إعلان

ستيفاني: "تحولت جنسيا بعد أن أصيبت زوجتي بالخرف"

07:03 م الأربعاء 24 أبريل 2019

ستيفاني، نجارة ماهرة، تعلمت تقديم خدمات التجميل من

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

لندن (بي بي سي)

عندما التقى ستيف غلبرت زوجته، جيل، كان قد غادر للتو سلاح مشاة البحرية الملكية، مستاءً جرّاء إدراكٍ متنامٍ بانجذابه "للرجال الوسيمين على وجه الخصوص".

وبعد مرور 40 عاما، أصيبت جيل بالخرَف وأُدخلت دار رعاية - أمّا ستيف، فقد خضع لجراحة لتغيير هويته الجنسانية وبات يدعى الآن "ستيفاني".

تقول ستيفاني: "دائما ما كنت أشعر أن بداخلي أنثى. لكن المرء يتعلم كيف يخفي كل شيء عندما يكبر - لكي يتكيف مع المجتمع".

كان لقاء ستيف وجيل في صالة لياقة بدنية في مركز الترفيه المحلي قرب ريد وورث في منطقة كورنوول جنوب غربي انجلترا.

وكانت جيل تكبر ستيف بـ 18 عاما، ولديها ثلاثة أطفال من زواج سابق، ومن ثم قررا أن يقضيا وقتهما كيفما يتفق لهما، لكن مع مرور الوقت، تقول ستيفاني: "وقعتُ في حبها الذي كان يكبر يوما بعد يوم".

وأطلع ستيف، جيل على شعوره بميول أنثوية - لكن عندما أخبرته بأن الزواج سيغير ذلك الشعور، نحّى شعوره جانبا وصبّ تركيزه على أن يكون زوجا جيدا واستغرق في ممارسة الرياضة.

وكان ستيف في عشرينياته لاعب جودو ناجحا؛ وقد أحرز المرتبة الثالثة في فئة وزنه في بطولة الجودو الوطنية لثلاثة أعوام على التوالي.

ولكن شعوره بالميول الأنثوية لم يغادره، بل كان ينمو بداخله، حتى قرر وهو في أواخر أربعينياته أن يعيش كامرأة.

تقول ستيفاني: "وبالطبع، كان ذلك عندما بدأت الصعوبات تكتنف الحياة الزوجية".

وبعد الإحالة لعيادة تحديد الهوية الجنسانية في مدينة ديفون البريطانية، قُبِل ستيف في برنامج العلاج الهورموني - لكن جيل، التي كانت عندئذ في أواخر ستينياتها، كرهت الفكرة.

وقرر الزوجان أن ينفصلا، بيد أن جيل كانت حينئذ تعاني سلسلة من النكبات العائلية بوفاة أقارب لها، فضلا عن أنها هي نفسها كانت مريضة بسرطان الثدي والتهاب المفاصل فيما بعد.

لذلك، قرر ستيف إرجاء عملية التحوّل "ريثما تتحسن الأحوال".

لكن أعراض الخرَف كانت قد بدأت تظهر على جيل.

ولم تُفِق جيل من تخدير كلّي تخضع له منذ نحو تسعة أعوام، وبات ستيف أكثر اهتماما بسلامتها أثناء وجودها بمفردها في المنزل.

'محايدة جنسانية'

وكان على ستيفاني أن يتوقف تماما عن عمله كنجار ماهر يطوف أرجاء منطقة كورنوول، وأن يتفرغ للعناية بجيل.

وقد منحه ذلك فرصة لكي يعيش كـ "ستيفاني" طول الوقت.

تقول ستيفاني: "في البيت، كنت أكون ما أريد وكنت أحاول العناية بـ جيل - لكن هذا لم يكن حلا ذكيا؛ إذْ كان عليّ أن أوازن بين الجنسين بحيث لا يتسنى التمييز بينهما".

غير قادر على التحمل

كان الاضطلاع بالعناية طوال الوقت أمرا مرهقا؛ ولم تكن جيل إذا احتاجت قضاء حاجتها ليلا، تستطيع العودة بمفردها إلى فراشها.

وقد بدأت أعراض الإجهاد والكآبة تنتاب ستيفاني ما قاد إلى إدخالها إلى المستشفى نحو خمسة أيام .

وفي تلك الأثناء، اضطلع أطفال جيل برعايتها، لكنهم سرعان ما أدركوا مدى صعوبة الأمر، فأودعوا أمهم بإحدى دور الرعاية.

'إلهام'

شرعت ستيفاني في التقاط بقايا حياتها؛ فعادت أدراجها إلى العيادة الجنسانية وبدأت في تناول علاجات هورمونية وكان ثمّ تغييرات كبرى لاحقة.

تقول ستيفاني: "قررتُ أن أواصل حلمي بإدارة صالون تجميل، وكنتُ أتطلع إلى ذلك منذ أن كنت لا أزال ستيف".

وقُبلت ستيفاني في كلية كورنوول، التي تنتهج "سياسة تنوع جيدة".

تقول ستيفاني: "أعتقد أن هذا ساعد في تعليم الآخرين مزيدا من الأمر؛ لأنني كشخصية متحوّلة، كنت دائما أحاول إخبار الناس أننا بَشَر نريد أن نحيا حياتنا".

وأثنت القائمة على تدريس المنهج، باولا رايلي، على ستيفاني، واصفة إياها بالـ"مُلهِمة".

وقالت رايلي إن أداء ستيفاني في الكلية كان استثنائيا رغم الاضطراب الناجم عن تغيير الجنس وعن انتقال زوجتها إلى دار رعاية.

وفي نوفمبر 2017، خضعت ستيفاني وهي في التاسعة والخمسين من عمرها، لجراحة وعادت إلى الكلية مطلع عام 2018 لدراسة التدليك على الطريقة السويدية "المساج السويدي".

وأهلتّها مرونتها للفوز بجائزة أفضل طالب فوق السن للعام 2018. وستشرع ستيفاني العام الجاري في دراسة مستوى أعلى في علوم التدليك الرياضي.

ومن دواعي الأسى، أن الخرَف الذي تعانيه جيل قد اشتد إلى درجة أنها لم تعد تتعرف على زوجها بعد 30 عاما من زواجهما، حتى لو ارتدت ستيفاني باروكة شعر قصيرة وملابس محايدة جنسانيا.

وأصبحت ستيفاني تمتلك صالون تجميل في منزلها حيث تقدم فيها خدمات لصديقاتها، وبينهن متحولات أخريات، لكنها لا تزال تكسب قوتها من العمل في النجارة في مواقع البناء، حيث الأجر أفضل بكثير.

وقد بات عمل الأمس صعبا بعد أن فقدت ستيفاني جانبا من قوّتها العضلية بفضل العلاج الهورموني، لكنها مع ذلك لا تزال تحتفظ بروح الدعابة التي تميزت بها.

تقول ستيفاني "أعود إلى موقع البناء حيث الرجال يرتبكون، وأقول 'هااالو!' بينما يتعين عليّ أن أكون أشدّ حرصا لئلا أُتّهم بالتحرش. يا له من أمر مضحك".

هذا المحتوى من

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان