلك".

وكان وزير الطاقة الروسي ألكسندر نوفاك قال يوم الجمعة إنه لم يعد هناك اتفاق لإنتاج النفط بين روسيا وحلفائها وأعضاء منظمة أوبك.

وقال نوفاك "اعتبارا من أول أبريل، لم يعد مطلوب منا أو من أي من دول أوبك أو الدول غير الأعضاء في المنظمة القيام بتخفيضات إنتاج".

لماذا ترفض روسيا خفض الإنتاج؟

تريد روسيا أن ترى الأثر الكامل لفيروس كورونا على الطلب على النفط قبل اتخاذ قرار.

وتعتقد موسكو أن خفض الإنتاج لن يؤدي سوى إلى إعطاء شريان حياة لصناعة "النفط الصخري" الأمريكي، وهو قطاع حول أمريكا إلى أكبر منتج للنفط في العالم، وهو مايعني مزيدًا من العملاء للأمريكان على حساب روسيا، بحسب فايننشال تايمز.

ووصل إنتاج شركات النفط في الولايات المتحدة وخاصة من الزيت الصخري إلى أعلى مستوياته تقريبا. وإذا تراجعت أسعار النفط أكثر، ومع ارتفاع تكاليف إنتاج النفط الصخري في الولايات المتحدة، واستمر التراجع لفترة طويلة فإن فقاعة قطاع النفط الأمريكي ستنفجر لتنطلق موجة إفلاس بين الشركات الأمريكية وعمليات تسريح للعمال.

وقال ميخائيل ليونتييف المتحدث باسم شركة روسنفت أمس إن اتفاق أوبك+ بتخفيض الإنتاج لم يكن في صالح روسيا.

وأضاف أن "جميع كميات النفط، التي جرى تقليصها نتيجة لتمديد اتفاق أوبك+ عدة مرات، جرى تعويضها بالكامل وبسرعة في السوق العالمية بالزيت الصخري الأمريكي".

وتوقع بنك استثمار جولدمان ساكس أن يخلق انخفاض أسعار النفط، ضغطًا ماليًا حادًا وتراجعًا في إنتاج النفط الصخري الأمريكي.

هل ستستمر الأسعار في التراجع؟

تعافي أسعار النفط على المدى القصير مرتبط، على مدى السيطرة على فيروس كورونا من الانتشار.

وخفض بنك جولدمان ساكس اليوم توقعاته لسعر برنت في الربعين الثاني والثالث إلى 30 دولارا للبرميل مستندا لحرب الأسعار بين روسيا والسعودية وانهيار كبير للطلب بسبب فيروس كورونا، بحسب مذكرة بحثية نشرتها وكالة رويترز اليوم.

وحذر تجار من أن يتراجع الطلب على النفط خلال العام الجاري لأول مرة منذ الأزمة المالية العالمية قبل 10 سنوات.

وتقول فايننشال تايمز إن استهلاك النفط هذا العام قد يكون أقل 1 أو 2% مما توقعه المحللون في بداية العام، مع تزايد القيود المفروضة على السفر حول العالم.

وتبدو آفاق النفط على المدى المتوسط قاتمة، مع زيادة احتمالية تحول فيروس كورونا المستجد إلى وباء عالمي.

لكن الموقف يعتمد أكثر على السعودية وكم ستزيد من إنتاجها، كونها تمتلك احتياطات أكثر من أي دولة.

وبحسب فايننشال تايمز، فإنه ربما تأمل السعودية في أن يجبر الانخفاض الكبير في الأسعار، روسيا للعودة طاولة المفاوضات، لكن هذا لا يبدو أنه سيحدث.

وبحسب أمريتا سين، كبير محللي النفط لدى اينرجي أسبكتس، فإن "هذا النهج السعودي الجديد لن يؤدي إلا إلى تشديد موقف روسيا".

ويقول بنك جولدمان ساكس: "بينما لا يمكننا أن نستبعد اتفاقا لأوبك+ في الأشهر المقبلة، نعتقد أيضا أن الاتفاق غير متوازن في الأساس في حين تفتقر التخفيضات لمبررات اقتصادية".

وقال إنه بافتراض عدم تغير سياسة الإنتاج، نتوقع ظهور عجز في الإمدادات في الربع الرابع من 2020، وهو ما قد يقلص فائض المخزونات حتى 2021.

وقال البنك إن احتمال السحب من المخزونات قد يساعد الأسعار على الانتعاش إلى 40 دولارا للبرميل بحلول نهاية العام الجاري.

فيديو قد يعجبك: