إعلان

ماذا لو اعتمدت أساسيًا على "فيسبوك"؟.. حكاية عُطل الست ساعات

05:44 م الثلاثاء 05 أكتوبر 2021

تعطل فيسبوك

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب- محمد زكريا:

كان محمد ذكي على موعد مع لقاء صديقته، استقل مترو الأنفاق، وهو يتواصل معها عبر تطبيق "واتس آب"، لضبط نقطة الالتقاء، بعد أن نفذ رصيده من المكالمات، لكن فجأة انقطع الاتصال، فكر في انتهاء الباقة وخطأ ظنه، أغلق الهاتف الذكي وأعاد تشغيله مرات دون فائدة، ليُدرك أمام أحد "الأكشاك" التي استعان بها لإجراء مكالمة تليفونية بأن الأمر يتعدى ذلك كله.

لست ساعات، تعطلت خدمات شركة فيسبوك، والمالكة لتطبيقات (فيسبوك- واتس آب- انستجرام)، مما سبّب ربكة حول العالم.

التقى ذكي بصديقته على كل حال، تناولا الطعام في أحد المطاعم، ثم جلسا سويا على "كافيتريا"، وتناقشا في أمور كثيرة، كان من بينها أمر العطل الذي ضرب فيسبوك، وكان نقاشا جانبيا، ثم عاد الشاب إلى منزله، وبداخله ثقة بأن العطل لن يدوم طويلا.

خلال الساعات الأولى من انقطاع خدماتها، لم يصدر عن فيسبوك أي تعليق، لتُعزي الشركة بعد عودة الخدمة العطل في خدماتها إلى "تغيير خاطئ في إعدادات الخوادم التي تربط المنصات بمستخدميها".

كان لهذا الخلل في تغيير الإعدادات عواقبه على عمل معاذ صلاح، الشاب السوري يعمل من مصر صحفيا لدى إحدى المؤسسات العربية الكبرى، ومقرها الإمارات، ويكون التواصل مع إدارتها عبر واتس آب، ليتوقف مُجبرا عن أداء مهامه بغتة.

أكثر من مليار دولار تكبدهم العالم، جراء انقطاع خدمات فيسبوك وواتس آب وانستجرام، ويبلغ عدد مستخدميهم حوالي 3.5 مليار شخص، وفق تقديرات شركة "نت بلوكس" المعنيّة بمراقبة تعثر الانترنت حول العالم.

ووفق الآلية نفسها التي اتبعتها شركة "نت بلوكس"، قدرت خسائر مصر وحدها بحوالي 53 مليون جنيه.

بمجرد أن انقطعت الخدمة، أعتقد صلاح أن المشكلة في شبكة الإنترنت أو الحاسوب، ليكتشف الأمر بعد أن تحول عمل المؤسسة بالكامل في دقائق معدودات إلى موقع تليجرام.

مع تدفق العالم على تطبيقات منافسة، هبط سهم فيسبوك أمس الاثنين بنسبة 4.9%، وهي أكبر خسارة يومية له منذ نوفمبر الماضي، ليرتفع بنحو نصف نقطة درجة مئوية في تعاملات ما بعد استئناف الخدمات.

وقدّمت شركة فيسبوك الاعتذار لعملائها.

لكن استئناف الخدمة واعتذار فيسبوك، لا يُنهي الأزمة في نظر استشاري الإعلام الرقمي والتسويق الإلكتروني محمد الحارثي، بل يطرح أسئلة: "ماذا يحدث لو انقطعت الخدمة يوم كامل؟ ما مصير الأعمال التي تعتمد أساسيا على خدمات شركة فيسبوك وتحديدا تطبيق واتس آب؟ ما مصير البيانات والملفات المحفوظة على خوادم تلك التطبيقات؟ وإلى أي مدى يكتسب الأمن السيبراني أهمية كبيرة؟".

كان الحارثي يتواصل مع فريق عمله وقت أن انقطعت الخدمة، ويقول إن منهم من أعتقد أن المشكلة في الإنترنت فأعاد شحن باقته، لكنه أدرك الأمر بسرعة بحكم خبرته في هذا المجال.

لم تكن تلك المرة الأولى التي تتعطل فيها خدمات شركة فيسبوك.

وكانت المرة الأخيرة في عام 2019، حيث تعذر الوصول إلى تطبيقاته الأخرى في جميع أنحاء العالم لأكثر من 14 ساعة.

لكن يعتبر من النادر حدوث انقطاع بهذا الحجم لفترة طويلة.

يقول موقع داون-ديتيكتور، المتخصص في تتبع أعطال المواقع العالمية، إن الأخير كان أكبر فشل شهده على الإطلاق، مع تسجيل 10.6 مليون تقرير لوجود مشكلة في تصفح المواقع والتطبيقات الثلاثة في جميع أنحاء العالم.

فيعتقد الحارثي، في حديثه لـ"مصراوي"، أن واتس آب بات ضروريا لمجتمعات الأعمال، وهو له ما يبرره في نظره لسهولة الخدمة ومجانيتها، لكن مثل ذاك الخلل الذي شهده العالم بالأمس يفرض البحث والاعتماد عن قنوات بديلة، كتطبيق تليجرام.

لكن معاذ أضطر إلى تليجرام بالأمس، ولم يجده بمرونة وسهولة واتس آب.

كامل مصطفى لا يعتمد بشكل أساسي على تطبيقات فيسبوك، يعمل محامي وينهي أعماله في مكتبه أو بالمحكمة، لكنه يستخدم فيسبوك وواتس آب وانستجرام في التواصل الاجتماعي، مع أصدقائه، وللتسلية، لم يتأثر بالأمس كثيرا، لكن أحس أنه أفتقد شيئا بات أساسيا في يومه، ولا يتصور أن يخلو منه أيام طويلة.

فيديو قد يعجبك: