إعلان

هل الله سبحانه وتعالى يحب؟.. القرآن الكريم يجيب (2)

06:09 م الخميس 24 يناير 2019

القرآن الكريم

كتب - إيهاب زكريا:

هل الله عز وجل يحب ويكره؟ سؤال يتبادر إلى ذهن الكثيرين، وقد أجاب عنه القرآن الكريم في آياته الحكيمة، التي إذا تتبعناها لوقر في يقيننا أن الله يحب ولا يحب، وهذا ما نجده في آيات كثيرة من كتاب الله العزير.. وفي حلقات متواصلة يرصد مصراوي كيف أجاب القرآن الكريم عن السؤال: هل الله عز وجل يحب ويكره؟

6

(2)

الله يحب التوابين

تفسير كلمة "التوابين"

جاء في تفسير السعدي لـ"التوابين" في قوله تعالى: فَإِذَا تَطَهَّرْنَ فَأْتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ ﴿٢٢٢ البقرة﴾

لما كان هذا المنع لطفا منه تعالى بعباده، وصيانة عن الأذى قال تعالى: {إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ} أي: من ذنوبهم على الدوام {وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ} أي: المتنزهين عن الآثام وهذا يشمل التطهر الحسي من الأنجاس والأحداث.

جزاء التوابين

عن أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (كل بني آدم خطاء وخير الخطائين التوابون). رواه الترمذي.

قال الغزاليّ في كتابه إحياء علوم الدين: "الصّغيرة تكبر بأسباب منها الإصرار والمواظبة: فلا صغيرة مع إصرار، ولا كبيرة مع استغفار"، فكيف إذا كان الإصرار على الكبائر وعدم التوبة منها؟!

وعد الله المستغفرين التائبين بالمغفرة والثواب العظيم

فقال تعالى: {وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُواْ فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُواْ أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُواْ اللّهَ فَاسْتَغْفَرُواْ لِذُنُوبِهِمْ وَمَن يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ اللّهُ وَلَمْ يُصِرُّواْ عَلَى مَا فَعَلُواْ وَهُمْ يَعْلَمُونَ * أُولَئِكَ جَزَاؤُهُمْ مَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ} [آل عمران: 135-136].

وجاء في الحديث عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَوْ لَمْ تُذْنِبُوا لَذَهَبَ اللَّهُ بِكُمْ وَلَجَاءَ بِقَوْمٍ يُذْنِبُونَ فَيَسْتَغْفِرُونَ اللَّهَ فَيَغْفِرُ لَهُمْ). رواه مسلم

الله سبحانه يحب العبد التواب الأوَّاب الرجَّاع إليه في كل حين

كما في قوله تعالى: {..إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ} [البقرة: 222].

الله يفرح بتوبة العبد ورجوعه إليه واعترافه بذنبه

كما جاء في حديث أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((لَلَّهُ أَشَدُّ فَرَحًا بِتَوْبَةِ عَبْدِهِ حِينَ يَتُوبُ إِلَيْهِ مِنْ أَحَدِكُمْ كَانَ عَلَى رَاحِلَتِهِ بِأَرْضِ فَلَاةٍ فَانْفَلَتَتْ مِنْهُ وَعَلَيْهَا طَعَامُهُ وَشَرَابُهُ فَأَيِسَ مِنْهَا فَأَتَى شَجَرَةً فَاضْطَجَعَ فِي ظِلِّهَا قَدْ أَيِسَ مِنْ رَاحِلَتِهِ فَبَيْنَا هُوَ كَذَلِكَ إِذَا هُوَ بِهَا قَائِمَةً عِنْدَهُ فَأَخَذَ بِخِطَامِهَا ثُمَّ قَالَ مِنْ شِدَّةِ الْفَرَحِ: اللَّهُمَّ أَنْتَ عَبْدِي وَأَنَا رَبُّكَ! أَخْطَأَ مِنْ شِدَّةِ الْفَرَحِ). رواه مسلم.

الروبي يوضح أسرار الآية {وَأَنتَ حِلٌّ بهذا الْبَلَدِ} التي في القران الكريم

تعريف التوبة

قال ابن قدامة:

"التوبة عبارة عن ندم يورث عزما وقصدا، وذلك الندم يورث العلم بأن تكون المعاصي حائلا بين الإنسان وبين محبوبه ". وما يقوله ابن قدامة يتفق مع حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم "الندم توبة" هذا الندم يتولد عنه العزم للإقلاع عن المعصية.

ويقول ابن عاشور في تفسيره:

"لما كانت التوبة رجوعا من التائب إلى الطاعة، ونبذا للعصيان، وكان قبولها رجوعا من المتوب إليه إلى الرضى، وحسن المعاملة، وصف بذلك رجوع العاصي عن العصيان ورجوع المعصي عن العقاب، فقالوا: تاب فلان لفلان فتاب عليه؛ لأنهم ضمنوا الثاني معنى عطف ورضي".

فيديو قد يعجبك: