إعلان

"مراجيح لآخر لحظة".. أطفال "حجر كورونا" يودعون المكان باللعب والهدايا

03:03 م الإثنين 17 فبراير 2020

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب- عبدالله عويس ورمضان حسن:

تصوير- عبدالله عويس

خلف الأتوبيس الذي يقلهم من محل الحجر الصحي في أحد فنادق مرسى مطروح، تعلقت حنين بإحدى الألعاب التي اعتادت الذهاب إليها رفقة والدها ووالدتها وبقية إخوتها، لمدة ساعتين من كل يوم. لكن الفرحة التي كانت لدى الكبار وهم على وشك الخروج من الحجر الصحي الذي أقاموا فيه 14 يوما، لم تكن لدى الأطفال الذين تمسكوا بحقهم في ساعتين من اللعب.

سافر وائل سيد إلى الصين منذ عامين للحصول على منحة متخصصة في الأمراض الفيروسية، وحين تفشى فيروس كورونا الجديد في مدينة ووهان، وقررت مصر إعادة من يرغب من رعاياها إلى دولتهم، اختار العودة برفقة زوجته عبير وأطفاله حنين وعبدالرحمن وسيف الدين: "الأطفال كانوا قلقانين جدا، لكن بعد ما لعبوا كتير وقضوا معانا وقت كبير بقوا مبسوطين".

يحكي وائل وهو يحاول إغراء أولاده بترك الملاهي والذهاب للبيت. لكنهم صمموا على استكمال اللعب قليلا. تنظر لهم والدتهم وتتابع تحركاتهم ومساندة والدهم لهم، وتتمنى ألا تعلق تلك الفترة الصعبة في ذاكرتهم: "الأطفال كانوا يوميا بيلعبوا مع بعض، لكن كان طول الوقت عندهم سؤال هو في إيه".

ما بين فرحة الآباء والأمهات بالعودة وفرحة الأطفال بساعات اللعب الأخيرة التي فرضوها إما بالاستجداء أو البكاء أو استغلال الفرحة العارمة بالرحيل، كانت الأسر تتبادل الأدوار في الملاهي التابعة للفندق محل الحجر.

وعلى إحدى الالعاب وقف محمد علي يمازح طفليه ملك ومي، غير آبه لنداءات غيره من ركاب الأتوبيس، يرى الرجل أن تلك الدقائق لن تضر وأن متعة أطفاله في ظل ذلك الظرف الصعب تستحق الكثير: "أنا كنت باحث في جامعة ووهان، ومدرس مساعد في جامعة الأزهر، وراجعين النهاردة على بني سويف". يحكي محمد، بينما يستلم أكياسا بها بضعة حلويات ليتناولها الجميع، لكن ابنته فضلت اللعب على أن تأكل شيئا، لتخبرها طفلة أخرى أنها ستحجز لها مكانا في اللعبة حتى تعود. "المراجيح هتوحشني أوي"، قالتها الصغيرة قبل أن تنصرف.

عبدالله وآدم وفريدة.. ثلاثة أشقاء سرعان ما ارتبطوا بغيرهم من الأطفال وكونوا صداقة وعلاقة مع عدد منهم، ورغم فرحتهم بالعودة إلى أقاربهم في مصر إلا أنهم حزينون على مغادرة أصدقائهم الجدد والألعاب: "الأولاد يعتبر ارتبطوا بالمكان". كبار السن انطلقوا إلى الأتوبيسات حاملين معهم هدايا وزعت عليهم صباح اليوم الأخير من الحجر الذي استمر 14 يوما، قبل أن ينضم لهم الأطفال، بعد توديع بعضهم بابتسامات وعلى أمل اللقاء مرة أخرى في ظروف أفضل.

فيديو قد يعجبك: