إعلان

ضياء الفالوجي.. قصة أسير ضحى بحريته ''لتلقين الاحتلال الإسرائيلي درسا''

02:19 م الأحد 23 أغسطس 2015

ضياء الفالوجي ووالدته نجاة الأغا

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت-دعاء الفولي:
كان ضياء الفالوجي فتى يبلغ من العمر 17 عاما، صدمه اغتيال ثلاثة من قادة منظمة التحرير الوطنية وهم؛ كمال ناصر وكمال عدوان وأبو يوسف النجار، أراد الانتقام، ذهب إلى مستوطنة "جينيتال" التابعة لمجمع غوش قطيف بغزة، نفذ عملية فدائية هناك فأسفرت عن مقتل المستوطن ميتسا بن حاييم، وهو أحد المشاركين في اغتيال القادة، أثلجت العملية صدر "الفالوجي" قليلا، قبل أن يستعد لمواجهة مصير محتوم، حيث قبضت عليه قوات الاحتلال الإسرائيلي من منزل أخته بخان يونس عقب تنفيذ العملية بساعات.

فطنت الأم نجاة الأغا أن ابنها لن يستطيع دخول المنزل مرة أخرى، لم تمانع يوما عمله النضالي، فقد كان زوجها مناضلا ثم أسيرا أثناء حرب أكتوبر 1973 "خبيناه عند أخته عشان نحاول نهربه برة غزة بس مو لحقنا"، عقب الثانية عشر ليلا هجمت شرطة الاحتلال على منزل الأخت لتقبض على الفالوجي، وفي تلك الأثناء كانت الأم وأبناء العم في قبضة الاحتلال للتحقيق معهم لحين إيجاد الابن "صاروا يسألوني عنه ومودياه فين بس أنا قلتلهم لو ابني عمل كدة أطخه بإيدي"، قالت الأم ذلك للضابط بينما يعتريها الفخر أن صغيرها قتل واحدا من المحتلين، وعقب القبض عليه تم الإفراج عن والدته.

شهد أكتوبر من العام 1992 القبض على الفالوجي "سلمنا أمرنا لله" كما تحكي الأم التي تبلغ من العمر 64 سنة، أدانت المحكمة الإسرائيلية الشاب بالسجن لـ99 عاما، كانت الوالدة تعلم أن نتائج "نضال" الابن ستكون وخيمة، لكنها تمنت أن يُفرج عنه ضمن أي صفقة تبادل أسرى، أو إن كان لزاما بقاءه داخل السجن فليكن في مكان آدمي، وهو ما لم يحدث منذ 24 عاما.

"ما فيش سجن مركزي إلا وراحه ابني لازم كل ست شهور ينقلوه" السجن الحالي الذي يمكث به هو "نفحة" الصحراوي، يستغرق الوصول له ساعتين ونصف، وبضعة ساعات أخرى انتظارا لسماح إسرائيل بدخول الأقارب "انا عمري 64 سنة ومعاي نساء أكبر مني بس إسرائيل ما بتراعي هيك"، تحاول الأمهات الزائرات الحفاظ على هدوء أعصابهن، والاهتمام بمواصفات معينة بملابسهن "في التفتيش بيتلككوا على أي شيء حتى الطعام مبناخدش غير زجاجة مياه وسندوتش فقط".

كانت زيارة الأم لابنها كل 15 يوما، قبل أن تنقطع عنها رؤية الأحبة لمدة ست سنوات منذ عام 2007، صارت تنتظر أي خبر يأتيها من قبل السجن، تتسمع لأي كلمة تُقال لتطمئنها على الابن، حتى انفكت الأزمة عام 2012، إذ فُتحت الزيارة مرة أخرى لكن بشروط أكثر إجحافا وعلى فترات غير ثابتة "كل شهر بنقدم على زيارة ولما إسرائيل بتريد بيتصلوا فينا يقولولنا تعالوا"، لم تر الأغا ابنها منذ أربعة أشهر، وقد علمت أنها قد تذهب له 7 سبتمبر القادم "عندي أمل إن الزيارة دي يتوافق عليها".

