إعلان

"يا خراشي".. كلمة لها أصل تاريخي وقصة تعرف عليها

03:21 م الإثنين 14 سبتمبر 2020

الامام الخرشي

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت – آمال سامي:

كشف الشيخ عبد القادر الطويل، عضو لجنة الفتاوى الالكترونية بمركز الأزهر العالمي للفتوى، عن أصل كلمة "فيديو"، التي يقولها الكثير من الناس في مواقف متعددة، مرجعا أصل الكلمة إلى طلب الناس نصرة الحق والمساعدة من الإمام الشيخ محمد الخرشي، شيخ الأزهر الأسبق- عام 1679- في العصر العباسي.

وعبر صفحته الشخصية على الفيسبوك، شبه الشيخ عبدالقادر الطويل ما يحدث من استغاثة الناس بالإمام الطيب، شيخ الأزهر الشريف، في كل مشكلة بما كان يحدث في عهد الإمام محمد الخرشي، حيث كان يلجأ إليه كل مظلوم ليرفع عنه ما ألم به قائلًا: "ما ذهب إليه أحد إلا وعاد مجبور الخاطر منصور على من ظلمه فاشتهرت كلمة الاستغاثة به وأصبح النداء الشعبي لشيخ الأزهر كي يغيثهم".. فمن هو الشيخ الخرشي؟ وما قصة استغاثة الناس بقولهم "يا خراشي"؟

ولد الإمام محمد بن جمال الدين عبد الله بن علي الخرشي سنة 1010 هـ/ 1601 م ، وسمي بالخرشي نسبة إلى القرية التي ولد بها، حيث ولد بمحافظة البحيرة بقرية أبو خراش التابعة لمركز شبراخيت، وصفه الجبرتي بـ "الإمام العلامة والحبر الفهامة شيخ الإسلام والمسلمين ووارث علوم سيد المرسلين"، ليس هناك معلومات كثيرة عن مرحلة نشأة الخرشي وتكوينه الفكري ويعلل أشرف فوزي صالح سبب ذلك في كتابه "شيوخ الأزهر"، فكان لتوليه مشيخة الأزهر الشريف أثر كبير في ذيوع صيته وشهرته، وكان هو أول شيخ يتولى شئون المسجد، ففي عام 1679 قرر السلطان العثماني سليمان القانوني أن يتم تنصيب شيخ للأزهر يتولى أموره ويتم اختياره من قبل علماء الأزهر ليشرف على شئونه الدينية والإدارية، وحينها اختار العلماء الخرشي المالكي المذهب.

وكان الخرشي واسع العلم متنوع الثقافة ذاعت شهرته في البلاد الإسلامية حتى بلغت المغرب وأواسط أفريقيا وبلاد الشام وجزيرة العرب وانتشر طلابه في أقطار كثيرة، وكان له هيبة وحسن سيرة في كافة الإرجاء، وكان له مكانة خاصة عند الحكام، فيقول أشرف فوزي صالح في كتابه: " سمت مكانته بين العامة والخاصة، فكان الحكام يقبلون شفاعته وكان الطلبة يقبلون على دروسه وينهلون من معارفه...وكان العامة يفدون إليه لينالوا من كرمه ويهتدوا بعلمه وخلقه"، ويروي صالح أن من سمات الشيخ الخرشي رحمه الله أنه كان يداوم على صلاة الفجر ولا يتخلف عنها قط، وكان يسخر نفسه لخدمة الناس وقضاء حاجاتهم، وكان واسع الصدر يناقش طلابه دون ضيق أو تذمر، فكان عامة المسلمين يأتون إليه من كل حدب وصوب ليهتدوا بعلمه وخلقه وينالوا من كرمه. ولهذه المكانة وهذا الخلق كان يستغيث به عامة المسلمين حين تلم بهم أي نازلة، فيقول عبد المنعم خفاجي وعلي صبح في "الأزهر في ألف عام": "أصبح يضرب به المثل في الشجاعة وكرم النفس حتى أثر عنه عندما يصاب الناس بكارثة أو تلم بهم لامة من الولاة وغيرهم ينادون بلفظ كلمة خرشي دليل على طلب النجدة والاستغاثة ورفع الظلم عنهم".

يحاول أشرف فوزي صالح البحث عن تفاصيل نشأة الشيخ الخرشي وشيوخه، فيخبرنا أن الشيخ تلقى تعليمه على يد نخبة من العلماء مثل والده والشيخ العلامة إبراهيم اللقاني الذين تلقوا العلم بسند يصل إلى الإمام البخاري رحمه الله، وكذلك الشيخ الأجهوري ويوسف الغليشي وغيرهم، أما أبرز تلامذته فهم الشيخ أحمد اللقاني ومحمد الزرقاني والشبراخيتي وأحمد الفيومي والعلامة عبد الباقي القليني الذي تولى مشيخة الأزهر فيما بعد، وكذلك الشيخ إبراهيم بن موسى الفيومي الذي تولى كذلك مشيخة الأزهر في السنوات التالية، وقد ترك الشيخ الخرشي للمكتبة الإسلامية عدة مؤلفات منها:

1. رسالة في البسملة

2. الشرح الكبير لمختصر خليل

3. الشرخ الصغير لمختصر خليل

4. منتهى الرغبة في حل ألفاظ النخبة

5. الفرائد السنية في حل ألفاظ السنوسية

6. الأنوار القدسية في الفرائد الخرشية

7. حاشية على شرح الشيخ علي إيساغوجي في المنطق

توفى الخرشي في يوم الأحد الموافق السابع والعشرين من ذي الحجة سنة 1101 هـ/ 1690م، بعد أن بلغ تسعين عامًا، ودفن الخرشي بقرافة المجاورين بالقاهرة.

فيديو قد يعجبك: