إعلان

من أمام البيت الأبيض.. "البديوي" يفتح صفحة جديدة في أمريكا

06:09 م الإثنين 09 نوفمبر 2020

محمد البديوي

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت-رنا الجميعي:

يبدو العالم على مشارف صفحة جديدة مع انتهاء الانتخابات الأمريكية، بفوز مرشح الحزب الديمقراطي جو بايدن، وقبل شهر كان محمد البديوي يبدأ قناته الجديدة على اليوتيوب "واشنطن بالعربي"، ومع تدشين القناة كان البديوي يبدأ صفحة جديدة من حياته أيضًا من أمام البيت الأبيض، بعد 12 عامًا من العمل في مجال الصحافة بمصر.

في 2018 قدم محمد البديوي إلى أمريكا، ترك وراءه خبرة كبيرة في مجال الصحافة، حيث شغل منصب رئيس قسم الاقتصاد بجريدة اليوم السابع، وبعد وصوله إلى الولايات المتحدة تعين عليه البدء من جديد، كانت التجربة جديدة، صدمه ارتفاع سعر المعيشة، والشعور بالغربة القاتل، ولولا مساندة زوجته فاطمة ما كان ليتمكن من الاستمرار، وسرعان ما وقف على قدميه مُجددًا، ولأن حب الصحافة يجري في دمه قرر العودة للمجال عبر قناته واشنطن بالعربي المهتمة بتعريف المجتمع العربي بالثقافة الأمريكية وسياساتها.

1 (2)

قبل التدشين وجد البديوي أنه بحاجة للاستعداد جيدًا، فيما قضى أوقاتًا طويلة يتعلم فيها المونتاج والجرافيك، والأهم هو القراءة الجيدة للمجتمع الأمريكي "بدأت أشوف وثائقيات كتير عن الحرب الأهلية الأمريكية وحياة السود "، والكثير من المقالات التحليلية لفهم طبيعة المجتمع والسياسة الأمريكية "بما فيها الجريمة في أمريكا وقضية زي الاجهاض أد إيه مهمة في المجتمع الأمريكي".

كذلك شاهد الصحفي العديد من الخطابات الرئاسية "وكنت بعيدها عشان أفهم أكتر وأشوف طريقة أدائهم وأسمع اللغة اللي بيتكلموا بيها"، ومن بين تلك الخطابات؛ حديث المرشحة الرئاسية السابقة، هيلاري كلينتون، والرئيس الأسبق، باراك أوباما، لكن كانت الخطابات القريبة من قلب البديوي هي حديث ميشيل أوباما، زوجة الرئيس الأسبق، "كنت مفتون بخطاباتها لأنها إنسانية وبتحكي قصص تلمس القلب طول الوقت"، ولم ينس البديوي القراءة الجيدة للدستور الأمريكي، وفهم النظام الانتخابي المعقد.

بعد الفترة الصعبة التي عانى فيها البديوي، عاد إليه شغفه من جديد، فمع استعداده لتدشين قناة اليوتيوب رجع إليه الحسّ الصحفي مُجددًا، وفي البداية أسس صفحة على الفيسبوك، كأنها كانت فترة اختبار لقدراته، حيث قام بعمل بث مباشر يناقش فيه السياسات الأمريكية "كنت مرتبك ومتردد ومكنتش مبسوط بنفسي بس لما نزلت، اتعلمت من تعليقات الناس"، وهكذا أخذ يتعلم ويراجع نفسه، ثم قام بتنزيل الحلقة الأولى على قناة اليوتيوب، التي ناقش فيها تداعيات إصابة ترامب بالكورونا، وماذا يحدث حال وفاة مرشح قبل الانتخابات الرئاسية "وتلقيت تعليقات الناس وملاحظاتهم، ومع الوقت الناس بقت بتشجعني".

ومع حلول الانتخابات الرئاسية وجد البديوي نفسه أمام البيت الأبيض، شعر وقتها برهبة كبيرة، جعلته يشعر بعظمة الديمقراطية التي أوصلت رئيس أسود عام 2009 إلى البيت الأبيض الذي بناه العبيد قبل قرنين من الزمان، تذكر الحكاية التي روتها ميشيل أوباما في إحدى خطاباتها "قالت إن البيت اللي بناه العبيد دلوقت ولادي بيجروا فيه، ويلعبوا ويشاوروا لأبوهم وهما نازلين المدرسة"، تلك الحكاية التي يراها الشاب الثلاثيني ترمز لنجاح دولة في تطوير ذاتها طول الوقت "وهنا الشعب الأمريكي بيعتبر أوباما أفضل سياسي موجود وهو الأكثر تأثير من حيث القوة والكاريزما في أمريكا".

ومنذ بدء الانتخابات الأمريكية في الثالث من نوفمبر الماضي، اجتهد البديوي في عمل فيديوهات مُكثفة بالتزامن مع اهتمام العرب بالحدث العالمي، فقام بعمل حلقتين؛ إحداهما تعريفي عن النظام الانتخابي المعقد، والآخر تساؤل مهم دار بين الجميع عن إمكانية تزوير الانتخابات الأمريكية، حيث زعم الرئيس السابق، دونالد ترامب، بوجود عمليات تزوير خلال عمليات فرز الأصوات، وبجانب ما قام به الصحفي على موقع اليوتيوب، قام بعمل بث مباشر من أمام البيت الأبيض عبر صفحة واشنطن بالعربي على الفيسبوك، وخلال التغطية كان البديوي سعيدًا بما يشاهده بعينيه "كنت مبسوط وأنا شايف أجواء الحرية والعملية الديمقراطية اللي بتخلي كل بني آدم له الحق في التعبير عن رأيه".

ورغم ذلك فإن الشعب الأمريكي، في وجهة نظر البديوي، غير مُحب للسياسة "لما اتكلمت مع الناس اللي مش بيصوتوا قالولي إن الحكومة مبتعملش حاجة"، ومن واقع ذلك يرى الصحفي أن الشعب الأمريكي مثل بقية شعوب العالم "عندهم أفكار مغلوطة ومبنية على جهل زي إن ترامب مبعوث السماء مثلًا"، ورغم عدم وجود فارق بين الشعب الأمريكي وبقية الشعوب، لكنه يرى في نفس الوقت أن ما يصنع فارقًا بين دولة وأخرى هو وجود نظام يمشي عليه الجميع، كذلك قوة المؤسسات ذات الدرجة العالية من الوعي والثقافة "فيه ناس شغلها بس إنها تعرف عدد المصوتين السود لترامب، أو عدد نسبة البيض مثلًا".

نجح البديوي في إنعاش حياته العملية مع وصول بايدن لرئاسة أمريكا، ورغم أن الطريق لازال طويل أمامه في تحقيق طموحه الصحفي، لكنه راضي تمامًا عما حققه حتى الآن، فقد أثبت عبر البث المباشر نجاحه في تغطية الانتخابات الأمريكية "وفيه ناس اهتمت تتابعني من مصر وتونس والمغرب"، فيما يضع نصب عينيه شغفه الكبير في تكوين موقع يهتم بتحليل المجتمع الأمريكي، وهي الفكرة التي يسعى لتحقيقها برفقة أحد أصدقائه، فرغم المشكلات التي قاسى منها البديوي إلا أنه لم يفقد إيمانه بالصحافة، مُتذكرًا أحد المؤتمرات التي حضرها للرئيس السابق ترامب "فوجئت بقوة الصحفيين وترامب بيرد عليهم بغضب، المشهد ده زوّد إيماني بأهمية الصحافة، ودورها في حماية الديمقراطية".

فيديو قد يعجبك: