إعلان

في ذكرى نصر أكتوبر.. أبرز 3 مواقف لشيوخ وعلماء الأزهر أثناء الحرب

كتب : علي شبل

07:37 م 06/10/2025

أشهر صورة على جبهة نصر اكتوبر

تابعنا على

في ذكرى النصر بحرب السادس من أكتوبر 1973، تستدعي الذاكرة دورا تاريخيا ومؤثرا للازهر الشريف أثناء وقبل المعركة، حيث لعب الأزهر الشريف، بقيادة شيوخه وعلمائه، دورًا بارزًا في تعبئة الروح المعنوية للشعب المصري والجيش، من خلال فتاوى دينية، وخطب تحفيزية، ومبادرات وطنية.

وفيما يلي يرصد مصراوي أبرز ثلاثة مواقف لشيوخ الأزهر خلال هذه الفترة، مع التركيز على دورهم التاريخي والسياق الذي أحاط بهذه المواقف:

1- رؤيا الشيخ عبد الحليم محمود ودورها في حسم قرار الحرب:

كان الشيخ عبد الحليم محمود، شيخ الأزهر من 1973 إلى 1978، معروفًا بتصوفه وروحانيته العالية. قبل حرب أكتوبر، كانت مصر تمر بمرحلة من التوتر والتخطيط العسكري لاستعادة سيناء بعد هزيمة 1967. كانت القيادة المصرية، بقيادة الرئيس أنور السادات، بحاجة إلى دعم معنوي قوي لتعزيز الثقة في قرار الحرب.

وقد روى الشيخ عبد الحليم محمود أنه رأى في منامه النبي محمدا (صلى الله عليه وسلم) يعبر قناة السويس مع عدد من العلماء والجنود، في إشارة رمزية إلى النصر.

استيقظ الشيخ من هذه الرؤيا وتوجه فورًا إلى الرئيس السادات، حيث أخبره بهذه الرؤيا وحثه على المضي قدمًا في قرار الحرب. وقد أكد الشيخ أن هذه الرؤيا تبشر بانتصار الجيش المصري.

وكان لهذا الموقف أثر كبير على المستوى النفسي والسياسي، حيث عزز من ثقة القيادة المصرية وألهم الرئيس السادات لاتخاذ قرار الحرب. كما أسهم في تعبئة الرأي العام من خلال إضفاء طابع ديني وروحاني على الحرب، مما زاد من الحماس الشعبي والعسكري.

هذه الرواية أصبحت جزءًا من السرد التاريخي لحرب أكتوبر، حيث يُشار إليها كمثال على دور الأزهر في دعم القضايا الوطنية.

2- نداء الشيخ حسن مأمون لمنع تصدير البترول إلى الدول الداعمة لإسرائيل

وكان الشيخ حسن مأمون، شيخ الأزهر من 1961 إلى 1969، قد وضع أسسًا لدور الأزهر في دعم القضية الفلسطينية والصراع العربي الإسرائيلي. على الرغم من أن ولايته كشيخ للأزهر انتهت قبل حرب أكتوبر، إلا أن نداءه الشهير في ستينيات القرن العشرين بمنع تصدير البترول إلى الدول الغربية الداعمة لإسرائيل (مثل الولايات المتحدة وبريطانيا) كان له تأثير مباشر على استراتيجية الحرب في 1973.

وقد دعا الشيخ مأمون إلى استخدام البترول كسلاح اقتصادي ضد الدول التي تدعم إسرائيل، مؤكدًا أن مصر تواجه ليس فقط إسرائيل، بل أيضًا القوى الغربية التي تقدم لها الدعم العسكري والاقتصادي.

هذا النداء، الذي وجد صداه في الدول العربية المنتجة للنفط، ترجم عمليًا خلال حرب أكتوبر إلى قرار منظمة الأوبك (بقيادة الدول العربية) بفرض حظر نفطي على الدول الغربية.

وقد تسبب الحظر النفطي، الذي بدأ في أكتوبر 1973، في أزمة طاقة عالمية، وأجبر الدول الغربية على إعادة النظر في مواقفها تجاه الصراع العربي الإسرائيلي. هذا الدعم الاقتصادي غير المباشر عزز موقف مصر والدول العربية في الحرب، وساهم في تحقيق ضغط سياسي على إسرائيل وحلفائها.

ويُعتبر هذا الموقف امتدادًا لدور الأزهر في ربط القضايا الدينية بالاستراتيجيات السياسية والاقتصادية.

3- خطبة الشيخ عبد الحليم محمود التحفيزية لدعم الجهاد

مع بدء الحرب في 6 أكتوبر 1973، كان الشعب المصري بحاجة إلى تعبئة وطنية ودينية لدعم الجيش المصري في معركته لاستعادة سيناء. الأزهر، كمؤسسة دينية مركزية، كان له دور بارز في توجيه الرأي العام وتعزيز الروح المعنوية.

وقد ألقى الشيخ عبد الحليم محمود خطبة شهيرة من منبر الأزهر الشريف في بداية الحرب، وصف فيها الحرب بأنها "جهاد في سبيل الله"، وحث المسلمين على دعم الجيش المصري. أكد في خطبته أن الشهيد في هذه الحرب يدخل الجنة، بينما من يتخلف عن المشاركة أو الدعم يقع في "شعبة من النفاق". هذه الخطبة لم تكن موجهة فقط إلى الشعب المصري، بل وجهت أيضًا إلى الحكام والشعوب العربية والإسلامية، داعيًا إياهم إلى الوحدة والتضامن مع مصر وسوريا في هذه المعركة.

وكانت الخطبة بمثابة تعبئة روحية ووطنية، حيث ألهبت حماس الجماهير وساهمت في تعزيز التلاحم بين الشعب والجيش. كما عززت من مكانة الأزهر كمؤسسة دينية تقود الرأي العام في أوقات الأزمات. الخطبة لاقت صدى واسعًا، حيث تم تداولها بين الناس وأسهمت في رفع الروح المعنوية للجنود على الجبهة، الذين كانوا يقاتلون في ظروف صعبة ضد عدو مدعوم عسكريًا من قوى عظمى.

إضافة إلى هذه المواقف السابق ذكرها، كان الأزهر ينظم حملات تبرع لدعم الجيش، ويوجه العلماء للقيام بزيارات ميدانية إلى الجبهة لدعم الجنود معنويًا. كما أصدر الأزهر فتاوى تدعم شرعية الحرب ضد إسرائيل، معتبرًا إياها دفاعًا عن الأرض والعرض.

وجاءت المواقف في وقت كانت فيه مصر بحاجة إلى وحدة وطنية شاملة بعد صدمة هزيمة 1967. وقد لعب الأزهر، بثقله الديني، دورًا محوريًا في توحيد الصفوف وإعطاء الحرب طابعًا دينيًا ووطنيًا، مما ساهم في تحقيق انتصار أكتوبر.

اقرأ أيضاً:

ما حكم الجهر بالنية عند الصلاة: جائز أم مكروه؟.. علي جمعة يوضح

بعد وفاة زوجي الأول والثاني تزوجت الثالث فمن يكون رفيقي في الجنة؟.. عالم أزهري يجيب

"واضربوهن".. أمين الفتوى يوضح معنى ضرب الزوجة المقصود شرعًا بالقرآن

هل يجوز إخراج الزكاة للأقارب؟.. أمين الفتوى يوضح

فيديو قد يعجبك



محتوى مدفوع

إعلان

إعلان