إعلان

في قرية الفواخير.. المواد الخام ترفع أسعار المنتجات وتتسبب في ركود

09:01 م الإثنين 29 يناير 2018

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب- أحمد الحنفي وأميرة أحمد:

يجلس فراج عبد الهادي، أمام معرضه بقرية الفواخير بمنطقة الفسطاط بمصر القديمة، ويبدو واضحا أنه لا توجد حركة بيع وشراء مع اختفاء الزبائن.

يقول عبدالهادي، الذي التقاه مصراوي، في جولة داخل القرية، إن حركة البيع والشراء في هذه الفترة ليست في أفضل أحوالها، فبعد أن كان يحقق مكسبا يوميا يبلغ 300 جنيه، أصبح يومه ومن يعاونه لا يتعدى 60 جنيهًا.

وساهم ارتفاع الأسعار وركود السياحة في تراجع حركة بيع لدى عبد الهادي وغيره من أصحاب الورش بالمنطقة.

ويقول عبد الهادي، إن القرى السياحية في شرم الشيخ والساحل الشمالي، كانت تعد المُشتري الأساسي لأعمال ورشته، لكن بعد تراجع حركة السياحة وارتفاع الأسعار، توقفوا عن الشراء.

وكانت السياحة في مصر قد تعرضت لضربات موجعة، في أعقاب سقوط طائرة روسية للركاب فوق سيناء في 31 أكتوبر 2015 بعد إقلاعها من مطار شرم الشيخ، حيث تراجع عدد السياح بنسب كبيرة، قبل أن تعود السياحة للانتعاش خلال العام الماضي.

وشهدت مصر موجة تضخمية مرتفعة في أعقاب قرار تعويم الجنيه في نوفمبر 2016، حيث قفزت معدلات التضخم حتى وصلت إلى أكثر من 30% في يونيو الماضي.

وبحسب فارس حسني، صاحب أحد المعارض بقرية الفواخير، فإن سعر المواد الخام المستخدمة في صناعة الفخار ارتفع أكثر من الضعف خلال الفترة الماضية.

ويقول فارس إن سعر طن الطين الأسواني المستخدم في الصناعة أصبح سعره يصل إلى 450 جنيهًا، بعد أن كان الطن لا يتجاوز 220 جنيهًا في فترات الماضية.

ويلجأ التجار إلى تعويض هذا الارتفاع في المواد الخام برفع أسعار المنتجات.

"زي ما أسعار الخامات غليت، التجار غلوا سعر المنتج برضه، فمتصدقش أي تاجر يقول أنه بيبيع ببلاش علشان يعرف ياكل"، وفقا لما يقوله فارس.

وتتراوح أسعار المنتجات في معرض فارس ما بين 20 إلى 200 جنيه، حيث يبيع منتجاته لأصحاب الفلات والشاليهات والقرى السياحية والفنادق.

ويقدر فارس مكسبه بأنه يصل إلى 150 جنيها في اليوم ويضيف قائلا "المعرض ممكن يبيع في يوم بـ 3000 جنيه وممكن أقعد أسبوع ما بعش حاجة".

بجانب صناعة الفخار يعمل فارس في تلوين المنتجات التي تخرج من الورش، وقد يستعين فارس بأحد العمال لمساعدته في حال وجود أعمال كثيرة "العامل بتترواح يوميته بين 100 إلى 150 جنيها في اليوم"، بحسب قوله.

يصف فارس حركة البيع والشراء لمنتجاته بأنها "متوسطة، عموما الإقبال قل إلى حد ما، لكنه لم ينعدم بنسبة 100%".

وساهم تراجع الإقبال على شراء المنتجات الفخارية في تراجع مكاسب حمدي أحمد، صاحب أحد المعارض بالمنطقة.

ويقول حمدي أحمد "لما كان في سياحة كتير، كان كل يوم بيبقى فيه زبائن بتشتري، كنا بنطلع بمكسب 200 جنيه في اليوم، دلوقتي من 60 إلى 80 جينه في اليوم، مقسومة علي أنا والعامل إللي شغال معايا".

ومع ارتفاع أسعار المواد الخام المستخدمة في الصناعة اضطر، ناصر محمود، لبيع ورشته التي كان يُصنع بها المنتجات الفخارية، وليقتصر الأمر على معرض لعرض هذه المنتجات التي أصبح يشتريها من أصحاب الورش.

ويقول محمود " في البداية كنت بصنع المنتجات بإيدي، لكن دلوقتي الصنعة مبقتش مجزية بعد تراجع السياحة، فاكتفيت بالتجارة والتسويق وخلاص".

ورغم أن نشاط محمود اقتصر على البيع إلا أنه يعاني من الركود "ممكن أبيع في يوم بـ 5 آلاف جنيه، وفي يوم آخر ما بعش خالص ولا قطعة واحدة".

ويرى محمود أن كثرة المعارض تسببت في قلة البيع والشراء، قائلاً "في البداية كان هناك 4 معارض فقط، أما الآن فالعدد أكثر، وبالتالي المكسب يوزع على الجميع".

ومثلما يعاني أصحاب المعارض في منطقة قرية الفواخير، فإن محمود عاطف، عامل بأحد المعارض، يعاني هو الآخر.

يقول عاطف إن نتيجة لتقلب حركة البيع والشراء، فإن يوميته لا تزيد على 50 جنيهًا سواء باع شيء أو لم يبع.

فيديو قد يعجبك: