شوقي علام: الصحابة لم يحطموا التماثيل بعد عهد النبي ﷺ وتعاملوا مع التراث الإنساني بعقلية متزنة
كتب- محمد قادوس:
الدكتور شوقي علام المفتي السابق
قال الدكتور شوقي علام، مفتي الديار المصرية السابق، إن ما يصنعه الإنسان من تراث مادي أو يتركه للأجيال التالية يحتاج إلى تعامل متوازن من المسلمين ومن الإنسانية عمومًا، مشيرًا إلى أن القرآن والسنة قدما لنا نماذج متنوعة في هذا المجال.
وأوضح خلال حلقة برنامج "بيان للناس"، المذاع على قناة" الناس": أن مواقف الأنبياء الثلاثة – سيدنا سليمان وسيدنا إبراهيم وسيدنا محمد ﷺ – تقدم نماذج متباينة في التعامل مع الموجودات المادية: فسيدنا سليمان صُنع له ما يخدم البشرية في وقته مع أمن تام من اتخاذ هذه الأشياء معبودات، أما سيدنا إبراهيم فواجه قومًا يعبدون الأصنام فأزال المنكر، في حين هدم النبي ﷺ الأصنام حول الكعبة لتطهير البيت الحرام في وقت قريب العهد بالجاهلية حتى لا تبقى تلك المعبودات في النفوس.
وبيّن علام أن هذه المواقف تؤكد أن الحكم الشرعي كان معللًا في كل حالة، والحكم المعلل يدور مع علته وجودًا وعدمًا؛ فإذا زالت العلة زال الحكم، وهو ما يريح الباحث ويفتح له باب التعليل لمعرفة الحكمة من الأحكام.
وأشار إلى أن النهي عن التماثيل في عهد النبي ﷺ كان سببه الخوف من اتخاذها معبودات، ومع زوال هذه العلة وانتفاء الشرك بعد وفاة النبي ﷺ وتعهد الأمة بعدم عبادة الأصنام، لم يقف الصحابة موقفًا سلبيًا من التراث الإنساني، رغم انتقالهم إلى بلاد الحضارات الكبرى مثل فارس والروم ومصر والشام.
وأكد أن التاريخ لم يسجل لحظة واحدة اصطدامًا بين الصحابة وبين التراث الإنساني، بل على العكس احتفى بعضهم به ودوّنوا كتاباتهم على جدرانه، مما يبرز دقة فهمهم للحديث الشريف وربطهم الأحكام بعللها وعدم أخذها على ظاهرها فقط، وهو ما جنّب الأمة صدامًا مع الحضارات السابقة.
وأكد علام، على أن الإسلام لا يقف موقف العداء من التراث الإنساني، بل يتعامل معه كجزء من الموجودات على الأرض، ويستفيد منه ما دام لا يتعارض مع التوحيد ولا يهدد عقيدة المسلمين.
اقرأ أيضاً:
أمين الفتوى: لا يجوز كتابة كل المال للبنات إذا كان فيه حرمان للورثة (فيديو)
زوجتي مريضة ولن تستطيع الإنجاب فهل يجوز التبرع لها بالبويضات؟.. عالم أزهري يوضح