إعلان

الشيخ أبوبكر: "البشعة" كفر وخروج من الملة.. وأمين الفتوى يعترض ويستشهد برأي الإفتاء

كتب : علي شبل

06:18 م 01/12/2025

الشيخ محمد أبوبكر

تابعنا على

اعترض الدكتور هشام ربيع، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، على رأي فقهي للشيخ محمد أبوبكر، الداعية بالأوقاف، في مسألة لجوء بعض الناس إلى ما يعرف بـ"البشعة"، وقال أبوبكر: "أقسم بالله البشعة شرك، البشعة خروج من الملة، البشعة كفر بالله سبحانه وتعالى".

ما هي البشعة؟

البشعة هي إحدى الطرق القديمة التي تُستخدم للكشف عن الصدق أو الكذب، تعتمد على تسخين قطعة حديد على النار حتى تصبح شديدة الحرارة، ثم يُطلب من الشخص المشتبه في كذبه أن يلعقها، فإذا لم يُصَب بأذى، يُفترض أنه صادق، وإذا أصابته حروق، يُفترض أنه كاذب.

أبوبكر: أقسم بالله البشعة شرك وخروج من الملة

كان الشيخ محمد أبوبكر جاد الرب، إمام وخطيب بوزارة الأوقاف، حذر من اللجوء إلى «البشعة» لإثبات الحقوق أو نفي التهم، قائلًا، في مقطع فيديو بثه عبر صفحته الرسمية على فيسبوك، إن اللجوء إليها يُخرج المسلم من الملة ويُعد شركًا بالله، حتى وإن كان الشخص يصلي ويصوم، مبينًا أن انتشار ظاهرة "البشعة" بين الناس هو كارثة، فهي لا دين ولا أخلاق ولا مروءة.


وأشار أبو بكر إلى أن من يذهب إليها أو يطلبها يتجاوز حدود الله لقول الحق جل وعلا: «وَأَنْ تَسْتَقْسِمُوا بِالْأَزْلَامِ ذَلِكُمْ فِسْقٌ»، وقول النبي صلى الله عليه وسلم: "البينة على من ادعى واليمين على من أنكر"، وقوله-صلى الله عليه وسلم- : "من أتى عرافًا أو كاهنًا فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد"، مشيرًا إلى أن مجرد الذهاب يُذهب نصف الدين، وتصديق النتيجة هو كفر صريح.


وشدد الداعية بالأوقاف على أن البشعة شرك وخروج من الملة والإصرار عليها خروج من الملة، قائلا: «أقسم بالله البشعة شرك، البشعة خروج من الملة، البشعة كفر بالله سبحانه وتعالى، الإصرار عليها مصيبة سوداء أنت بتخسر دينك، وأنت يا بنتي أو أنت يا ابني ما تروحش واللي لهم عندك يمين ربنا بس.. صدقوه صدقوه ما صدقوهش قول لهم مع السلامة، لإن هم اللي مصرين على الكفر ولا طاعة لمخلوق في معصية الخالق».



أمين الفتوى يعترض ويستشهد برأي الإفتاء

من ناحيته، اعترض الدكتور هشام ربيع، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، على فتوى الشيخ أبوبكر، قائلًا انه مع الإنكار الكامل لموضوع البشعة، والتحذير منها، والقطع بحرمتها، والتأكيد على أنَّها من الطُّرُق السيِّئة التي لا أصلَ لها في الشرع، إلَّا أن إطلاق كلمات (الكفر، الشرك، والخروج مِن الملة) لا أظنه سديدًا في تلك المسائل، فكما أَنَّ الحكم على الأشخاص له ضوابطه، فإنَّ الحكم على الأفعال له أصوله وقواعده، وإطلاق حكم "الشرك" أو "الكفر" على فعلٍ ما أَمْرٌ جَلَلٌ لا يُبنى على غَيْرةٍ مُجرَّدةٍ أو حَمَاسٍ عابرٍ.


وأرفق الدكتور هشام ربيع، رأيه - نشره عبر صفحته الرسمية على فيسبوك- بفتوى دار الإفتاء المصرية في "موضوع البشعة"، قائلًا إنها مِن الفتاوى المنضبطة في هذا الأمر، ومرفق أيضًا لكمال الإفادة كلام فضيلة د. علي فخر (رئيس القطاع الشرعي) عندنا في دار الإفتاء المصرية، وهو يشرح هذا الأمر بكلامٍ مُفَصَّل، وبأسلوب سهل مُيَسَّر.

رأي الإفتاء في البشعة

وكان الدكتور شوقي علام، مفتي الجمهورية السابق، حسم رأي الشرع في مسألة "البشعة"، مؤكدًا أن البشعة ليس لها أصلٌ في الشرع في إثباتِ التُّهَمِ أو مَعرِفة فاعِلِها، والتعامل بها حرامٌ ولا يجوز شرعًا؛ لِمَا فيها مِن الإيذاء والتعذيب، ولمَا فيها مِن التَّخَرُّص بالباطل بدعوى إثبات الحَقِّ.


وأضاف علام، في بيان فتواه عبر بوابة الدار الرسمية: وإنَّمَا يجب أن نَعمَل بالطُّرُق الشرعية التي سَنَّتْها لنا الشريعة مِن التراضي أو التقاضي، مُستَهْدِينَ بنحو قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «البَيِّنةُ على مَنِ ادَّعى واليَمِينُ على مَن أَنكَرَ» رواه الدارقطني؛ فقد رَسَمَت لنا الشريعةُ السَّمْحَة طُرُقَ المُطالَبَةِ بالحَقِّ وإثباته، أو نَفي الادِّعاءِ الباطل، وهذا ما يجب على المسلمين أن يَتمسَّكوا به دون سواه مِن الطُّرُق السيِّئة التي لا أصلَ لها في الشرع؛ فإن الشرع لم يَجعل إثباتَ التُّهَمِ مَنوطًا بغيرِ ما رَتَّبه طريقًا لإثباتِ ذلك مِن إقرارٍ أو بَيِّناتٍ أو نَحوِها.. والله سبحانه وتعالى أعلم.

أمين الفتوى يحسم الجدل: هل البشعة حلال أم حرام؟

وكان الدكتور علي فخر، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، رد على سؤال يقول صاحبه: هل "البشعة" حلال أم حرام؟.. موضحا أن البشعة طريقة لمعرفة الحق ليست شرعية وليست من منهج الإسلام، والإسلام يعلمنا أن (البينة على من ادعى واليمين على من أنكر)، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم.


وأضاف أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، خلال حلقة سابقة ببرنامج "فتاوى الناس"، المذاع على فضائية "الناس": "البشعة تخرج عن المنهج النبوي وتسبب مشكلات كثيرة بين الناس"، وتتنافى مع المبادئ الإسلامية التي تقضي بالحكم بالدلائل والأدلة الشرعية وليس بأساليب غير شرعية.


وشدد على أن اتباع منهج النبي صلى الله عليه وسلم هو الأساس، وأن أي محاولة لاختراع طرق جديدة غير مبنية على أساس ديني صحيح قد تؤدي إلى النزاعات والمشاكل، داعيا إلى الالتزام بالطرق الشرعية والنصوص الواضحة التي أرساها الإسلام في هذا الشأن، والتوقف عن استخدام أساليب غير معترف بها شرعًا.


اقرأ ايضًا:


أمينة الفتوى: فرضية الحجاب ثابتة بالقرآن والسنة والإجماع وهذه مواصفاته


هل يجوز اعتبار المجاملات المالية بين الأقارب بنية الصدقة؟.. أمين الفتوى يُجيب

هل تجوز الصدقة على الأقارب غير المقتدرين؟.. أمين الفتوى يجيب

فيديو قد يعجبك



محتوى مدفوع

إعلان

إعلان