إعلان

مآذن لها تاريخ.. قصة ‏مجموعة السلطان قلاوون 1

11:07 ص الإثنين 10 مايو 2021

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتابة وتصوير - جلال المسري:

عرفت القاهرة منذ قديم الأزل بمدينة الألف مئذنة، لانتشار المساجد بها، واهتمام المعماريين بالعمارة الإسلامية بأدق تفاصيلها بل والاهتمام بتطويرها، ولكن عند البحث والنظر بعمق إلى هذه المآذن المنتشرة في مشارق القاهرة ومغاربها من المستحيل أن تجد مئذنة تشبه الأخرى، ولكن يمكن أن تجد في بلد آخر من يحاول تقليد هذه المآذن بتصاميمها الفريدة، وهذا ما سوف نستعرضه من خلال موضوعات التالية، واليوم موعدنا مع مئذنة قصة ‏مجموعة السلطان قلاوون بوسط القاهرة:

وقد توجه مصراوي إلى الدكتور حسام الدين إسماعيل – أستاذ الآثار الإسلامية – جامعة عين شمس – لاستقاء أهم المعلومات عن مئذنة قصة ‏مجموعة السلطان قلاوون والذى أمدنا بمعلومات غاية في الأهمية والقيمة يتم سردها فيما يلي:

أنشأها السلطان المنصور سيف الدين قلاوون (ت 1290)، استغرق بناء مدرسة وقبة وبيمارستان قلاوون حوالي 14 شهراً. فكان البدء في عمارتها في شهر ربيع الآخر سنة 683هـ الموافق 1283م، والفراغ منها في جمادى الأولى سنة 684هـ الموافق 1284م.

السلطان قلاوون من المماليك البحرية التي أسسها السلطان الصالح نجم الدين أيوب، اشترك في معركة المنصورة ومعركة عين جالوت وفي حملات السلطان الظاهر بيبرس لتطهير بلاد الشام من الصليبيين، وفتح مدينة طرابلس الشام ودمرها وأنشأ مدينة جديدة وتوفي عند خروجه بالجيش من القاهرة بجيشه للاستيلاء على مدينة عكا واستكمل ابنه السلطان الأشرف خليل فتح عكا وطهر بذلك كل بلاد الشام من الاحتلال الصليبي سنة 1292م.

أنشأ عدة منشآت كان أهمها مجموعته بشارع المعز قصبة القاهرة ومركز التجارة العالمي بين شرق العالم وغربه، تتكون من قبة ومدرسة وبيمارستان لعلاج المرضى، كونت مجموعة معمارية مميزة مع مدرسة الصالح نجم الدين أيوب ومدرسة الظاهر بيبرس، كما أنشأ على جانبي شارع المعز عدد من القيساريات (الأسواق التجارية) والوكالات والحمامات وأوقفها للصرف على مجموعته المعمارية.

وقد تميزت واجهة مجموعة قلاوون المكونة من مئذنة في بدايتها الشمالية يليها القبة والباب الرئيسي فالمدرسة بتأثرها بالفنون الأوروبية لاستخدام الأسرى الصليبيين في البناء، و المئذنة الحالية هى الثانية حيث تهدمت الأولى في زلزل 1202م فبنى السلطان الناصر محمد بن قلاوون الموجودة حالياً سنة 1203م ووضع نصه التأسيسي أعلي سقف القبة فوق باب دخول المؤذنين

وتتكون المئذنة الحالية من ثلاثة طوابق الأول مربع حتى شرفة المؤذنين ووضع الناصر محمد نص آخر لبنائه في مستطيلات أسفل شرفة المؤذنين، والطابق الثاني مربع أيضاً ينتهي عند شرفة المؤذنين الثانية يعلوه الطابق الثالث مستدير الشكل ينتهي بقمة حديثة.

تبرز لنا هذه المئذنة طراز العمارة في هذا الوقت وتأثره بعمارة شمال أفريقيا والأندلس في شكل النوافذ ذات العقود على شكل حدوة الفرس، وكذلك زخارف العقود المتداخلة في الجزء المستدير العلوي.

اقرأ أيضاً..

- مآذن لها تاريخ.. قصة ‏جامع أحمد المهمندار

- مآذن لها تاريخ.. قصة مئذنة مسجد أعلى باب زويلة

فيديو قد يعجبك: