إعلان

كثرة الموت في شهر شعبان.. هل في الدين ما يؤكد ذلك؟

07:32 م السبت 13 أبريل 2019

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب – هاني ضوه :

شهر شعبان من الشهور التي وردت فيه فضائل وخصائص كثيرة، ذكرتها كتب السنة النبوية المطهرة، وتناقلها العلماء في كتبهم، إلا أن هناك بعض الخصائص التي ذكرها البعض لشهر شعبان ولكنها روايات ضعيفة أو لم تثبت بشكل قاطع عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم.

ومن تلك الأمور ما يتداوله البعض من أنه في شهر شعبان تكتب آجال الناس وتزداد حالات الموت فيه وبشكل أخص في ليلة النصف من شعبان، وهو قول لم يثبت بشكل قاطع ولم يأت فيه حديث شريف عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم.

أما عن سبب انتشار هذا القول عن شهر شعبان ورود بعض الآثار الضعيفة نقلها البعض بأن أسماء من كُتب عليهم الموت في العام كله يوحيها الله سبحانه وتعالى إلى ملك الموت في شهر شعبان، وتحدد آجال الناس له.

واستدل البعض على ذلك بتفسير للآية الكريمة في سورة الدخان حيث يقول الله سبحانه وتعالى: (إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُّبَارَكَةٍ ۚ إِنَّا كُنَّا مُنذِرِينَ. فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ)، والآية الكريمة لا تتعلق بشهر شعبان، بل إن السياق القرآني يؤكد أن الكلام عن شهر رمضان لأن القرآن قد أنزل في ليلة القدر وفقًا للقرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة.

ويستند البعض كذلك على أثر ضعيف في كون الموت يزداد في شعبان وتكتب فيه الآجال، وهو الأثر الذي أخرجه الخطيب وابن النجار عن السيدة عائشة رضي الله عنها قالت: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم شعبان كله حتى يصله برمضان، ولم يكن يصوم شهرًا تامًا إلا شعبان، فقلت: يا رسول الله! إن شعبان لَمِن أحب الشهور إليك أن تصومه؟ فقال: "نعم يا عائشة! إنه ليس نفس تموت في سنة إلا كتب أجلها في شعبان، فأحب أن يكتب أجلي وأنا في عبادة ربي وعمل صالح". وهذا الأثر قد ضعفه الإمام الدارقطني في كتابه "ميزان الاعتدال" وقال عنه: "ليس بالقوي".

وقد علق العلماء على تلك الآثار التي وردت في أن الموت يزداد في شهر شعبان وأكدوا أنها آثار ضعيفة لا يلتفت إليها ومن بينهم القاضي أبو بكر ابن العربي الذي قال في كتابه "أحكام القرآن": "وليس في ليلة النصف من شعبان حديث يُعوَّلُ عليه، لا في فضلها، ولا في نسخ الآجال فيها، فلا تلتفتوا إليها".

فيديو قد يعجبك: