إعلان

زيارة للكعبة رغم كورونا.. باكستاني يُنشئ منصة لغير العرب عن الحج

01:57 م الخميس 30 يوليو 2020

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث


كتبت-دعاء الفولي:

لا ينسى جبران خان ذلك اليوم عام 2013، حين صلّى للمرة الأولى خلف الإمام بمكة المكرمة، عاد الشاب الباكستاني بعدها لمسكنه باحثا عن اسم الإمام "لأعرف معلومات أكثر وأستمع له"، لكنه لم يجد سوى تفاصيل قليلة باللغة الإنجليزية، وقتها قرر إنشاء منصة عبر الإنترنت تحكي عن الحرم المكي والنبوي، مُخصصة لغير الناطقين بالعربية، تنقل لهم تفاصيل الحج سنويا، وتأخذهم في جولة بين المناسك المختلفة.

"الحرمين الشريفين" هو الاسم الذي أطلقه خان على المنصة، بدأها عبر موقع إلكتروني، ثم تعددت فروعها؛ بين فيسبوك وتويتر وانستجرام، حتى وصل عدد متابعيها لأكثر من 2 مليون شخص عبر الوسائل المختلفة.

سرعان ما لاقت فكرة خان استحسان آخرين "أنا غير ناطق بالعربية وأردت معرفة الكثير من الأشياء ولكنها لم تتوفر بلغات أخرى خاصة بعد عودتي للوطن"، جمع فريقا من 7 أشخاص من دول مختلفة؛ الهند، بريطانيا، الإمارات، استراليا والسعودية "يعمل جميعنا من بلده ونعتمد بشكل أكبر على المقيمين بالسعودية".

لا تعتمد الصفحة على المواسم الدينية فقط "نقدم تفاصيل تاريخ مكة والتاريخ الإسلامي ونحكي عن جداول الصلوات هناك والأنشطة طوال الوقت"، ومع انتشار فيروس كورونا المستجد "باتت الصفحة أقرب للناس.. خاصة من منعتهم الظروف ذلك العام عن الذهاب".

1

كان خان واحدا من هؤلاء، فحين تم الإعلان عن احتمالية فتح باب الحج، أعد الشاب الباكستاني العُدة، قبل أن تنطفئ أحلامه باقتصار الحج على المقيمين داخل السعودية. وُلد خان في السعودية وعاش داخلها لفترة، عمل كإداري بإحدى شركات الطيران "أدّيت الحج والعمرة مرات كثيرة"، كان يزور الحرم المكي كل 6 أشهر بعد إقامته في الرياض، فيما أصبح ذلك العام هو الأول له بعيدا عن مكة "أشعر أني مسجون في بلدي باكستان".

سعى صاحب صفحة "الحرمين الشريفين" وأصدقاؤه لتعويض الفقد بأخبار وصور وفيديوهات لا تنقطع من الصفحة خلال الأيام الماضية "أصبحنا أشبه بوكالة أنباء للحج فقط"، فعن طريق عدة أشخاص داخل السعودية "نحصل على صور وفيديوهات حصرية لنا"، يضرب خان مثالا بتساقط الأمطار وقت تغيير كسوة الكعبة أمس "كنا من أوائل الذين نشروا الفيديو"، اعتاد القائمون على المنصة الحصول على تفاصيل خاصة بهم "ذلك ما جعل الناس تصدقنا بشكل كبير ويتواصلون معنا".

رسائل عديدة تصل لخان عبر الصفحة "معظمها طلبات من الناس لحكايات أكثر عن مكة والمدينة خاصة الشعائر الدينية"، فيما تأتي بعض التساؤلات من غير المسلمين "ممن لا يفهمون المناسك ويأخذهم الفضول لمعرفتها.. نشرح لهم بلغاتهم ونحيلهم لمصادر أصلية يقرأون منها".

لا يتوقف الأمر عند المعلومات، فالبعض يطلب فتاوى "يسألوننا إذا كان يمكن للسيدات أن تذهبن للحج بمفردهن"، وحينها ينصحهم أصحاب الصفحة بقراءة الردود العلمية.

تتلقى الصفحة سيل من التعليقات يوميا؛ بين الإعجاب والثناء على المحتوى، لم يُدرك خان القيمة الضخمة لمشروعه سوى ذلك العام "حينما باتت التكنولوجيا وسيلة الناس الوحيدة لرؤية الكعبة وما يجري فيها"، أصبحت الصفحة نافذتهم على ذلك العالم، يشعر خان بالامتنان للمواد التي تأتيه وتنقل له الحالة، لاسيما وأن عددا من المتطوعين في الحج ذلك العام يتعاونون معهم.

فيديو قد يعجبك: