إعلان

مهجور (4).. فرح واتفض (بروفايل)

08:15 م الخميس 16 يوليه 2020

قاعة أفراح فارغة

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت- شروق غنيم:

هنا تكتمل الحكاية؛ حينما يأتي العروسان متشابكين الأيادي لاستكمال الرحلة، تُصبح قاعات الأفراح مُشارك أصيل في الفرحة، لم تُقصِ الظروف ذلك المشهد، يتدبر الثنائي الأمر حتى يحتفلوا بليلة العمر وسط الأهل والأحباب حتى ولو تحملوا أعباء اقتصادية إضافية، غير أن كورونا قد فعل، طيلة أربعة أشهر انغلقت الأبواب وسُدّت في وجه البهجة.

لقاعات الزفاف على اختلاف فئاتها طقوس لا تتغير؛ زفة يستهل بها العروسان الحدث على إيقاع المزمار أو الطبل، تُصبح إشارة لبدء البهجة، زغاريد تزيد الأجواء صخبًا، لا سُلطة على الأجساد، تُحرر وتصبح رهينة اللحظة، رقص متتالي للاحتفال، تذوب في تلك اللحظة أي اختلافات، يلتحم الجميع من أجل أن تُصبح لحظة مُخلدة لجميع الأطراف.

ثمة تاريخ لقاعات الزفاف، بدأت في العصور الوسطى كما يقول الأثري شريف رمزي في تصريحاته الصحفية أن الفكرة بزغت في حقبة الفاطميين والمماليك حين أسسوا قاعات للاحتفال بالزفاف، اشتهر بعضها في العصر المملوكي مثل قاعة المهتار وابن اليزيدي.

مع كل يوم جديد تنتظر القاعات فرحة جديدة، تُعجل بمرور الوقت حتى يأتي الليل لتتحول إلى عالم من البهجة، تحتضن كل المشاعر وتفاصيلها، غير أن الحال تبدّل، التراب يكسو "الكوشة" التي كانت تتحمّس لاستقبال ثنائي جديد، تحتمل "تنطيط" الأطفال عليها، أو محاولات احتلال المكان لالتقاط صور برفقتها حينما ينغمس العروسين.

لأول مرة تغرق سماعات "الدي جي" في موات كبير، لم يكن ينقطع صوتها حتى مع فقرة "البوفيه"، تبدأ وصلتها المعهودة بأغاني الزفاف ذات الطابع الرومانسي، فيما تتصاعد حِدة لتغيير الأجواء من خلال الأغنيات الشعبية.

لا تستقيم الأفراح دون "لّمة"، تصبح القاعات شاهدة على لقاء الأصدقاء الغائب، وحتى وإن لم يلتقوا منذ فترة الدراسة إلا أن لحظة الزفاف لا تُفوّت، من أقاصي البلاد يأتي الأقارب مُحملين بتأدية "الواجب" ومشاركة الفرحة مع الأحباب.

للأفراح "عِدة" تحتفظ بها القاعات؛ لم تتحرك طيلة أربعة شهور، غرق المكان في الظلام، في الماضي كان مقصدًا للفرحة ونفض الملل، صار بعد الجائحة مكانًا مشتبه فيه لنشر الوباء، عنوانًا لخطر مُحتمل، لذا حتى مع افتتاح عدة منشآت أخرى، لزم الإغلاق، فيما ينتظر مثلما سائر العالم أن تنقضي الأزمة لتزول الغمة.

تابع موضوعات الملف:

مهجور (1).. السينما تكره الظلام لأول مرة (بروفايل)

مهجور (2).. المقاهي وأيام الملل الكبرى (بروفايل)

مهجور (3)- حيوانات الجنينة بدون ونيس (بروفايل)

مهجور (5)..لما كان البحر أزرق (بروفايل)

مهجور (6).. مشاعر محجوبة (بروفايل)

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان