إعلان

نائب رئيس "شؤون الأسرى" الفلسطينيين: الإضراب الخيار الأخير للأسير وإسرائيل تتوحش بإذن العالم – (حوار

07:40 م السبت 22 أغسطس 2015

عبد الناصر فروانة خلال حواره مع مصراوي

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

أجرى الحوار-دعاء الفولي وإشراق أحمد:

بين عام وآخر تقرع قضية الأسرى الفلسطينيين، أذن الرأي العام العالمي، حين يُضرب البعض عن الطعام، احتجاجا على ممارسات القمع التي تنتهجها السلطة الإسرائيلية، ويلحق به آخرون، أو يبقى وحيدا يدافع عما يؤمن به، وبعد استفحال القوانين الإسرائيلية التي ترسخ قدم الإرهاب على أرض فلسطين، ليس لدى الأسرى بديلا عن الإضراب فالاحتكام إلى المجتمع الدولي أو المفاوضات هم طرق أخرى لمماطلة إسرائيل، وتنصلها من تخفيف وقائع الأسر، وقد شهد الأسبوع الماضي موجة جديد لإضرابات الأسرى في سجون الاحتلال، اخذت شلل جماعي، بعد فترة سيطرت عليها فقط الإضرابات الفردية، لتواجه سلطة الاحتلال الأمر بتشريع جديد في 30 يوليو الماضي، بإقرار الكنيست الإسرائيلي لقانون الإطعام القسري. 

مصراوي التقى عبد الناصر فروانة رئيس وحدة الدراسات والتوثيق بهيئة شؤون الأسرى والمحررين، بالقاهرة حيث مستقر العودة من جولته بعدد من الدول العربية والأوروبية للحديث عن كتابه الراصد لتاريخ الحركة الأسيرة، والذي نُشر مؤخرا برعاية جامعة الدول العربية. طاف "فروانة"، بالحديث عن أحوال الأسرى، وموجة الإضراب الأخيرة، التي وصل عدد الأسرى بها إلى 150 شخص، وأعتبرها الأكبر بالسنوات الأخير، وتطرق لدور هيئة شؤون الأسرى. 

ولم يتوان نائب رئيس هيئة شؤون الأسرى بالإنصاف والقول إن هناك سلبيات أضرت بالقضية، تسبب بها الفلسطينيون أنفسهم، وكان على قدر من الحياء والخجل للحديث عن تجربة أسره بسجون الاحتلال، والبالغ عددها 4 مرات، مشترطًا تنحية السياسية جانبا لتحقق الالتفاف العربي والدولي المنشود للضغط على الاحتلال فإلى نص الحوار...

بداية ما الاختلاف بين موجة الإضراب الأخيرة وسابقاتها من الإضرابات؟ 

هذه الحركة الأكبر خلال السنوات الأخيرة، لكنها ليست الأكبر من نوعها في العموم، حيث أن الإضرابات في آخر ست أعوام تقريبا، تتخذ الطابع الفردي على عكس القرارات الجماعية بالإضراب التي اعتدنا عليها من الحركة النضالية بالسجون.

في نظرك.. لماذا صار الطابع الفردي هو البطل في إضراب الأسرى عن الطعام؟

غياب الموقف الفلسطيني الموحد هو العامل الرئيس. الأسرى امتداد للمجتمع الفلسطيني بفصائله وللأسف ما يتأثر به الشارع يشعر به المسجونون، منذ عام 2008 تشرذمت الفصائل، أصبح الدخول في إضراب عام أمر صعب، فهذا الفصيل يريد العصيان المدني، بينما يرفض آخر فك الإضراب، حتى نجد في عنبر واحد شخص ممتنع عن الطعام وآخر لا، وبسبب الانقسام فالمطالب التي يمكن أن ننالها في شهر، تتحقق في عام، نحن نحتاج لسنوات كي نتوحد مرة أخرى، حتى في مسألة التضامن مع الأسرى صار الأمر حزبي، فهذا من فصيلي فيجب أن أتضامن معه بدرجة أكبر من آخر مختلف عني وهكذا.. لذا فضّل عشرات الأسرى خوض المقاومة الفردية وسجلوا انتصارات كثيرة في هذا المغوار.

ما هي تلك الانتصارات؟

استطاعوا تسليط الضوء على قضية الأسرى، وما يعانونه داخل السجون، وهذا أدى إلى استفزاز بعض المنظمات الدولية والحقوقية للتحرك.

الإضرابات الفردية أيضا قلصت أعداد الأسرى والمعتقلين إداريا، فعقب دخول خضر عدنان في إضراب عن الطعام وسير العديد على نهجه، انخفض عدد المعتقلين من 320 شخصا آخر عام 2011 إلى 145 أسيرا أول 2012، حتى أن عدنان نفسه انتزع حريته في المرة الأولى لاعتقاله، بسبب الامتناع عن الطعام، وفي المرة الثانية كذلك. 

لكن –كما ذكرت آنفا- بسبب التشتت في الجهود والآراء استطاعت إسرائيل أن تسحب المميزات مرة أخرى، والحركة الأسيرة لم تستطع استثمار ما حدث بشكل صحيح، فنحن الآن نتحدث عن 150 شخص مُضرب على الأكثر، وليس آلاف المعتقلين كما حدث بأكثر من مرة.

كيف تضغط إسرائيل لإجبار الأسرى على فك الإضراب؟

الوسائل كثيرة؛ أولها غرفة العزل التي يُلقى فيها الأسير بعد أن يقرر الإضراب، وهناك المنع من الزيارات، الاعتداءات الجسدية على الأسير، والتجاهل التام الذي تتعامل به إدارة السجن إذا ما شعر بإعياء، ولا تنسى سلطات الاحتلال الضغط النفسي، فالسجانون يتعمدون الأكل أمامه، أو حتى الشواء كي يكسروا إرادته، بالإضافة للتصريحات العنصرية للمسئولين الإسرائيليين، كمدير الجيش حينما قال عنهم "دعهم يتعفنون"، أو وزير الصحة الإسرائيلي حين منع المستشفيات من استقبال الأسرى المضربين في إحدى المرات، وإذا فشلت كل الإجراءات تلجأ الإدارة إلى الإطعام القسري.

هل إقرار قانون الإطعام القسري بالكنيست كان دافعا لزيادة عدد المضربين في الآونة الأخيرة؟

لا أعتقد، فالإضراب كان سيحدث في كل الأحوال، إن لم يكن بسبب القانون فبسبب الاعتقال الإداري (دون تهمة أو محاكمة). الإضراب أمر قاسي ومؤلم، وهو الخيار الأخير للأسير، لا يلجأ له إلا بعد إغلاق كل أبواب المناشدات والتفاوض. هو شر لابد منه لانتزاع الحق. أما التغذية القسرية -إطعام المضرب جبرا عن طريق امبول من خلال الفم أو الأنف- في حد ذاتها، فتُمارس في سجون إسرائيل منذ سنوات، وقد اسُتشهد ثلاثة مساجين من قبل بسببها، هم عبد القادر الفحم، راسم حلاوة وعلي الجعفري. لذا فالكنيست جعل الإطعام القسري قانونا يُمارس بأريحية رغم أن القانون نفسه مُنافي للقوانين الدولية لحقوق الإنسان. إسرائيل لا تخجل مما تفعل، تخرج للعلن وتشرعن الإرهاب ببساطة.

بالإضافة لـ"الإطعام القسري".. ما القوانين الأخرى التي تم إقرارها لتعسيف الأسرى؟

هناك قانون جاري تمديده منذ 12 عاما يعفي السلطات الإسرائيلية من توثيق التحقيق مع المحتجزين الفلسطينيين سواء بالصوت أو الصورة، ما يُعطي ضوء أخضر للتعذيب دون محاسبة، وتتذرع المحكمة الإسرائيلية العليا بأن المحتجزين بعضهم "قنابل موقوتة" يمثلون خطرا على المواطن الإسرائيلي وأن التعذيب قد يفضي إلى معلومات تُفيد الأمن الإسرائيلي. وهناك أيضا قانون شاليط الذي تم إقراره عام 2010، ويسمح بتشديد العقوبات على الأسرى وحرمانهم من الزيارات العائلية والشراء من "كانتين" السجن، فضلا عن قانون التعذيب الذي أقره الكنيست الإسرائيلي ويشرع للانتهاكات المرتكبة بحق الأسرى الفلسطينيين. 

حدثنا عن دور هيئة شؤون الأسرى في التعامل مع قضية الأسرى منذ البداية وحتى الآن؟ 

في تقديري هيئة شؤون الأسرى –وزارة الأسرى سابقا- هي الحاضن الأساسي للأسرى ومشاكلهم؛ تهتم بالأوضاع الاجتماعية والمادية لذويهم، دون تفرقة بين فصيل وآخر، تحاول بذل الجهد في الجهة القانونية والحقوقية لمساعدتهم، ولكن رغم أن الهيئة ومثلها من مؤسسات حقوق الإنسان يبذلون جهدا غير أنه ليس كافيا وغير مرضي، فنحن نتحدث عن مئات السجون، والانتهاكات المستمرة، وقضاء البعض لـ30 سنة أو أكثر في السجون، فيما لا نستطيع إعادتهم لبيوتهم، لذلك أتصور أننا بحاجة لبذل جهد أكبر على المستوى العربي والدولي، فالجميع يتحمل المسؤولية، وتوافر الجهد المتفاوت من موقع وأخر ومؤسسة وأخرى كل حسب إمكانياته، لا يبرر تقاعس البعض، تحديدا من المستوى الفلسطيني، لأننا أولى بقضيتنا على كافة المستويات.

IMG_0011

كم يبلغ عدد السجون الاسرائيلية الآن.. وكم تحوي من الأسرى؟

حسب آخر الإحصائيات نحن نتحدث عن قرابة 6000 أسير موزعون على 30 سجن، ومعتقل، ومركز توقيف، أبرزهم معتقل النقب الموجود على الحدود المصرية بصحراء النقب. 

لا تتحدث كثيرا عن تجربتك الشخصية مع الأسر، حتى في الكتاب الذي صدر مؤخرا، لماذا؟ 

لا أحب أن أحكي عن تجربتي الخاصة حتى لا يُفهم أني أتجه للحديث عن شأن شخصي، فتجربتي الشخصية تتشابك مع التجربة الجماعية، وربما معاناتي أقل بكثير من معاناة العديد من الفلسطينيين، لذا فقط في مقدمة كتابي "الأسرى الفلسطينيون الألم والآمال" تحدثت في اقتضاب عن تجربتي لتوضيح أساس استنادي للمعلومات، ففضلا عن عملي بهيئة شؤون الأسرى لسنوات، هناك ذاكرتي لتجاربي مع السجون، وذاكرتي لروايات والدي الذي أعتقل 16 سنة وأخي جمال الذي أعتقل وهو بالصف العاشر، وسجن 5 سنوات، وبعد عودته بشهرين عاد مرة أخرى ليسجن سنتين. 

إذن حدثنا قليلا عن تجربتك مع الأسر وكيف أثرت بك؟ 

أن تبدأ الطفولة بسجون، ومعتقلات، وسجّان، وتعيش حياتك بالسجون، بالتأكيد المستقبل لن يكون خارج هذا الإطار. والدي سُجن وأنا عمري أقل من 3 سنوات، وقضى نحو 16 عاما، ومنذ ذلك الوقت حدث شيء لا أجد له تفسير حتى اليوم، فأنا أذكر بالتفصيل الليلة التي جاء بها الجيش الإسرائيلي إلى بيتنا، وعندي القدرة على وصف طبيعة البيت بكل ما فيه، وكيف كان يأتي الجنود للرقابة والترهيب لثلاث أو أربع أيام كل أسبوع، فأول مشهد في حياتي هو الاستيقاظ بالليل على بنادق الجيش الإسرائيلي، ولا أذكر شيء قبله. 

منذ سجن والدي أصبحت أذهب إلى المحاكم والسجن، أعرف صالات المحكمة وموعد الزيارات، كنت أحفظ كل هذا قبل أدخل الروضة وأحفظ الألف والباء، وبعد أربعة شهور من سجن والدي، ولد أخي الثاني جمال، وبتنا نعيش التجربة ذاتها، وصار التنقل من سجن لأخر جزء من الحياة، كنا نتأثر في المدرسة، الأولاد كانوا يأخذون المصروف من ابيهم، يحكي أحدهم عن لعبة أحضرها أبوه له، وأخر عن الملابس، حتى أن فترة من الفترات كنا نطلب المصروف من أبونا في الزيارة، تأثرنا بكل هذا، حملنا السلبي والإيجابي، فعند الزيارة، كان لازم نسلم على كل الأسرى الموجودين، وأغلبهم كان غير متزوج، وزمان كنا نزور كل الأهل مع بعض من غزة والضفة والقدس، فنتعرف على ناس من مناطق تانية، هذا يتحدث بكلمة ثورية، وأخر يشد أزرك، مع الوقت والتجربة كل ذلك دفع للالتحاق بالمقاومة مبكرا، ومنها دخلت مرحلة السجن. 

سجنت بسن صغيرة، دخلت المعتقل أربع مرات، حتى أنه في فترة سجنت مع أخي، أخر مرة في سجن النقب، كان عمري حوالي 27 عاما لكننا لم نكن نرى بعضنا البعض، تحول الأب من أسير إلى زائر، وأيام الزيارة قاسية علينا، فموعدها كان أسبوع لي، والأسبوع التالي لأخي، حتى أصبحت الزيارة في إحدى المرات بيوم الخميس لي، وأخي بالجمعة، كنا نترجى أبي وأمي كي لا يقطعوا تلك المسافة في يومين متتاليين، لكنهم يرفضون.

وما أكثر المشاهد التي جعلت تنتهج طريق الدفاع عن قضية الأسرى؟ 

كل المشاهد جعلتني أتمسك بعد خروجي من السجن، بالتوجه إلى العمل لمتابعة قضية الأسرى، لكن من أكثرها، أن عدد مِن الأسرى، الذين كنت أراهم مع والدي أثناء الزيارة وقت سجنه، حينما تم اعتقالي سجنت معهم، بالمرة الأولى لسجني وقت الانتفاضة الأولى، وكنت صغير السن، دخلت السجن لأجد نفس الكبار مَن كنت أراهم ِمِن وراء الشباك الحديدية، ولليوم رغم تقدمي في عملي ووظيفتي، وحياتي، لكن حين التقي معهم أشعر أني طفل، إحساس غريب، بل أحيانا أبحث عنهم لخدمتهم، لم يعد هناك مجال لقول "والله تعبت"، أو لماذا أتدخل في هذه القصة، والعمل الذي يأتي على حساب أسرتي، لكن الحقيقة هو الإحساس بالمتعة، أن هناك قضية تتمسك بها، وتناضل من أجلها. 

لذلك لا أحب مَن سُجن، وعانى الأمرين، وفي النهاية ينسى كل هذا بعد خروجه، لا أفهم الأسرى المحريين ممَن انتبهوا فقط لحياتهم الشخصية، وتخلوا عن اخوانهم في السجون، ولا أعني بهذا بذل جهد كبير، وعمل ما يفعله المتابعون للقضية، لكن حتى ولو بكلمة، لكن لا يتخلى عنهم، لأنه حين دفع الثمن في السجن، كان هناك أناس تقف وراءه، توفر لأهله في غيابه لقمة عيش، وتحارب لعودته لمنزله.

هل الأسير يبقى طريح المكان الجغرافي أم كيف تسير الأمور؟ 

لا ليس دائما، في الأغلب بالمرحلة الأولى يأخذوه لمركز توقيف قريب، ويجروا معه تحقيق ثم ينقلونه إلى السجن، لكن في كثير من الحالات، حين يكون الأسير بمكان قريب من المستوطنات، يأخذوه إليها وينتزعون منه الاعترافات، ثم يذهبون به إلى السجن وهذا ازداد في السنوات الأخيرة، وفي المراحل الثانية، هناك مَن يبقون بنفس السجون، أو ينقلوهم لسجون أخرى، وهناك مَن يواصلون التحقيق معهم في السجون الأخرى التي انتقلوا إليها، ولا يكتفون بالتحقيق الأول، ففي النهاية لا توجد ضوابط أو شيء مؤكد.

السجون كلها سيء، لكن هل هناك سجون معروفة بأنها الأسوأ؟ 

اليوم كل السجون تقع خارج الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 67، وهذا مخالف للقانون الدولي، وهناك سجون يُطلق عليها أقسام تحقيق، وهي الأسوأ، وفي سجن موجود لليوم يسمونه المسلخ لشدة التعذيب فيه، وهناك سجن غزة المركزي قبل خروج جنود الجيش الاسرائيلي كان يطلق عليه المسلخ أيضا، لكن بتصور أن كل السجون لا تختلف في الشروط والعقلية التي تديرها، حتى وإن اختلفت الشروط الحياتية من سجن لأخر، وكذلك المرحلة، فمثلا سجن النقب اليوم أفضل كثيرا عما قبل 30 عام، والطبيعي أن الأمور صعبة لكن الحياة في السجون هي المختلفة، بمعنى أن هناك سجون مثل سجن "نفحة" الشبابيك عليها شباك حديدية وبعدها صاج لحجب الرؤية، وهناك سجون بها الشباك فقط، وأخرى الشباك غير مكتملة مثل عسقلان، فيمكن رؤية الناس المارة بعض الشيء، فيجعل الأسير أحد أصدقاؤه أو أهله ممن لم يستطيعوا الزيارة، أن ينتظره في وقت محدد والحديث، أو كما يحدث كثيرا حين تكون غرفته قريبة من السور وأخيه أو أحد أبناءه سيتزوج وهو لن يستطيع المشاركة بطبيعة الحال فيقول لهم مروا من أمام السجن حتى يراهم ويشارك معهم الفرحة من السجن.

خلال جولاتك بين الدول العربية والأجنبية للحديث عن قضية الأسرى، هل تجد اهتمام عند الحضور الشعبي أم فقط من المهتمين؟ 

في اهتمام كبير سواء على الصعيد الأوروبي أو الدولة الفلسطينية الرسمية بالعالم العربي، لكن الأهم كيفية الوصول للناس، وهنا أقول في الحقيقة إننا كفلسطينيين لدينا خلل في الوصول لكل الناس، وإن وصلنا لا ننجح في التواصل، وعلى مدار تجربتي الشخصية خلال السنوات الماضية مَن التقيه، أحاول أن أبقى على تواصل معهم لترسيخ المعلومة، لكن على مستوى الناس فهي مهتمة وتريد المعرفة والاستماع، لكن كيف نعمل بشكل ممنهج ونستغل هذا، فنحن غالبا نعتمد على العفوية، وهو ما يعيبنا بشكل عام. 

بكل الأحوال أينما ذهبنا نجد الأذان صاغية، وفي النهاية لا يجوز أن نطالب المنشغلين بحياتهم ومشاكلهم التضامن مع الأسرى وهم لا يعلمون شيء عنهم، وأعطي مثلا على الاهتمام والرغبة في الاستماع عن فلسطين بالغرب؛ قبل سنة ونصف كنت في فرنسا، كان المفترض أن اتحدث بندوة الساعة الـ10 مساءً، تغير الجو كثيرا، وأخذت السماء تمطر ثلجا، صرت طيلة الطريق أقول لزملائي في تقديري لن نجد أحد، لم يلغ اللقاء مع أن لو في غزة لحدث ذلك بسبب ظروف الطقس، لكني فوجئت بالقاعة ممتلئة، ليس بمعنى وجود 50 شخص، لكن نحو 130 شخص، جلست على المنصة مذهول، من عدد الحضور، واهتمامهم، ومن الأعمار المختلفة، حيث كان هناك سيدة مسن تتعكز جاءت لتسمع، فالناس بالغرب ليسوا ضدنا كفلسطينيين أو كعرب لكن ما يصل إليهم يستمعوا له، والرواية الإسرائيلية لديها الألة الإعلامية، أما نحن لدينا قصور للأسف في تلك الناحية.

هل كان من الممكن ردع إسرائيل عن ممارساتها بشأن الأسرى؟

لو كان هناك التفاف دولي وعربي حول القضية للضغط على الاحتلال لتغيير الوضع كثيرا، لكن السياسة تحكم المشهد، فحتى مجلس الأمن الذي من شأنه محاسبة إسرائيل مسيس أيضا، والآن رقعة جرائم إسرائيل تتسع وممارساتها تزداد وحشية.

تابع باقي موضوعات الملف:

إلى الأسرى الفلسطينيين: نناديكم ونشد على أياديكم (ملف خاص)

undefined

ضياء الفالوجي.. قصة أسير ضحى بحريته ''لتلقين الاحتلال الإسرائيلي درسا''

undefined

ما يجب أن تعرفه عن قضية الأسرى الفلسطينيين (ملف تفاعلي)

undefined

بالفيديو - كيف تفضح ممارسات المحتل الإسرائيلي مع الأسرى؟

undefined

أبرزهم مانديلا و"سويف" وخضر الفلسطيني.. انفوجراف 70 يوم إضراب عن الطعام

undefined

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان