إعلان

"كالي".. عاصمة السالسا في العالم

10:00 ص الخميس 07 نوفمبر 2019

رقص السالسا

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

د ب أ-

تعتبر السالسا نوعا من أنواع الرقص، الذي ظهر في أمريكا اللاتينية وتطور في أمريكا خلال منتصف السبعينيات، وتمتاز هذه الرقصة الزوجية بخطواتها الغزلية والمليئة بالحياة، وتعتبر مدينة كالي الكولومبية عاصمة السالسا في العالم؛ حيث يقصدها الراغبون في تعلم كيفية الرقص أو الراغبون في تحسين أدائهم.

وتقع مدينة كالي، التي يقطنها 4ر2 مليون نسمة، في جنوب غرب كولومبيا وتزداد أهميتها حاليا كوجهة سياحية للراغبين في تعلم رقصة السالسا، ويوجد بها حوالي 130 مدرسة للرقص. وأشارت الإدارة الثقافية في المدينة إلى أن كالي تروج لنفسها حاليا باعتبارها "عاصمة السالسا"، وهناك العديد من الأنماط المختلفة من رقصة السالسا، ومنها السالسا الكوبية والبورتوريكية والكولومبية وكذلك أنماط من نيويورك ولوس أنجلوس.

وأوضح الراقص المحترف خوان أنجيل راميريز قائلا: "تمتاز السالسا الكولومبية بالحركات السريعة للغاية للأقدام والساقين". ويتخلى "أسلوب كالي" عن فترات الراحة، ويعتمد بدلا من ذلك على خطوة مع كل إيقاف.

مهرجان "فيريا دي كالي"

ويستغل الراقصون المهرجان الشعبي "فيريا دي كالي"، الذي يقام في الفترة من 25 إلى 30 كانون أول/ديسمبر، لإظهار مهاراتهم، وأهم ما يمتاز به هذا المهرجان عرض "سالسودرومو"، الذي يضم أفضل مدارس السالسا، ويستمر المهرجان لمدة ستة أيام، يتم خلالها تقديم عروض الأزياء التقليدية والكثير من الحفلات الموسيقية، التي تكون مجانية في معظمها.

وتمتاز مدينة كالي بأنها من أكثر المدن كثافة بالسكان في كولومبيا بعد مدينتي بوجوتا وميديلين، وقد عانت المدينة من أوقات عصيبة؛ حيث تصدرت حرب المخدرات بين كارتل كالي وكارتل ميديلين عناوين الصحف قبل 25 عاما، وقد تحسن الوضع الأمني في كالي بصورة كبيرة منذ اتفاق السلام مع مقاتلي القوات المسلحة الثورية الكولومبية في 2016، وبالرغم من ارتفاع معدل الجريمة في المدن الكبرى، إلا أن النمو الاقتصادي وانخفاض معدل الفقر ساهم في تحسين صورة كولومبيا بشكل كبير.

ترومبون ضخم

ويفتخر السكان المحليون بمدينهم التي يحرسها تمثال السيد المسيح بارتفاع 26 مترا، كما تم الإشادة بالمدينة الكولومبية الساحرة في أغنية "Cali pachanguero" لفريق السالسا "جروبو نيتش"، وقد قامت المدينة بتدشين نصب تذكاري لمؤسس الفرقة الموسيقة جيرو فاريلا، والذي توفى في عام 2012؛ حيث يوجد ترومبون ضخم أمام متحف السالسا، الذي يحمل اسم فاريلا.

وانطلاقا من هذا المتحف يمكن للسياح اكتشاف بعض المعالم السياحية في المدينة حول منتزه "بوليفار ديل ريو"، وهو عبارة عن متنزه تم تجديده بشكل رائع على طول نهر كالي، وعلى الرغم من أن مدينة كالي ليست من المدن، التي يقع السياح في حبها من النظرة الأولى، إلا أنها تنجح في أسر ألباب بعض السياح؛ حيث تزهو بحياتها الليلية الصاخبة، كما يلاحظ بعض السياح تحلي السكان بحب الحياة.

وقد يبدو من الغريب تمتع رقصة السالسا بهذه الأهمية الكبيرة في كالي، وهي المدينة التي تقع على ارتفاع 1000 متر في وادي نهر كاوكا، وقد تم تأسيس هذه المدينة في منطقة جبال الإنديز على يد الفاتح الإسباني سيباستيان دي بيلالكازرا في عام 1536، ومع ذلك فإن أجواء المدينة وشعبها المضياف يوحي للسياح بأنها تنتمي إلى منطقة البحر الكاريبي.

وأوضح عالم الأنثروبولوجيا وخبير السالسا "أليخاندرو أولوا" أن هناك أسباب تاريخية جعلت مدينة كالي تتمتع بهذه الأجواء المميزة؛ فكما هو الحال في أجزاء من منطقة البحر الكاريبي توجد في وادي كوكا الكثير من المزارع الكبيرة لقصب السكر والكاكاو والتبغ، والتي جلب إليها المستعمرون الأسبان العبيد من إفريقيا، وهو ما جلب معهم الثقافة الإفريقية إلى هذه المنطقة، بالإضافة إلى وجود حركة هجرة قوية من ساحل المحيط الهادي القريب خلال القرن العشرين، وتعتبر مدينة كالي اليوم أكبر مدينة في كولومبيا تضم سكان منحدرين من أصل إفريقي.

وفي البداية كانت السالسا أكثر انتشارا بين السكان الفقراء، ولكن اليوم فإنها أصبحت عنصرا اجتماعيا موحدا، ويتم الاستماع إلى السالسا في كل مكان سواء كان ذلك في سيارات الأجرة أو السوبر ماركت أو في الحدائق، ويتم أداء رقصات السالسا في كل فرصة سانحة.

عرض "ديليريو"

ويمكن للسياح التعرف على مدى روعة أسلوب السالسا المميز لمدينة كالي من خلال الاستمتاع بالعرض "ديليريو"، والذي يقام مرة واحدة كل شهر في خيمة سيرك كبيرة خارج المدينة، ويمتد العرض لعدة ساعات ويشارك فيه ما يصل إلى 200 راقص وفنان محترف، كما يمكن مشاهدة عرض "إل مولاتو كاباريت" في وسط المدينة، الأرخص بعض الشيء والملون إلى حد ما، ويستقبل المسرح الزوار في أيام الأحاد.

وبالإضافة إلى ذلك، هناك العديد من أندية السالسا في المدينة، والتي يمكن فيها مقابلة طلاب السالسا، وليس هناك خوف من التواصل مع سكان كالي؛ حيث إنهم يقدمون النصائح ويتحلون بالصبر عندما لا يتم أداء الرقصات بالشكل السليم.

فيديو قد يعجبك: