إعلان

‪بعد رفع القمامة "قبة الحصواتي" تتألق بعد قرون من الإهمال ‬

01:32 م الأحد 27 سبتمبر 2020

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت- هبة خميس:

منذ فترة قصيرة اعتاد "زيزو عبده" التجول ضمن مجموعة صغيرة في شوارع وحواري القاهرة القديمة، يتعرفون على الآثار الإسلامية ويوثقونها بالصور والتاريخ. تلك المجموعة الصغيرة لم تكن من الباحثين فقط بل امتدت للأطباء، ومنهم الدكتور مصطفى الصادق استشاري أمراض النساء بالقصر العيني وبعض المهندسين من محبي العمارة الإسلامية وباحثين الآثار والفن الإسلامي، برفقة مصور فوتوغرافي موثق للآثار.

"اتقابلنا معظمنا عن طريق السوشيال ميديا وجمعنا نفسنا في جولات كل فترة نستكشف الآثار".

أثناء تلك الجولات اصطدموا بـ"قبة الحصواتي" وهي أثر فاطمي يعود تاريخه لنحو 900 عام، وترجع بعض المراجع أن أسفلها دُفنت "زينب الهاشمية" التي يمتد نسبها للإمام الحسين، وبالرغم من أهمية القبة كانت حالتها في منتهى السوء بسبب تجمع القمامة والردم داخلها.

"اتفقنا على يوم ننزل لتنضيفها وأخدنا تصريح من الوزارة وكل واحد جاب أدوات النظافة الضرورية معاه".

في اليوم المتفق عليه ودون إعلان على السوشيال ميديا، اجتمعت المجموعة للبدء في التنظيف وحينما شاهد الأهالي التجمع رحبوا بالمجموعة، وامتدت أيادي الأهالي لرفع القمامة معهم ومساعدتهم وتزويدهم بالأدوات اللازمة والمشروبات، وكذلك استضافتهم في منازلهم والترحيب بهم، حينما بدأ "زيزو" في الحديث مع الأهالي عن أهمية الأثر تعجب الكثيرون لأن معظمهم لا يعرفون إلا القليل عن القبة.

مع الوقت وبعد الانتهاء من التنظيف ظهر جمال القبة من الداخل فتفاجأ "زيزو" ومجموعته بمحراب فاطمي بديع مليء بالنقوش والزخارف الجميلة، والذي ظهرت معالمه بعد رفع التراب ومحاولتهم عدم المساس به لأنهم غير مختصين بالترميم.

رد الفعل الداعم فاجأ "زيزو"، مما جعله يفكر في تحويل المجموعة لمبادرة رسمية للحفاظ على التراث، وأصبح تنظيف قبة "الحصواتي" إشارة البداية ضمن قائمة طويلة من الآثار المهملة والتي يستعملها البعض كمقالب للقمامة.

"مصر فيها كم ضخم جداً من الآثار ومستحيل الوزارة تغطي كل الكم ده، ودور المشاركات المجتمعية في إنها تتعاون مع الوزارة وتنزل الشارع توعي الناس و تعرفهم بأهمية الأثر اللي منطقتهم".

يهتم "زيزو" ومجموعته بشكل خاص بالآثار غير المعروفة، حيث يرفعون عنها الغطاء ليظهر بريقها، ويلفت انتباه "زيزو" تلك التحركات الفردية من الناس والشباب بزيادة الوعي بالهوية والتراث المصري وأهمية توثيقه، ويؤمن بأنه مع الوقت سيؤدي كل فرد دوره في مجتمع يفخر بامتلاكه أقدم حضارة وتراث إنساني.

فيديو قد يعجبك: