المفتي السابق: يحذر من فوضى الفتاوى على مواقع التواصل تهدد الوعي الديني
كتب : محمد قادوس
الدكتور شوقي علام المفتي السابق
حذر الدكتور شوقي علام، مفتي الديار المصرية السابق، من تصاعد ظاهرة الفتاوى الشاذة والمتطرفة التي تنتشر عبر وسائل التواصل الاجتماعي، مؤكدًا أن هذه الفوضى الفكرية تمثل خطرًا على الوعي الديني والمجتمعي، وتغذي الانقسام بين أبناء الأمة بدلًا من توحيدهم حول مقاصد الدين وأخلاقه.
وأضاف علام، خلال حلقة "بيان للناس"، المذاع على قناة" الناس": أن ما شهدناه مؤخرًا من جدل واسع حول الاحتفال بالمولد النبوي الشريف مثال واضح على سوء إدارة الخلاف الفقهي، حيث تحول الحوار بين أطراف متشددة إلى صراع لا يراعي المنهجية الحضارية في التعامل مع اختلاف الفقهاء، مؤكدًا أن الاختلاف الفقهي له أصول وأدوات، وإدارته يجب أن تكون إدارة راقية تنفع الأمة لا أن تفرقها.
وأشار المفتي السابق، إلى أن وسائل التواصل الاجتماعي أصبحت ساحة خصبة لترويج الفتاوى غير المنضبطة والأفكار المتشددة، داعيًا إلى ضرورة الوعي بخطورة تداول الفتاوى من غير أهلها.
وقال: "أنصح أولئك الذين يتصدرون المشهد أن يتكلموا برفق، وأن يدركوا أين مواطن الاجتهاد التي يُعذر فيها المخالف، وأين مواطن الإجماع التي لا يُعذر فيها المخالف".
وبين: أن من واجب الشباب والمجتمع عامة ألا يأخذوا العلم أو الفتوى من أي مصدر عشوائي، بل من العلماء المتخصصين وأهل الاختصاص الموثوقين، مؤكدًا أن التثبت والتحقق من مصدر المعلومة أصبح واجبًا شرعيًا في عصر تتدفق فيه المعلومات دون ضابط أو تحقق.
وشدد على أن سيولة المعلومات وتعدد المنابر غير المؤهلة من أبرز التحديات التي تواجه الفقه المعاصر، مشيرًا إلى أن بعض من يتحدثون في الشأن الديني أو السياسي أو الاقتصادي على المنصات الرقمية قد يوجهون الرأي العام نحو أهداف غير معلنة أو مضللة.
وأكد علام، على أن ضبط الخطاب الديني والإفتائي ضرورة وطنية ودينية، داعيًا إلى إعادة الثقة في المؤسسات العلمية والفقهية الرسمية، والالتزام بالمنهج الوسطي الذي يجمع ولا يفرق، ويحافظ على الوعي والهوية في مواجهة التطرف والفوضى الفكرية.
اقرأ أيضاً:
هل يمكن الصلاة بعد عملية جراحية دون الغسل؟.. أمين الفتوى يجيب