لا تمانع الأغا أن تنتظر شهورا لترى ضياء بضعة دقائق، فقد اعتادت أن تكون مدة الزيارة حوالي نصف الساعة، تتحدث فيها إلى فلذة كبدها بإرادة الضابط الإسرائيلي الموجود "بنكلمهم في سماعة إذا بدو الضابط يفصل الصوت بأي وقت بيفصله وفيه بينّا لوح إزاز"، تحاول السيدة الستينية الحفاظ على رباطة جأشها، تطمئن الولد الذي لا ينفك يسألها عن أي صفقة قادمة قد يحدث فيها إفراج عن أسرى.

عام 2011 حدثت بفلسطين أكبر عملية تبادل أسرى، إذ كانت شروط صفقة شاليط تقتضي الإفراج عن الرقيب "جلعاد شاليط" بعد أن اختطفته حماس، مقابل الإفراج عن 1050 أسير فلسطيني، وقد تمت الصفقة بوساطة مصرية، على أكثر من دفعة، وقد ضمت بعض الأسرى المحكوم عليهم بـ745 عاما في السجن.

في باحة مقر الصليب الأحمر بغزة كانت "أم ضياء" تنتظر كما الآخرين، كي تعلم أسماء المُفرج عنهم، وقد كان ابنها الأصغر محمد قد اُلقي القبض عليه أيضا عام 2003، وعندما استثنت الصفقة الولدين سقطت مغشي عليها وتم نقلها للمستشفى "كان الأمل كبير" على حد قولها، ورغم أن الابن الأصغر تم الإفراج عنه منذ عدة أشهر بعد انتهاء مدة حكمه، إلا أن فرحة الأم لازالت منقوصة، أما الأب فلم يعايش خروج ولده الثاني، ففي عام 2005 ذهب لرؤية ضياء ومنعته قوات الاحتلال من الدخول، فعاد إلى المنزل حزينا واُصيب بجلطة أفقدته حياته "كان يتمنى يشوف ابنه قبل ما يموت".

منذ أن دخل ضياء السجن قبل 23 عاما، ولم تبرح فكرة الإضرابات ذهنه، شارك في الحركة منذ عام 1992 وحتى المرة الأخيرة منذ أيام "لكنهم علقوا الإضراب عدة أيام لحين التفاوض مع سلطة السجن"، مع كل مرة تبدأ موجة الامتناع عن الطعام ينخلع قلب الأم والأهالي "بنبقى مستعدين للأخبار السيئة خاصة إننا عارفين مدى خطورة الإضراب على صحة ولادنا"، لكن الأم تعي جيدا مدى أهمية الضغط على إسرائيل، خاصة وأنها رئيسة لجنة أهالي الأسرى بغزة.

من غزة إلى فرنسا وسويسرا ثم مصر ودول أخرى؛ لا تدخر الأغا جُهدا لتتحدث عن القضية بدافع منصبها كما بدافع أن ابنها أسير، تختص اللجنة التي تشرف عليها بمتابعة أحوال الأهالي في غزة، زيارة الأسرى المحررين، أو أهل الأسرى ومحاولة مساعدتهم، وتوصيل أي معلومات بشأن الأبناء لهم، ما تزال الأم تُكافح كي تُبقي على قضية الأسرى مشتعلة في نفوس العالم والعرب "الموضوع مش ضياء فقط فيه كتير زيه والتضامن معهم مش محتاج عروبة أد ما محتاج إنك تبقى إنسان".

تابع باقي موضوعات الملف:

إلى الأسرى الفلسطينيين: نناديكم ونشد على أياديكم (ملف خاص)

undefined

نائب رئيس "شؤون الأسرى" الفلسطينيين: الإضراب الخيار الأخير للأسير وإسرائيل تتوحش بإذن العالم – (حوار)

undefined

ما يجب أن تعرفه عن قضية الأسرى الفلسطينيين (ملف تفاعلي)

undefined

بالفيديو - كيف تفضح ممارسات المحتل الإسرائيلي مع الأسرى؟

undefined

أبرزهم مانديلا و"سويف" وخضر الفلسطيني.. انفوجراف 70 يوم إضراب عن الطعام

undefined

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان