إعلان

في ذكرى أول احتجاج في عهده.. مبارك يفارق الحياة

03:04 م الثلاثاء 25 فبراير 2020

صورة أرشيفية

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب- عبدالله عويس:

في الثلاثاء الـ25 من فبراير لعام 1986، خرج آلاف المجندين من 6 معسكرات للأمن المركزي في عدد من المحافظات، في انتفاضة اعتبرها مؤرخون أول احتجاجات قوية في عهد الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك. عقب ذلك التاريخ بنحو 34 عاما، وفي يوم الثلاثاء أيضا الموافق 25 من فبراير لعام 2020، يرحل مبارك إلى مثواه الأخير.

سرت شائعة في أوساط المجندين بمعسكر قوات أمن الجيزة، بمد فترة التجنيد لقوات الشرطة لمدة عام إضافي، ما أثار حفيظة المجندين، الذين خرجوا بأسلحتهم النارية والعصي التي كانت في حوزتهم إلى الشوارع، ثم تصاعد المشهد وامتدت الاحتجاجات إلى أكثر من معسكر بعدد من المحافظات مثل القاهرة والقليوبية وأسيوط وسوهاج والإسماعيلية، وذلك وفقا لبيان خرج به الرئيس الأسبق عقب ذلك اليوم، ووصف ما حدث بأن «قلة منحرفة قامت بأعمال عنف وشغب وحرق وتدمير، تعتبر طعنة غادرة لمسيرة الشعب المكافح في سبيل قوته ومستقبله». وكان ضمن ما أثير في ذلك الوقت خفض مرتبات المجندين، التي لم تكن تتخطى الـ6 جنيهات.

صباح الأربعاء أعلنت حالة الطوارئ، وفرض حظر التجوال، كما انتشرت قوات الجيش في المناطق المحيطة بالمواقع التي انطلقت منها تلك الاحتجاجات التي وصفها الرئيس الأسبق بالإجرامية. وفي بيان مبارك أعلن أن تلك الأعمال أسفرت عن مقتل عدد من حراس الفنادق والمحال التجارية والملاهي الليلة بشارع الهرم، كما أعلن القبض على عدد من الجنود الذين وصفهم بمثيري الشغب. على أن تلك الأحداث امتدت لنحو أسبوع قبل أن تتمكن قوات الأمن من إحكام سيطرتها على الوضع وإلقاء القبض على المئات من المشاركين في ذلك الحدث. كما أقيل على إثر ذلك الحادث وزير الداخلية أحمد رشدي.

لم يكن قد مر على فترة حكم مبارك أكثر من 5 سنوات، استلم السلطة في 14 أكتوبر 1981، وخرجت تلك الاحتجاجات في 1986، ولم يكن الأمر سهلا في تلك الفترة، وبدت على ملامح الرئيس الأسبق أمارات الغضب، وهو يلقي بيانه على المواطنين في الأربعاء الذي تلا الحادث مباشرة، ووفقا لأحد الصحفين الذين عايشوا تلك اللحظات فإن أمرا كحظر التجوال لم يكن مألوفا، ولم تكن تحركات الصحفيين الذين يسمح لهم بالتحرك في لحظات حظر التجوال سهلة، ويرى أن ذلك الحدث لم يأخذ حقه حتى الآن من الدراسة.

احتل الجنود مدخل طريق الإسكندرية الصحراوي، ويتذكر محمد إبراهيم أحد المواطنين حين اشتعلت الأحداث في القاهرة الكبرى، فقرر السفر إلى الإسكندرية، وفي طريقه إلى هناك، اضطر إلى السفر عبر الطريق الزراعي، ولم يعد إلا بعدما هدأت الأحداث.

احتجاج الأمن المركزي كان الأول في عهد الرئيس الأسبق، لكنه لم يكن الأخير. شهدت الـ30 عاما لحكمه سلسلة احتجاجات اتسم بعضها بالضعف والآخر بالقوة، حتى انتهت إلى ثورة شعبية في الـ25 من يناير 2011، أزاحته عن السلطة في 11 فبراير 2011. ذلك الشهر الذي انطلقت فيه أول احتجاجات في عهده، شهد رحيله عن الحياة التي امتدت لنحو 92 عاما، ليكون كلاهما ضمن ما يدون تحت عبارة «حدث في مثل هذا اليوم 25 فبراير».

أمن 1

تابع تغطية خاصة لوفاة الرئيس الأسبق حسني مبارك..(اضغط هنا)

فيديو قد يعجبك: