إعلان

"غريزة البقاء".. "شاهين" يحارب الموت بفيلم في الصحراء

04:12 م الإثنين 24 فبراير 2020

محمد شاهين صانع أفلام عن مهارات البقاء في الصحراء

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب- محمد زكريا:

في العام 2004، توفى والد محمد شاهين في حادث. الموت مصيبة كما يُعرف. لكن دام آثرها في نفس الشاب. بين حين وآخر، يستعيد عقله صوت سرينة المطافئ، جسد والده الممد داخل سيارة الإسعاف، أنفاسه المتقطعة في صراع للبقاء. بعد نحو 10 أعوام، قرر شاهين عمل مقاطع مصورة من الصحراء، فيها يقدم معلومات عن فن البقاء. قبل أن يستجمع خبراته تلك، في فيلم واحد، عنونه بـ"غريزة البقاء".

1(محمد شاهين في إحدى جولاته في صحراء سيوة)

منذ 10 سنوات، يعيش صاحب الـ32 عامًا في واحة سيوة. أحب طبيعة المكان، أول ما التقى به. مسه شغف حياة البادية، ليلتحق بها، ويساعده تخرجه في كلية الفنون التطبيقية، وتعلمه للتصوير الاحترافي، ومشاهدته لأفلام أجنبية عن الموضوع، في نشر سلسلة مقاطع مصورة من الصحراء على مدار السنوات الأخيرة، قبل أن ينتج فيلمه الأول.

2(محمد-شاهين-في-إحدى-جولاته-في-صحراء-سيوة)

بدأ سلسلته في العام 2014، فيها يقدم شروحات عن فن البقاء وسط رمال جافة وسماء كاحلة، وهدفه من ذلك خدمة الناس "ممكن أي حد فينا، يلاقي نفسه لوحده في الصحرا، لو تاه، أو اتعرض لحادثة.. وفجأة بقى مُطالب ينجو بنفسه من الهلاك وسط الرملة، لا أكل ولا شُرب".

3(محمد شاهين في إحدى جولاته في صحراء سيوة)

في العام 2018، شرع شاهين في نقل فكرة فيلمه للواقع، "اتدربت لإجادة الفخاخ والصيد، لأن دي أصعب مهارات البقاء.. كنت بتكعبل في ناس في سيوة خبيرة في الصيد، اتعلمت منهم كتير"، قبل أن يرسو على واحة سيوة مسرحًا لفيلمه "99% من الأماكن اللي استعنا بيها في الفيلم، مش مزار سياحي، وقليل من المصريين اللي يعرفوها.. وده بيشبع عندي شغف الاكتشاف. كمان بيوثق أماكن سيوة البِكر".

4(محمد شاهين في إحدى جولاته في صحراء سيوة)

استغرق العمل على الفيلم 10 أشهر، 5 في التصوير، وبمساعدة عددًا من أصدقائه تطوعًا، والشهور الأخرى في المونتاج، لينتهي الفيلم الذي يوثق 8 أيام في الصحراء بميزانية 80 ألف جنيهًا.

5(محمد-شاهين-في-إحدى-جولاته-في-صحراء-سيوة)

لم يكتب شاهين السيناريو كاملاً قبل البدء في التنفيذ "حوالي 50% مكتوب، والباقي ارتجالي في الصحرا"، مستشهدًا بـ"مشهد العاصفة اللي حضرت له واستنيت الوقت اللي بتحصل فيه سنوياً، لكن البقرة اللي كانت ميتة ونمت جواها لحد ما العاصفة خلصت لقيتها مصادفة"، كما أعد مشاهد الصيد مسبقًا "استحالة تصطاد الكم ده من الحشرات والحيوانات في 8 أيام، العدد اللي في الفيلم ياخد أسابيع في صيده.. كمان الصيدة الواحدة ممكن تحتاج ساعات، وأنت لو شغلت الكاميرا 3 ساعات هتفصل".

6(محمد شاهين في العاصمة الرملية أثناء تصوير فيلم غريزة البقاء)

عُرض "غريزة البقاء" في ساقية الصاوي، وتعدى الحضور 300 شخصًا، أثنوا على فكرة الفيلم، ومجهودات صاحبه، قبل حتى عرض الفيلم "فرحت جدا لما حد قالي إن الفيديوهات بتاعتك أنقذتني من الرمال المتحركة.. ده نور صغير، يدفعك تكمل".

7(محمد شاهين في إحدى جولاته في صحراء سيوة)

رغم ذلك لم ينج شاهين من انتقادات آخرين، تركزت في "الحلال والحرام.. ناس انتقدت شربي للبول، وأكلي للثعابين والخنافس"، لكنه يرجع ذلك لضعف الثقافة بخصوص فن البقاء "ما أنا مباكلش حشرات وأنا في البيت، لكن لو اضطريت أعيش في الصحرا من غير أكل وشرب هضطر أكل وأشرب أي شيء عشان مموتش.. دي غريزة البقاء".

8(محمد شاهين أثناء تصوير فيلم غريزة البقاء)

يتسرب الإحباط إلى نفس شاهين، جراء مثل تلك الانتقادات، وتكلفه لأموال ورثها عن أبيه، لا يلقى لها مردود كما ينتظر، لكنه يصر على استكمال ما بدأه قبل سنوات، وضحى من أجله بالعمل في مجال دراسته، فيما يحلم أن يكون له آثرا، يسير آخرون على هداه.

فيديو قد يعجبك: