الزيارة الممنوعة التي خدعت الملايين.. القصة الكاملة لفيديو سيدة قسم ثاني زايد
كتب : محمد شعبان
السيدة التي ظهرت في الفيديوالمتداول
في مشهد تصدر مواقع التواصل خلال الساعات الماضية، ظهرت سيدة تبكي بحرقة أمام أحد أقسام الشرطة، تشكو من منعها من زيارة ابنها المحتجز داخل قسم شرطة ثان الشيخ زايد، وتتهم رجال الأمن بسوء معاملتها.
تدفّق التعاطف، وانهالت التعليقات الغاضبة والمقاطع المُعادة، حتى بدا وكأن القضية تجاوزت حدود الواقع إلى مساحة الغضب الشعبي الافتراضي لكن خلف تلك الدموع، كانت هناك قصة أخرى تمامًا.
قصة كشفتها تحريات الأمن، وبدلت ملامح المشهد من مظلومة إلى مدعية، ومن أم تبحث عن حق ابنها إلى امرأة تستخدم الأكاذيب وسيلة للضغط والشهرة فما الذي حدث داخل قسم ثاني زايد؟، وكيف تحول فيديو عاطفي إلى تمثيلية مكشوفة هزت السوشيال ميديا؟.
المشهد كان صادمًا، امرأة تصرخ أمام بوابة قسم، وعدسات الهواتف تنقل المشهد إلى آلاف المتابعين في لحظات، الكلمات كانت كفيلة بإشعال موجة من الغضب، والهجوم على رجال الشرطة، دون انتظار لأي توضيح رسمي لكن كما يحدث كثيرًا ما يبدو أمام الكاميرا ليس دائمًا هو الحقيقة.
بعد ساعات قليلة من انتشار المقطع، بدأت الأجهزة الأمنية في فحصه لكشف ملابساته، وبالتحريات الدقيقة، تم تحديد هوية السيدة التي ظهرت في الفيديو، وتبين أنها مقيمة بمحافظة الجيزة، وأنها معروفة لدى الجهات الأمنية ولها معلومات جنائية.
أما عن ابنها الذي زعمت أنه محتجز ظلمًا، فقد كشفت التحقيقات أن الواقعة تعود إلى 21 من سبتمبر الماضي حين تمكنت قوة أمنية من ضبط الشاب أثناء قيادته دراجة نارية يسير بها عكس الاتجاه، ومن دون لوحات خلفية أو تراخيص في منطقة الشيخ زايد.
وبتفتيشه عُثر بحوزته على كمية من مخدر الحشيش، فتم اتخاذ الإجراءات القانونية حياله، وعرضه على النيابة العامة التي قررت حبسه على ذمة التحقيقات.
أمام تلك الوقائع الثابتة، حاولت السيدة زيارة ابنها المحتجز داخل قسم شرطة ثاني زايد. وبحسب رواية الجهات الأمنية، فقد حاولت الدخول بطريقة غير قانونية، وأثارت حالة من الفوضى بعد منعها من تجاوز الإجراءات التنظيمية الخاصة بالزيارات لكنها لم تتوقف عند هذا الحد.
فبعد أيام قليلة، ظهرت أمام الكاميرا، وسجلت مقطع الفيديو الذي انتشر بسرعة مذهلة اتهمت فيه الضباط بمنعها من الزيارة وسوء معاملتها، محاولة استدرار التعاطف الشعبي، وتوظيف المشهد لإثارة الرأي العام.
إلا أن الحقيقة ظهرت كاملة بعد استدعائها وسماع أقوالها، وأقرت صراحة بأنها أدلت بادعاءات كاذبة، بهدف الضغط على ضباط القسم حتى لا تُواجه بقيود أثناء زيارتها لابنها، وكذلك – بحسب اعترافها – لزيادة عدد متابعيها على مواقع التواصل الاجتماعي.